أرجع متقاعدون شرائهم سنوات الخدمة الافتراضية من الحكومة إلى إحساسهم بالتعب والملل بعدما عملوا لسنوات طويلة، فيما أكد آخرون أنها فرصة لإنشاء مشاريعهم الخاصة.وأشاروا، في تصريحات لـ«الوطن»، إلى أنه مهما عملوا وبذلوا جهداً فلن يضيف ذلك فلساً إلى رواتبهم وسيبقى الراتب كما هو في 80% نصيبهم من راتبهم بعد التقاعد.وأوضحوا أن تنازل الكثيرين عن عملهم يفتح فرصاً للأجيال القادمة لمواصلة مسيرتهم.وأوضح يعقوب عبدالله (موظف سابق في بتلكو) أن هناك قوانين صادرة من هيئة التأمينات الاجتماعية تقضي بأن كل شخص يخرج للتقاعد بسبب أسباب مرضية يحصل على راتب أكبر من معاش التقاعدي، فالناس هنا يستغلونها فرصة لذلك.وأضاف أن هناك أسباباً أخرى تؤهل الشخص للخروج إلى التقاعد، وهي أن بعض الشركات لديها زيادة كبيرة في نسبة الموظفين فليجؤون لعمل خطة وهي إغراء الموظف عن طريق دفع الشركة له راتب خمس سنوات قادمة للخروج إلى التقاعد فيجدها فرصة لا تعوض أمثال شركة طيران الخليج التي قامت بصرف مبالغ لمتقاعديها.من جهته، أكد المتقاعد نجيب بشير (قوة الدفاع) أن إقباله على شراء سنوات الخدمة الإضافية تعود لأسباب مرضية هي النقص في النظر إضافةً إلى شعور الشخص بالتعب والإرهاق وعدم القدرة على الإنتاج والعطاء وعلى سبيل المثال إذا عمل لأكثر من 32 سنة لا يزيد قرشاً في راتبه لذلك التقاعد هو الحل الوحيد له.وقال استشاري أمراض الأطفال وحديثي الولادة في مستشفى الشفاء د. محمد الرفاعي (متقاعد من وزارة الصحة) إن تقاعده من وزارة الصحة لبلوغه سن الـ60 أي خدم وزارة الصحة 34 عاماً، مشيراً إلى أنه حينما صدر قرار صاحب السمو الملكي رئيس الوزارة بشراء سنوات الخدمة لمن يبلغون سن الـ60 للرجال والنساء سن 55، وجدتهـــا أكثـــر راحــــة لي فبعد التقاعد سنحت لي الفرصة لإنشاء عياداتي الخاصة.وأوضح متقاعد، فضل عدم ذكر اسمه، أن تقاعده من العمل كان لعدة أسباب منها أن هناك قانون من هيئة العامة لتقاعد من يكمل 32 سنة خدمة يحق له التقاعد والحصول على نسبة 80% من راتبه، ولكن إذا عمل أكثر من ذلك، فإنه لن يحصل على زيادة ولا ترقيات والتقاعد هو الحل الوحيد على قول المثل «مهما أعطيت لن تحصل على شيء».وأوضح أن «شرائي لسنوات الخدمة من الحكومة لشعوري بالملل والروتين لما أنا عليه، فمهما عملت بجد وإخلاص فلا هناك تقدير وتحفيز، فأحياناً نشعر بالمرض الشديد ونرغم أنفسنا عن العمل ولكن في نهاية المطاف لا فائدة.وأشار إلى أن هناك الكثير من أصحاب الكفاءات البحرينية وذوي الخبرات فقدتهم المؤسسات والوزارات بسبب لعدم وجود الاحترام والتقدير فوجدوا شراء سنوات الخدمة الإضافية الحل الوحيد لهم.من جهتها، أكدت المتقاعدة أمل بن شمس أن شعورها بالتعب وعدم قدرتها على العطاء أرغمها على الخروج بتقاعد مبكر والقانون يتعهد بحصول الموظف على نسبة أقل من 80% من راتبه إذا وصل سنه تحت الأربعين، مضيفة أن تنازل الكثيرين عن عملهم يفتح فرصاً للأجيال القادمة لمواصلة مسيرتهم. وقال المتقاعد عيسى حسن البناء (وزارة الصحة) إنه كان يعمل منذ 1975 إلى يومنا هذا أي أكمل 35 سنة المفترضة للوصل إلى سن التقاعد ويحصــــــل علــــــى 80% مـــن راتبـــه ومهمـــا بـــذل الجهــــــد والعطــــــــــــاء لــــــــــن يجــدي نفعــــاً ولـــن يضيـف فلساً إلى راتبه، مشيــــراً إلـــــــــــى أن التقـــاعـــــد أفضـــــــــل مـــــــــــــن العمـــــــــل والشقـــــــاء وتحمـــــــــل المسوؤلية.
متقاعدون: اشترينا سنوات الخدمة لإحساسنا بالتعب.. وآخرون: أنشأنا مشاريعنا الخاصة
11 مايو 2014