كتب- محرر الشؤون المحلية:كشف وزير التربية والتعليم د. ماجد النعيمي ارتفاع التقديرات الممتازة في مراجعات هيئة ضمان الجودة في الدورة الثانية التي شملت 144 مدرسة بنسبة 114% عن الدورة الأولى التي شملت 202 من المدارس، إذ حصلت 15 مدرسة في الدورة الثانية على تقدير ممتاز بعد أن كانت 7 فقط في الدورة الأولى، مشيراً إلى أن 61 مدرسة حصلت على تقدير جيد في الدورة الأولى لينخفض العدد بالدورة الثانية ليصل إلى 38 بينما كان عدد تقديرات مرضي 92 بالدورة الثانية فيما انخفض إلى 66 بالثانية وغير ملائم 42 بالأولى قبل أن يصبح 27 بالثانية.وقال وزير التربية، في حوار مع «الوطن»، إن «الوزارة تتعامل مع تقارير ضمان الجودة باهتمام وجدية، وتشكل فرق عمل للمتابعة اليومية لما ورد في هذه التقارير»، مرجعاً الانطباع السائد حول عدم تحقيق تقدم بالمدارس وفقاً لتقارير الجودة إلى «عدم النظر إلى الصورة كاملة وبتفاصيلها، خاصة أن المراجعات في كل مرة تشمل عدداً محدداً من المدارس».وأضاف الوزير النعيمي أن « الوزارة تتعامل بشكل جاد مع التوجهات التطويرية التي تستهدف تحقيق الجودة وتعمل بالتعاون مع مجلس التنمية الاقتصادية ومع بيوت الخبرة العالمية لتنفيذ البرامج والمبادرات المرتبطة بتطوير التعليم».وحول تفوق المدارس الحكومية على الخاصة في تقييم «الجودة، قال النعيمي إن «المدارس الخاصة تخضع أيضاً لمراجعات هيئة ضمان الجودة، شأنها في ذلك شأن المدارس الحكومية، وأداؤها متفاوت أيضاً»، مشيراً إلى أن «المدارس الحكومية سبقت المدارس الخاصة في هذا المجال (الجودة)، ولكن هنالك اليوم جهود مشتركة وتعاون من أجل مساعدة المدارس ذات الأداء المنخفض على الارتقاء بأدائها».وخلص إلى أن «المدارس تعمل على ترجمة توصيات هذه المراجعات، وهي ملزمة بذلك، وليست مخيرة، حيث مطلوب منها تحقيق الأهداف المرجوة من خلال تفعيل مكونات إدارة الجودة الشاملة بالاستخدام الأفضل للموارد المادية والبشرية».وعن شروط السلامة بالمدارس قال النعيمي إن «بعض المدارس عند الترخيص لها أو عند تجديد الترخيص تكون مستوفية لشروط الأمن والسلامة، ولكن بعد مضي فترة من الزمن يبدأ الاسترخاء والإهمال»، مشيراً إلى أن «لدى الوزارة فريق عمل لفحص المدارس بشكل مستمر( على الأقل مرة في كل سنة) للتأكد من مدى التزامها بشروط الترخيص».مراجعات «الجودة» هنالك انطباع سائد أنه بالرغم من مرور سنوات عدة على صدور مراجعات هيئة ضمان الجودة، فإن نتائج بعض المدارس لا تحقق تقدما ملموساً، فكيف تفسرون هذا الأمر ؟- هو بالفعل مجرد انطباع، ولكنه يفتقر إلى الدقة، وهو عائد بطبيعة الحال إلى عدم النظر إلى الصورة كاملة وبتفاصيلها، فالمشكلة التي يمكن أن تولد هذا الانطباع عائدة إلى أن المراجعات في كل مرة تشمل عدداً محدداً من المدارس، وفي كل مرة وفي كل مراجعة تختلف الصورة، وقد يزيد في بعض المراجعات عدد المدارس ذات الأداء المنخفض، وقد يرتفع عدد المدارس ذات الأداء الممتاز والجيد في مراجعات أخرى، ولذلك فإن الصورة الشاملة هي وحدها التي تعطي فكرة عن مدى التحسن في أداء المدارس الحكومية، وبالنظر إلى مجمل المراجعات السابقة، ومع الأخذ بالاعتبار لجميع التفاصيل في الصورة نستطيع القول باطمئنان إن الأداء العام يتحسن بشكل ملموس وبشكل تدريجي، صحيح أن بعض المدارس ما يزال أداؤها منخفضاً، أو قد ينخفض في مراجعة محددة وفقاً لعدد من المتغيرات المرتبطة بالقيادة المدرسية أو بالهيئة التعليمية أو غير ذلك من المتغيرات، ولكن صحيح أيضاً أن قدرتها على التحسن كبيرة في ذات التقرير، كما أن أداءها في المراجعة اللاحقة سوف يكون أفضل بكل تأكيد، لأن برنامج تحسين الأداء يعمل باستمرار على تدارك النقص بالاستفادة من هذه المراجعات، والتوصيات الهامة التي تتضمنها وتوفير الدعم المطلوب يظل مع ذلك عدد من المدارس أداء دون المأمول وذلك يعود لأسباب عديدة. ويمكن أن نلاحظ هنا أنه حتى في التقرير الأخير، وبالرغم من أن عدداً من المدارس قد كان أداؤها غير ملائم فإنها تمتلك إمكانيات لتحقيق التحسن المنشود.وقد اتضح بروز العديد من الممارسات العملية التي تقوم بها المدارس بإشراف مباشر من قبل فرق التحسين من رؤساء المدارس وفرق الدعم، وهذه الممارسات موثقة وتم تعميمها على جميع مدارس البحرين بهدف إشاعتها بين المدارس ونشرها لتتبع المدارس الأسباب التي أدت إلى امتياز المدارس الأخرى ولتسير على نهجها وبالفعل تتسم الممارسات بتقدم والإبداع من مدرسة لأخرى، وهي تحصر وقد برزت في المؤتمر الأخير الذي عقدته الهيئة الوطنية للمؤهلات وضمان جودة التعليم والتدريب حيث تم تخصيص وقت لعرض أبرز الإنجازات والأسباب التي أدت لامتياز مدارس البحرين لإفادة بقية المدارس منها.تحسين الأداءكيف تستفيد وزارة التربية والتعليم من تقارير الجودة؟- تستفيد الوزارة بشكل واضح مما يردها من تقارير أداء المدارس وأوجه القوة والقصور فيها، والتي ترد إليها من هيئة ضمان الجودة، وتتعامل الوزارة مع هذه التقارير بكل اهتمام وجدية، بل إنها تشكل فرق عمل للمتابعة اليومية لما ورد في هذه التقارير بشكل ميداني بهدف الارتقاء بأداء المدارس الحكومية جميعاً، ولا شك أن تنفيذ المرحلة الأولى من برنامج تحسين أداء المدارس يتجه بلا شك إلى تحسين الأداء، أي إلى الجودة بكافة عناصرها. كما أن الوزارة تستفيد بشكل مباشر من الخدمات التي تقدمها الهيئة، وتتعامل بشكل جاد مع التوجهات التطويرية التي تستهدف تحقيق الجودة وتعمل بالتعاون مع مجلس التنمية الاقتصادية ومع بيوت الخبرة العالمية لتنفيذ كافة البرامج والمبادرات المرتبطة بتطوير التعليم. حيث لا يخفى أن الوزارة تعمل منذ سنوات على تطوير أنظمة التقويم والمتابعة لديها وقد تعزز هذا الاتجاه بشكل أوضح وأوسع من خلال مبادرات المشروع الوطني لتطوير التعليم والتدريب وخاصة مع برنامج تحسين أداء المدارس الذي يشمل كافة المدارس حالياً، والوزارة مستمرة في تطوير التعليم وتنفيذ المزيد من برامج التطوير بهدف الوصول لأفضل النتائج والاستفادة من كافة وسائل وطرق التقويم الداخلي والخارجي لأنه لا تطوير بدون تقويم مستمر، هذا التقويم يساعد على المراجعة والتعديل في الاتجاه الصحيح.كيف تتعامل المدارس مع هذه التقارير؟ وهل تأخذها مأخذ الجد؟- إن المدارس تعمل على ترجمة توصيات هذه المراجعات، وهي ملزمة بذلك، وليست مخيرة،حيث مطلوب منها تحقيق الأهداف المرجوة من خلال تفعيل مكونات إدارة الجودة الشاملة بالاستخدام الأفضل للموارد المادية والبشرية، وأداء العمل بشكل صحيح . والالتزام بمعايير قياس الأداء، ورفع معنويات العاملين في الميدان، وتحسين الإنتاجية، تقليل الأخطاء، وتوفير مناخ علمي أفضل، وتشجيع وتنمية مهارات العاملين، وتطوير المهارات القيادية والإدارية لقادة المدرسة، الرؤية الواضحة والواعية للقيادة المدرسية، والتركيز على تطوير العمليات، والعمل المستمر من أجل تقليل الهدر، وتفعيل الإدارة التشاركية، كما تقوم المؤسسات التعليمية بإدماج كافة العاملين في المؤسسة في أعمال الجودة، وتحديد وإيضاح إجراءات العمل، والتأكد باستمرار من ضمان الجودة، وحل المشكلات وإزالة العقبات بطرق وأساليب منهجية، مع التأكد من مشاركة كل العاملين في المؤسسة التعليمية في تحقيق رضا الطلبة.تطوير الأساليبهل نستطيع التأكيد اليوم بأن « الجودة» قد تحولت إلى ثقافة» في المدرسة البحرينية؟- نعم ثقافة الجودة وثقافة التقييم والمراجعة أصبحت حقيقة ملموسة في المدارس، ومن المتوقع أن تؤثر هذه الثقافة، وهذه الجهود في النهاية على عمل المدرسة وآليات عملها، فتقوم بإحداث تغيير في ثقافة المؤسسة التعليمية، بما في ذلك ما يتصل بجودة الأداء، وتطوير أساليب العمل، والرفع من مهارات العاملين وقدراتهم، وتحسين بيئة العمل، وإيجاد المناخ التنظيمي المبني على العلاقات الإنسانية، وتقوية الولاء للعمل والمؤسسة المدرسية، والتشجيع على المشاركة في أنشطة وفعاليات المؤسسة المدرسية، وتقليل إجراءات العمل الروتينية واختصارها من حيث الوقت والتكلفة.«الحكومي» و«الخاص»هل يعود تدني التقييم في بعض المدارس الخاصة للمقرارات أم هيئات التدريس أم كلا الأمرين، إذ دائماً ما يتبادر إلى الأذهان أن المدارس الخاصة الأعلى مستوى من المدارس الحكومية إلا أن نتائج ضمان الجودة توضح خلاف هذا الأمر بما تفسرون ارتفاع مستوى المدارس الحكومية . وما هي الخطوات التي تقوم بها الوزارة لمساعدة هذه المدارس على تجاوز ضعف الأداء؟- المشكلة دائماً تأتي من التعميم وإطلاق الأحكام العامة، المدارس الخاصة تخضع أيضاً لمراجعات هيئة ضمان الجودة، شأنها في ذلك شان المدارس الحكومية، وأداؤها متفاوت أيضاً، وأعتقد أن هذه المدارس بدأت تدرك أهمية العناية بالجودة وثقافة الجودة، قد نكون في المدارس الحكومية سبقنا المدارس الخاصة في هذا المجال، ولكن هنالك اليوم جهود مشتركة وتعاون من أجل مساعدة المدارس ذات الأداء المخفض على الارتقاء بأدائها. الوزارة تشكر هذه المدارس في خبرتها في تحسين أداء المدارس وتفتح باب المشاركة في الورش التدريبية التي تساعد على تحسين الأداء، كما أنها بفحص أداء المدارس من خلال الزيارات المستمرة تدفعها إلى الارتقاء بأدائها والتزام بشروط الترخيص التي ضمن مقومات الجودة.تقارير إيجابيةيقول البعض من أعضاء هيئة التدريس إن معايير التقييم التابعة للهيئة غير منضبطة أو محكومة على أسس يمكن معها التقييم الدقيق، ما رأيكم في هذا الأمر؟-الهيئة ذات مصداقية ولا يمكن أن نقبل بمنطق التشكيك في عملها، فهي جزء من كل ضمن منظومة المشروع الوطني لتطوير التعليم والتدريب، ولذلك نحن نتعامل مع تقاريرها بإيجابية باعتبارها أداة من أدوات التقويم الخارجي المستقل، والتعامل مع نتائج هذه التقارير بأريحية وبروح إيجابية، حتى وإن أشارت إلى جوانب النقص، لأن الهدف هو الارتقاء بتحسين الأداء، بما يساعد على تحليل طبيعة الصعوبات والعمل على تذليلها وتجاوزها، فالهيئة أداة مهمة وفاعلة لا بد من أن يتعود المجتمع المدرسي على التعامل الإيجابي معها، ليتعرف على حقيقة أدائه، ويتبين نقاط قوته وضعفه، بما يساعده على إحراز المزيد من التقدم.. فهدفنا المشترك هو تحقيق مخرجات عالية الجودة.أعلن مؤخراً عن إنذار بعض المدارس لمخالفتها معايير السلامة تحديداً، كم عدد هذه المدارس، وهل يقع هذا الأمر ضمن حملة تقوم بها التربية، ثم ألم تخضع هذه المدارس للمعاينة قبل الترخيص أم أن هذه الاشتراطات أقرت مؤخراً؟- عمل الوزارة لا يرتبط بالحملات وإنما هو عمل مستمر ضمن واجباتها لمراقبة أداء المدارس الخاصة ومدى التزامها بشروط الترخيص، والمشكلة هنا أن بعض المدارس عند الترخيص لها أو عند تجديد الترخيص لها تكون مستوفية لشروط الأمن والسلامة، ولكن بعد مضي فترة من الزمن يبدأ الاسترخاء والإهمال، ونحن في الوزارة لدينا فرق عمل تفحص المدارس بشكل مستمر( على الأقل مرة في كل سنة) للتأكد من مدى التزامها بشروط الترخيص وذلك حماية لمصالح الطلبة وأولياء أمورهم الذين يدفعون رسوماً دراسية مقابل هذه الخدمة.