ابنتي في الصف الثاني الابتدائي في مدرسة العروبة الابتدائية للبنات في عراد، تعرضت يوم الثلاثاء الماضي، أثناء توجهها إلى المنزل لحادث سير، والحمد لله أن صحتها بخير مع وجود ألم بسيط في يدها.قطعت ابنتي شارع المدرسة إلى الجهة الأخرى، وعند وصولها إلى الرصيف وهي تسحب حقيبتها المدرسية، فوجئت بسيارة تصعد فوق حقيبتها المدرسية، وتكسرها وتتلف محتوياتها، ثم تنزل الأخت سائقة السيارة، وتسحب الحقيبة من تحت السيارة، وترميها على الرصيف، وتترك البنت تصرخ وتبكي وتجلس على الأرض من الخوف دون السؤال عنها وعن صحتها، أو تحملها بسيارتها أو تأخذ رقم هاتف أحد والديها أو تكلف نفسها بإخبار شرطة المجتمع بذلك.بل على العكس من ذلك تماماً، ركبت سيارتها ومضت في طريقها وكأن شيئاً لم يكن، ضاربة بعرض الحائط كل القيم الإنسانية والحضارية، ناسية هذه الأخت أن السياقة فن وذوق وأخلاق. ولا أدري لو كانت هذه البنت ابنتها وحدث معها ما حدث، فماذا عساها فاعلة؟قمت بالاتصال أمس مع شرطة المرور، وكانوا متفاعلين جداً مع الموضوع وطلبوا مني رقم السيارة التي تسببت في الحادث، لكن للأسف لا يوجد عندي هذا الرقم، لأن البنت صغيرة ولا تدرك معنى أن تأخذ رقم السيارة، ناهيك عن حالتها النفسية التي كانت بها حيث وصلت البيت بحالة هستيرية تبكي على حقيبتها وكتبها وواجباتها؛ كيف ستقوم بحلها وقد تم إتلافها؟!وفي هذا المقام، أوجه الشكر الجزيل لإدارة ومعلمات المدرسة على اهتمامهم بالمشكلة، والاطمئنان عن صحة ابنتي، واستعدادهم لمساعدتنا في جمع المعلومات عن السيارة التي تسببت بهذا الحادث.أدعو في هذه الشكوى، كل ولي أمر كان موجوداً وشاهد الحادث، أن يتصل بي ويعطيني رقم السيارة أو مواصفاتها، حيث إن الشارع كان مزدحماً وقت الحادث، وكثير من أولياء الأمور شاهدوا ذلك. وأذكرهم بأن ما حدث لابنتي قد يحدث – لا قدر الله – لأي طفل، لذلك بات من الضروري أن نتعاون جميعاً لكشف هؤلاء المستهترين لينالوا عقابهم الرادع.وأخيراً وليس آخر، أود أن أقدم الشكر الجزيل والوافر للإنسانة الرائعة، والأم المثالية والتي لا أعرف اسمها ومن هي، والتي قامت مشكورة بحمل ابنتي في سيارتها، والتهدئة من روعها، وإيصالها حتى باب المنزل. هذا الجانب المشرق الذي مثلته هذه المرأة الإنسانة المتحضرة صاحبة الخلق الرفيع. أقول لها: جزاك الله خيراً وبارك الله فيك وفي أمثالك في مجتمعنا ووطنا الحبيب.كما أشكر صحيفة الوطن، الصوت الحر، ونبض الشعب المعبر عن آمالها وآلامها.والله ولي التوفيقولي أمر الطالبة