(بنا): قال مشايخ ورجالات دين وفكر إن مبادرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى بعقد مؤتمر حوار الحضارات والثقافات على أرض البحرين، تأتي في وقت بات فيه العالم والمنطقة العربية على وجه التحديد في أمس الحاجة إلى تقريب وجهات النظر واللجوء إلى الحوار كحل وحيد لأي خلاف أو صراع وليعم السلام الجميع.ونقلت وكالة أنباء البحرين (بنا) عن المشايخ ورجالات الدين والفكر قولهم على هامش مشاركتهم أمس بافتتاح أعمال مؤتمر حوار الحضارات والثقافات، إن «جوهر الإنسان والتعايش السلمي يجب أن يكون أساس أي حوار بين الحضارات والثقافات، والعمل على الجمع بين القواسم المشتركة بين كل الأديان والثقافات مرورا إلى صيغة موحدة من التقارب والتوافق، بما يصون الحقوق ويحفظ الكرامات ويضع حدا لكافة أشكال الاقتتال البشري».خيار مميزواعتبر سماحة الشيخ محمد رشيد قباني مفتي الجمهورية اللبنانية دعوة عاهل البلاد المفدى إلى عقد مؤتمر حوار الحضارات خيارا مميزا بعنوان موفق لخدمة الإنسانية، مشيدا بمساهمات المملكة المتواصلة لضمان حاضر زاهر ومستقبل مشرق لشعوب الأمتين الإسلامية والعربية.وأبدى الشيخ قباني تفاؤله بنجاح المؤتمر مع وجود نخبة من المنظمات والهيئات الدولية والمفكرين ورجالات الفكر والثقافة وشخصيات دينية وأكاديمية وفكرية، وطرح أبعاد إنسانية في غاية الأهمية وصولا إلى توافق بين جميع حضارات العالم وأخلاقياتها.وأضاف الشيخ قباني: «إذا عدنا إلى كتاب ربنا وهو القرآن العظيم، نجد أن الله الذي خلقنا وأحسن خلقنا طلب منا التعارف والتحضر في التعاطي مع الإنسان، وأثبته بقوله تعالى: ((يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا))».وأشار إلى أن «الحضارة هي مجموعة من الأفكار والمعتقدات والأخلاقيات والسلوكيات التي ينشأ عليها أي مجتمع وتتابع عليها الأجيال المتعاقبة وتشكل ملامح لنهضتها ومستقبلها، وبالتالي لابد من وجود دعوة عالمية عبر مؤتمر حوار الحضارات لتعزيز التعارف ونبذ العنف والتطرف».وأشار الشيخ قباني إلى أن الحوار البناء بين جميع الحضارات يجعلها متعاونة لا متنافرة حتى يسود الأمان والاستقرار في العالم، ومن واجب الجميع كل في مجال تخصصه أن نعمل في سبيل تحقيقه قدر المستطاع.وقف التطرفبدوره، قال المطران كاميلو بالين النائب الرسولي لشمال شبه الجزيرة العربية إن توقيت مؤتمر حوار الحضارات في المنامة مهم جدا وحرج للغاية، لما تشهده المنطقة من صراعات وتوترات مبنية على أسس طائفية ومذهبية.وأوضح المطران كاميلو أن ما يميز مؤتمر البحرين هو في توفير مساحة شاسعة لتبادل الآراء ووجهات النظر المختلفة بغية تعزيز الانفتاح على الآخر بحرية كبيرة، مؤكدا أن الحوار هو الطريق الوحيد للتعايش السلمي ووقف العنف والتطرف. وأكد المطران أن مؤتمر البحرين من شأنه أن يرسل رسالة سلام وتسامح إلى جميع سكان الأرض مفادها أن التحديات كثيرة وحلها يكمن في العمل معا بيد واحدة نحو مزيد من التفاهم المتبادل والمصالح المشتركة، وصولا إلى تمهيد الطرق أمام مزيد من التسامح والعدالة المجتمعية وضمان حقوق الجميع في العيش بسلام ووئام.مبادرة حصيفةمن جانبه، وصف رئيس الطائفة الهندوسية في البحرين فيجاي كومار شاستري، المبادرة الملكية السامية بعقد مؤتمر حوار الحضارات بالمبادرة الحكيمة والحصيفة، لكونها استقطبت مشاركات واسعة من مختلف المؤسسات الدينية في العالم على اختلاف أديانها وعقائدها، والعديد من المؤسسات الثقافية والأكاديمية في مكان واحد وعلى أرض طيبة هي البحرين. وأكد كومار أن مملكة البحرين تعتبر بلاشك نموذجا يحتذى في مجال التعايش السلمي بين كافة المذاهب والأديان، وأن المملكة رائدة في تحقيق كافة أشكال المساواة والعدالة الإنسانية بين الجميع، لافتا إلى أن البحرين رغم صغر مساحتها إلا أنها كبيرة بعطائها تجاه البشر وتحضرها الراقي، وكونها حاضنة لجميع الناس على اختلاف معتقداتهم وانتماءاتهم المذهبية والعرقية.وأكد كومار أن في الاتحاد قوة، ولا يأتي هذا الاتحاد إلا بعد تحاور جميع الأطراف ومختلف أطياف المجتمع لوضع حد لأي اقتتال أو صراع ونشر السعادة بين جميع البشر، لافتا إلى أن الدين والثقافة والفكر يجب أن تجتمع جميعها في سبيل تحقيق السلام.رسالة إلى العالموهنأ القس هاني عزيز راعي الكنيسة الإنجيلية الوطنية في البحرين ونائب رئيس جمعية البحرين للتعايش وتسامح الأديان، المملكة على عيدها اليوم المتمثل بانعقاد مؤتمر حوار الحضارات والثقافات، والذي صنعه جلالة الملك المفدى.وأكد القس هاني أن البحرين سباقة دائما في تعزيز مفهوم الحوار، معتبرا جلالة الملك بأنه رجل الحوار الأول لإيمان جلالته به بقوة، ومناداته في خطاباته بالحوار بين جميع الأديان والمذاهب والحضارات والثقافات.وبين القس هاني أن حوار الحضارات سيكون إثراء وإضافة نوعية لجميع أقاليم ودول العالم، مشيرا إلى أن المؤتمر يأتي من رؤية جلالته الثاقبة لدعم قيم التسامح والحوار بين الحضارات والثقافات والأديان والمذاهب المختلفة، وتتناغم مع الإرث الحضاري للمملكة الممتد منذ نحو 5000 عام، وإسهاماتها الإنسانية المشهودة في دعم الحوار والتفاعل بين الحضارات، واحترام المبادئ الأساسية للعدالة وحقوق الإنسان وكرامته.ولفت القس هاني إلى أن عنوان المؤتمر بحد ذاته «الحضارات في خدمة الإنسانية» يبعث برسالة إلى كل دول العالم وبخاصة المنطقة العربية التي تعاني من العنف والقتل والكره والبغض، مفادها: «يرجى اللجوء إلى الحوار» لأنه الحل الوحيد.وأكد القس هاني أنه لا يوجد طريق ثان سوى الجلوس على مائدة واحدة تجمع كل الأطراف المتنازعة فيما بينها مع محبي السلام لأنها هي اللغة الوحيدة التي ستنقذ الجميع من الصراعات وترجعنا إلى التحضر والتمدن.اعتراف بالآخربدوره، أكد قاضي المحكمة الجعفرية في الجمهورية اللبنانية الشيخ معروف رحال أن اجتماع جميع ممثلي الأديان والمذاهب والحضارات في العالم في مؤتمر واحد هو اعتراف ضمني بالرأي الآخر والانفتاح على جميع وجهات النظر على اختلافها.كما أكد رحال أن الحوار لابد أن يكون عنصرا رئيسا بين أي طرف، نظرا لوجود نقاط كثيرة مهمة تجمع بين كل الفرقاء، بحيث يمكن الانطلاق إلى ما هو مختلف وصولا إلى التوافق، وأن الخلاف يجب أن لا يفسد للود قضية.
رجالات دين: المؤتمر دعوة عالمية لنبذ العنف والتطرف
06 مايو 2014