(بنا): قال السفير الروسي لدى البحرين فيكتور سميرنوف إن بلاده تسعى مع البحرين إلى إقامة نظام للأمن الإقليمي يقوم على إجراءات بناء الثقة حيال الصراعات وبحيث يتم إنشاء «منظومة» للتعاون والأمن، معتبراً أن هذا هو الطريق إلى المستقبل الذي نراه، وأن بلاده تريد أن تنعم منطقة الخليج بالمزيد من الاستقرار والأمن.وأشار فيكتور سميرنوف، في حوار خاص مع وكالة أنباء البحرين «بنا»، إلى أن هناك جهوداً مشتركة لتنفيذ مثل هذه المقترحات التي تدعم الأمن الإقليمي، خاصة عبر الحوار الاستراتيجي مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، موضحاً أن آخر اجتماع بهذه الخصوص تم في الكويت خلال العام الحالي وأن هناك جملة من التحديات الإقليمية التي تفرض بذل مجهودات من أجل تحقيق الاستقرار وتوفير التفاهم بين الدول.وأضاف أن بلاده تقيم علاقات متوازنة مع كافة الأطراف على ضفتي الخليج العربي، وأنها ستظل تعمل على توطيد الشراكة القائمة مع المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت ودولة قطر وسلطنة عمان، فضلاً عن البحرين، نافياً قيام بلاده بأي دور للوساطة بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران، كما إنه لم يطلب منها أن تلعب دور الوسيط بالرغم من استعدادها للمساعدة. ووصف زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، إلى روسيا مؤخراً بأنها مهمة جداً، معتبراً أن مذكرات التفاهم والتعاون التي تم التوقيع عليها بين الجانبين، تمثل بداية الانطلاقة لمرحلة جديدة من التعاون المشترك بين البحرين وروسيا في جميع المجالات. وقال إنه خلال المراحل السابقة من عمر العلاقات الثنائية كانت هناك رغبة وعزيمة وإصرار من جانب قيادات البلدين للوصول بملف التعاون المشترك إلى آفاق أرحب، حيث تم جمع الحقائق والتوجهات في العلاقات من النواحي السياسية والاقتصادية، وقد تكللت هذه المجهودات الآن بالمحادثات التي جرت بين سمو ولي العهد والمسؤولين الروس وفي مقدمتهم الرئيس فيلاديمير بوتين.وأشار إلى «أننا الآن في مرحلة تنفيذ التوقعات التي كنا نتطلع إليها لتطوير ملف العلاقات المشتركة، وأن منتدى رجال الأعمال البحريني الروسي الذي عقد على هامش زيارة سمو ولي العهد يفتح الباب لمزيد من فرص التعاون، خاصة فـي المستقبـــل»، مـــؤكداً أن مناقشات مستفيضة جرت بين مسؤولي البلدين حول المسائل المتعلقة بالطاقة والمواصلات، فضلاً عن التعاون العسكري والفني.وأضاف أن توقيع مذكرات التعاون الخاصة بتعزيز وحماية الاستثمار المشترك ومجال الطيران المدني، وغيرها، ما هي إلا مجرد نواة أولية للتعاون يمكن الانطلاق منها في المراحل المقبلة، وأنه سيتلوها التوقيع على العديد من الاتفاقات ومذكرات التعاون الأخرى، مؤكداً أن هناك حاجة للمزيد من العمل المشترك، وأنه يتطلع لأن تكون زيارة سمو ولي العهد بمثابة الحافز الرئيس للمزيد من التعاون.وقال السفير الروسي الذي قضى حوالي ست سنوات في عمله الدبلوماسي في المنامة، إنه سيظل يعمل لتقويم وتطوير العلاقات القائمة بين البلدين التي وصفها بعلاقات الصداقة المتينة، وأن هذه العلاقات معناها الأمن والأمان والشراكة، مؤكداً «إننا نحترم آراء وأفكار الآخرين، ونسعى لتعزيز علاقاتنا مع شركائنا وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة».وأشاد بنظام الحصول على الفيزا في مطار البحرين للمواطنين الروس ولمدة أسبوعين قابلة للتجديد لمدة أخرى مماثلة مقابل رسوم بسيطة، داعياً رجال الأعمال البحرينيين إلى زيارة بلاده من أجل زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، كما دعا الطلاب البحرينيين إلى الدراسة في الجامعات الروسية، وقال إن الجامعات الروسية تقدم دورات في اللغة الإنجليزية للجميع، ويمكن التواصل معها عبر الإنترنت والحصول على مقاعد دراسية فيها. وتابع سميرنوف «هناك فرص عديدة للتعاون البحريني الخليجي مع الجانب الروسي على المستوى الاقتصادي، وأن بلاده يمكن أن تسهم في نهضة البحرين الاقتصادية، خاصة في البنية الأساسية والتشييد والعمران، وهو الأمر الذي يجب أن يشمل أيضاً قطاع المصارف والتبادلات السياحية»، معتبراً أن هناك حاجة للعمل المستمر والمتواصل لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، ورأى أن كثيراً من التطورات في المرحلة القادمة سيتوقف تنفيذها على مدى وسرعة البلدين على المتابعة. وأكد أهمية دور بلاده كعضو دائم بمجلس الأمن لحلحلة الملفات الشائكة في المنطقة والعالم من قبيل إقرار السلام في الشرق الأوسط وإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل، وغيرها، مشيراً إلى أن بلاده تسعى مع الدول المعنية إلى التوصل لحلول عبر الحوار، موضحاً أن الأمن بالنسبة لبلاده يعني الحيلولة دون نشوء الصراعات، وذلك بالمشاركة والتعاون مع الأطراف المعنية كل فيما يخصه. وأشاد السفير الروسي بدعم القيادة الرشيدة لتطوير العلاقات الثنائية، كما أشاد بزيارة سمو ولي العهد لروسيا، وقال إنه يتطلع لظهور نجم البحرين الساطع في سماء موسكو مستذكراً الرحلة التي قامت بها فرقة موسيقى الشرطة البحرينية لموسكو ومشاركاتها الرائعة في مهرجان موسكو الموسيقي.