قال صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر القداس إن البحرين في ظل قيادتها الرشيدة واحة للتسامح والإنسانية، ونموذج فريد للتآلف والتعايش بين الأديان، مثمناً المبادرات الإنسانية والحضارية التي يتبناها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والرعاية الكريمة من لدن جلالته لمؤتمر حوار الحضارات والثقافات الذي تنطلق فعالياته غداً تحت عنوان الحضارات في خدمة الإنسانية. وأشاد البطريرك يوحنا العاشر، خلال لقائه رئيس الجمعية البحرينية للتسامح وتعايش الأديان يوسف بوزبون وأعضاءً من الجمعية، بجهود الجمعية المحلية والدولية في سبيل تعزيز ثقافة التسامح والتعايش بين مختلف الأديان خدمة للإنسانية. من جهته، أوضح يوسف بوزبون الدور الرائد الذي تلعبه البحرين محلياً وإقليمياً ودولياً في مسيرة حوار الحضارات باعتبارها مثالاً يحتذى به للتعايش والتسامح.وقال إن مشروع حوار الحضارات يتميز بنزعته المستقبلية من خلال توظيف غاياته لبناء مستقبلٍ أفضل للإنسانية، حيث إنه مشروع للمستقبل أكثر من كونه مشروعاً للحاضر، ككل المشروعات الأساسية الكبرى التي تسعى لتغيير بعيد المدى. ومستقبلية المشروع تعبير عن واقعيته وجديته، إذ إن سرعة التطورات التي يشهدها الواقع الإنساني جعلت الحاضر لحظة عابرة، ودفعت البشرية لتعيش المستقبل بكثير من تفاصيله. وفي هذا الإطار تتبلور فلسفة حوار الحضارات، والمتمثلة في إيجاد مساحات مشتركة للتفاهم والتكامل والتآلف. وأفاد بوزبون بأن التسامح من القيم الجوهرية في العالم الحديث أكثر من أي وقت مضى، فهذا العصر يتميز بالعولمة وبالسرعة المتزايدة في الحركة والتنقل والاتصال، والتكامل والتكافل، وحركات الهجرة وانتقال السكان على نطاق واسع، والتوسع الحضري، وتغيير الأنماط الاجتماعية. ولما كان التنوع ماثلاً في كل بقعة من بقاع العالم، فإن تصاعد حدة عدم التسامح والنزاع بات خطراً يهدد العالم كله. وقال بوزبون إن «تعزيز ثقافة التسامح يكون بالتعاون بين منظمات المجتمع المدني والجهات الحكومية. وبإمكان وسائل الإعلام والاتصال أن تضطلع بدور بناء في تيسير التحاور والنقاش بصورة حرة ومفتوحة، وفي نشر قيم التسامح وإبراز مخاطر اللامبالاة تجاه ظهور الجماعات والأيديولوجيات غير المتسامحة».وأكد أن مبادئ الجمعية تأكيد للمبادرات الإنسانية والحضارية التي يتبناها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، وعلى المبادرات الأممية التي تدعو إلى التسامح والانفتاح على الآخر.وأعرب الأب سابا هايدوسيان كاهن رعية كنيسة الروم الأرثودكس في البحرين وعضو مجلس إدارة الجمعية البحرينية للتسامح وتعايش الأديان عن بالغ سعادته بزيارة صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر الأولى إلى البحرين، شاكراً عطفه ومحبته لأبناء الرعية التي اجتمعت مع غبطته على مائدة محبة. وأكد أن ما تدعو إليه الجمعية من تسامح وتعايش ديني ومذهبي فضيلة أخلاقية، وضرورة مجتمعية لضمان أمن الشعوب واستقرارها، مشيراً إلى أن أهداف الجمعية تتمثل في ترسيخ ثقافة الحوار بين الأديان والحضارات والثقافات.
البطريرك يوحنا: البحرين واحة للتسامح ونموذج لتعايش الأديان
04 مايو 2014