يمكن القول بأن أتلتيكو مدريد يعيش بين نارين، نار قد ينكوي منها في نهائي دوري أبطال أوروبا في النهائي أمام ريال مدريد، وأخرى قد تحرقه وتنهي آماله بلقب الدوري الإسباني أمام برشلونة.ويبدو أتلتيكو عازم هذه المرة بقيادة المدرب الفذ الأرجنتيني دييغو سيموني للعودة إلى منصات التتويج التي غابت عن الفريق منذ موسم 1995/1996 عندما أحرز لقب الدوري والكأس، ولكن بعدها عانى الفريق كثيراً حتى أنه هبط إلى الدرجة الثانية قبل أن يعود من جديد إلى دوري الأضواء بفضل الصفقات الكثيرة التي قام بها بدأ بالهداف الأورغوياني دييغو فورلان والجناح البرتغالي سيماو سابروزا والدولي الإسباني لويس غارسيا والأرجنتيني سيرجيو أغويرو والإسباني فيرناندو توريس وغيرهم من النجوم الذين لمعوا في سماء الدوري الإسباني ولكنهم عجزوا عن تحقيق البطولات الكبيرة للفريق لتعود فترة الانحلال ويبدأ كبار ونجوم الفريق بالخروج والانتقال إلى مختلف الأندية في أرجاء القارة العجوز. ولم يتمكن أي من الفرق الإسبانية من مقارعة العملاقين ريال مدريد وبرشلونة منذ مدة تقارب العشر سنوات، ولكن الحال تغير هذا الموسم وأصبح أتلتيكو اسماً جديداً ورقماً صعباً حيث يتصدر جدول الترتيب قبل جولتين من النهاية.وشاءت الأقدار أن تكون المباراة الختامية بين صاحب المركز الأول والمركز الثاني، وحيث يحتاج أتلتيكو مدريد أن يفوز فيها أو يتعادل بنتيجة أكثر من 0-0 في حال بقيت الأمور كما هي بفوز الفريقين كما هو متوقع على ملقا وإلتشي اليوم الأحد ضمن منافسات الجولة السادسة والثلاثون من منافسات الدوري الإسباني.وعلى الصعيد القاري لم يكن أشد المتفائلين يتوقع أن يصل أتلتيكو إلى الدور النهائي في دوري الأبطال، ولكن مع تقدم الفريق في الأدوار الأولى من المسابقة بدأت الأصوات التي ترشحه للعب دور الحصان الأسود تتعالــى، خاصة بعد تخطيـــه لمحطات صعبة طوال مشواره على غرار برشلونة في ربع النهائي، ثم اجتيازه عقبة تشيلسي الإنجليزي بقيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو ذو الباع الطويل في منافســــات دوري الأبطــــال، ليبلغ المباراة النهائية عن جدارة واستحقاق.وسيكون أتلتيكو على موعد لمواجهة جاره العنيد ريال مدريد الذي كان قد أقصاه من منافسات الكأس، والذي يرغب بشدة بالفوز بلقبه العاشر في المسابقة بعد تمكنه من بلوغ النهائي منذ مدة طويلة بعد هزيمة حامل اللقب بايرن ميونخ الألماني بنتيجة ساحقة في الدور نصف النهائي.