أكـــــد الملـتـقـــى العلـمــي ا?ول للأكـــــاديميــة الملكيــة للشرطة «دور الإعلـام فـــي تناول القضايا ا?منية»، العلاقة التكاملية بين الإعلام وأجهزة الأمن، لافتاً إلى أن الشراكة المجتمعية أساس العمل التوعوي. وقال آمر مركز البحوث الأمنية العقيــد مــــوسى الدوسري، بعد افتتاح الملتقى من قبل مساعد رئيس ا?من العام لشؤون العمليات والتدريب العميد يوسف صالح بوعلي، برعاية رئيس الأمن العام اللواء طارق الحسن، إن الأكاديمية الملكية للشرطة حرصت أن يكون موضوع الملتقى خاصاً بالإعلام ودوره في خدمة القضايا الأمنية، ويأتي متزامناً مع إطلاق جائزة وزارة الداخلية للبحث الأمني 2014 تحت عنوان «الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها على الأمن»، لافتاً إلى أن الأمن والاستقرار مسؤولية مشتركة بين الأجهزة الأمنية وغيرها من الأجهزة الحكومية وغير الحكومية بغض النظر عن تخصصها الأساسي مما يتطلب المساهمة الفعالة من جميع مؤسسات المجتمع في تحقيقه لجميع أفراد المجتمع.من جانبه، أشار مدير إدارة الإعلام الأمني العقيد محمد بن دينه، في كلمة ألقاها بالنيابة النقيب يوسف رمضان، إلى تعامل الإعلام الأمني مع العديد من الإشكالات بطرق مستحدثة حتى يتمكن من تحقيق الأهداف المنشودة، لافتاً إلى التصدي للشائعات ذات الصلة بالعمل الأمني وهو ما يتطلب جهداً وسرعة ودقة متناهية في التعامل مع الأحداث؛ مع إظهار الحقائق والالتزام بالموضوعية. وأوضح بن دينه عدداً من المهام التي ينهض بها الإعلام الأمني في مجال التوعية من الجرائم، من بينها الجرائم الإلكترونية من خلال التركيز المستمر على جهود التوعية للمواطنين والمقيمين بهذه الجرائم وسبل الوقاية منها من جانب، وإبراز أنشطة وجهود الإدارة العامة لمكافحة الفساد والأمن الاقتصادي والإلكتروني. ولفت العقيد بن دينه لتركيز الإدارة على أهمية الشراكة المجتمعية في مكافحة الجريمة، والاستعانة بالنظم والتقنيات الحديثة التي تتيح تعزيز هذه الشراكة وتطوير آليات التواصل مع كافة الفئات والفعاليات المجتمعية.بدوره أكد مدير عام وكالة أنباء البحرين مهند سليمان نائب رئيس جمعية الصحافيين البحرينية في ورقته «العلاقة بين الإعلام والأمن وسبل تطويرها» أن التعاون بين وسائل الإعلام والشرطة؛ أمر مهم وضروري، وهي علاقة تكاملية وشراكة لابد من تعزيزها من أجل مكافحة الجريمة بكافة أشكالها، مشيراً إلى أن هذا ألأمر لا يتأتى إلا من خلال التنسيق والتواصل بين الجهة المسؤولة عن الإعلام بوزارة الداخلية وبين مختلف وسائل الإعلام، ليتم عن طريقها توعية المجتمع. وأوضح سليمان أن العلاقة بين أجهزة الأمن ووسائل الإعلام علاقة تحكمها المصلحة المتبادلة بين الطرفين، ويتوقف نجاح هذه العلاقة على إدراك كل طرف لأهمية هذه العلاقة ومتطلبات الطرف الآخر واحتياجاته، مشيراً إلى أن أجهزة الأمن لا يمكن أن تحقق أهدافها في ظل غياب التعاون المستمر مع أجهزة الإعلام التي تستطيع أن تشحذ الرأي العام في اتجاه مضاد للجريمة، وتشجعه على التعاون مع أجهزة الأمن لكبح جماح السلوك الإجرامي، وتحقيق مفهوم الأمن الوقائي والأمن العلاجي. ولفت سليمان إلى أن وسائل الإعلام تلعب دوراً كبيراً في تشكيل الرأي العام لما لها من تأثير، مشيراً إلى أن الصحافة هي السلطة الرابعة ومن خلالها يمكن تثقيف المجتمع وتوعيته بأهمية حفظ الأمن والاستقرار الذي هو أساس الازدهار ونماء أي دولة، إذ إن وسائل الإعلام اليوم هي لاعب مهم في إرشاد وتوجيه المواطنين بضرورة وأهمية الأمن الأهلي بين أفراد المجتمع الواحد، لافتاً إلى أنه رغم القوة التي تتمتع بها وسائل الإعلام للعمل على تنمية الوعي الأمني، فإنها تبقى رهينة للمصادر التي تزودها بالمعلومات والتوضيحات والبيانات وهي الأجهزة الأمنية التي تمتلك المعلومات. وشدد سليمان على العاملين في وسائل الإعلام؛ مراعاة عدة قواعد عند معالجة الموضوعات والقضايا التي يكون الأمن طرفاً فيها، ومنها مراعاة أن الكشف عن تفاصيل أي جريمة يحتاج إلي وقت وجهد، ما ينبغي معه ألا تسعى الوسائل لتحقيق السبق على حساب المصداقية، وينبغي التزام الدقة ومراجعة البيانات والأرقام والتواريخ والأسماء، فأي خطأ يحدث بلبلة في الرأي العام، مع ضرورة الالتزام باستقاء الأخبار والمعلومات المتعلقة بالقضايا الأمنية من مصادرها الرسمية أو على الأقل أن تكون وجهة النظر الأمنية حاضرة في المعالجة الإعلامي، إضافةً إلى عدم اتباع أسلوب التشكيك في إنجازات جهاز الأمن ونتائجه عبر بعض وسائل الإعلام، فالأمن ليس لديه مصلحة عند التصدي لبعض الجرائم التي تخل بالأمن الاجتماعي في تلفيق التهم للناس جزافاً، واتباع أسلوب التشكيك يؤدي إلي خفض الروح المعنوية لدى أفراد جهاز الأمن، وهو ما ينعكس بالسلب على مصلحة المجتمع، وكذلك مراعاة عدالة تناول وسائل الإعلام لإنجازات جهاز الأمن في البحرين في مختلف المحافظات والإدارات، وضرورة اهتمام وسائل الإعلام بتضحيات جهاز الأمن وإبرازها عبر الوسائل فهي تشكل قيماً إعلامية وإنسانية، وتسهم في تكوين الصورة الإيجابية لجهاز الأمن وأفراده، فالتضحية بالوقت والجهد والنفس ورفض المغريات لا يمكن أن يمر مرور الكرام في وقت غلبت فيه الأنانية والنزعة الفردية والمادية على سلوك الكثيرين، وأخيراً ضرورة أن تكون وسائل الإعلام عوناً لجهاز الأمن في إيصال رسالة للجماهير في غاية الأهمية والإقناع بها. وأشاد سليمان بالدور الإعلامي البارز الذي يقوم به مركز الإعلام الأمني بوزارة الداخلية وما حققه من نجاح في سبيل إيجاد علاقة نجاحه بين الصحافيين ومنتسبي وزارة الداخلية البحرينية، مشيراً إلى أن مركز الأعلام الأمني أصبح مركزاً إعلامياً متميزاً على مستوى المنطقة يحظى موقعه الإلكتروني باهتمام ومتابعة بارزة من قبل جميع المواطنين والمقيمين إلى جانب الإعلاميين والباحثين، متمنياً للقائمين عليه مزيداً من التوفيق والنجاح في سبل خدمة الصحافة البحرينية .. من جانبه، قال مدير إدارة وسائل الإعلام بهيئة شؤون الإعلام يوسف إسماعيل في ورقته «دور وسائل الإعلام للحد من الجريمة» إن وسائل الإعلام أصبحت من ضروريات الحياة التي أثرت على المجتمع بشكل كبير وفرضت أنماطاً جديدة من السلوكيات على الأفراد لم تكن معهودة من قبل، وساهمت في تنوع العلاقات بين الأفراد والمؤسسات الاجتماعية، وأثرت على كثير من العادات والتقاليد والتوجهات والأفكار بل تعدى ذلك إلى السلوك العام.وأضاف أن تطور وسائل الإعلام وتنوعها وسهولة وصولها للمتلقي ساهم بشكل أو بآخر في استعراض الجريمة سواء كان عن طريق انتشار الأفلام والمسلسلات والمطبوعات التي تتسم بالعنف وتروج للجريمة بكافة أشكالها وصورها أو كان في شكلها التلفزيوني أو السينمائي أو الإلكتروني، مروراً بالإعلام المقروء والقصص والروايات التي تتضمن مواضيع وقصصاً عن الجرائم وتنشرها في قالب درامي مشوق، وهو ما من شأنه أن يزيد من انتشار الجرائم داخل المجتمع باعتبارها أمراً مألوفاً يشاهدونه ويتداولونه بشكل ميسر ويومي . وأوضـــــح محمــد أن «الجــــريمـة الإعلاميــــة» هـــي عـــــدم التقيد بضـــوابــط العمــليـــة الإعلامية، وممارسة الأفعال غير المشروعة، ومعارضة المصلحة العامة عبر وسائل الإعلام المختلفة، عارضاً للجرائم التي تقع في وسائل الإعلام ومنها جرائم النشر عبر الصحف، التي بينها قانون تنظيم الصحافة والطباعة والنشر.