كتبت - زهراء حبيب:أجلت المحكمة الكبرى الجنائية الأولى، أمس برئاسة القاضي الشيخ محمد بن علي آل خليفة، وعضوية القاضيين علي الكعبي، وجاسم الجبن، وأمانة سر ناجي عبدالله؛ قضية ضابط جمارك يعمل بالجمارك منذ 37 سنة، متهماً بالسماح بإدخال مادة «البان» الممنوعة إلى البحرين، بمشاركة متهمين آسيويين أحدهما «هارب»، إلى جلسة 2 يونيو المقبل، للاطلاع.وأشارت أوراق الدعوى إلى أن المضبوطات عبارة عن 39 كيس تمباك، 5 أكياس ورق بان طازج، 19 كيس سباري، 98 كيس نوره، تصل قيمتها إلى 1667 ديناراً.وأحالت النيابة العامة المتهمين الثلاثة من بينهم ضابط الجمارك البالغ من العمر «57» سنة بعد أن وجهت له تهمة أنه بصفته موظفاً عاماً بجمارك منفذ جسر الملك فهد، أخل بواجبات وظيفته، استجابة لوساطة المتهم الثاني بالسماح بإدخال بضاعة ممنوعة.ووجهت إلى المتهمين الثاني والثالث، أنهما اشتركا بطريق الاتفاق والمساعدة مع الأول كونه موظفاً عام، بالإخلال بواجبات وظيفته وإدخال البضاعة، وحاولا إدخال مشتقات التبغ غير المصرح بها في البحرين، بصورة مخالفة للتشريعات المعمول بها، خلافاً لأحكام القانون الخاصة بمنتجات التبغ المستخدمة عن طريق المضغ أو المص.وشهد مشرف التفتيش الجمركي في التحقيقات، أنه شاهد المتهم الثالث «آسيوي الجنسية» في سيارة بمسار الخاص بالمتهم الأول «ضابط الجمارك»، وأن الأخير فتح صندوق السيارة وأغلقه سريعاً، لكنه لاحظ وجود شيء في السيارة فانتابه الشك، خصوصاً عندما سمح الضابط للسيارة بالانصراف. وتوجه الشاهد للسيارة وأوقف السائق، ولاحظ انبعاث رائحة قوية، وعليه أخضع السيارة للتفتيش الجمركي الدقيق، وعثر على كميات كبيرة تقدر بـ 161 كيساً من مشتقات التبغ ممنوع دخولها للبلاد، وبسؤال السائق اعترف أن المتهم الثاني «آسيوي» اتفق مع الأول على مساعدته بالمرور، هذه المرة و3 مرات سابقة. واعترف المتهم الثالث «السائق» بصحة الاتهام في حقه وذكر أنه يقطن في المملكة العربية السعودية، وأنه يكلف مهمة إيصال بضاعة من التمباك وأنواع مختلفة من التبغ، مقابل 20 ديناراً، مبيناً أن مهمته تقتصر على إيصال السيارة المحملة بالتبغ إلى منطقة المنامة بالقرب من أحد الفنادق، وتركها هناك ويدبر أي وسيلة للرجوع للسعودية، مؤكداً جهله بالطرف الآخر المستلم للبضاعة، وأنه نفذ العملية بناء على طلب المتهم الثاني «آسيوي» مقيم بالسعودية أيضاًفيما أنكر المتهم الأول «الضابط» الاتهام المسند إليه، وحاول أن يبين في التحقيقات بأن البلاغ كيدي ولا علاقة له بالواقعة، واستند على صحة ادعائه بأنه يعمل في الجمارك منذ 37 سنة، لكنه عاد في أقواله أمام النيابة العامة، واعترف بأنه سهل مرور السيارة المحملة بالبضاعة بناء على طلب المتهم الثاني. وقال إنه تعرف على المتهم الثاني الآسيوي الجنسية منذ 4 سنوات، وأن عمله بالجمارك هو مصدر التقائه بالمتهم الأخير الذي يحضر بضائع إلكترونية لإحدى المحال بمجمع تجاري كبير، وفي إحدى المرات اشترى سيارة من السعودية ساعده المتهم الآسيوي في تخليص إجراءاتها هناك، لذلك خجل من رفض طلبه بتسهيل مرور السيارة التي تحتوي على ألبان، مشيراً إلى أن إنكاره الاتهام بداية كان بسبب الخوف، لكنه شعر بالندم ورجع عن كلامه.