فشلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الأربعاء في اقناع ايران بالسماح لها باستئناف تحقيق بشأن ما يشتبه بأنه بحوث في القنابل النووية ليستمر مأزق الجهود الدبلوماسية الرامية إلى حل الخلاف بشأن البرنامج النووي لإيران.ومع تركز اهتمام الجمهورية الإسلامية على انتخابات الرئاسة المقررة في يونيو كانت التوقعات محدودة لما يمكن أن يسفر عند الاجتماع بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تحاول منذ أكثر من عام إعادة فتح تحقيق في "الأبعاد العسكرية المحتملة" لبحوث طهران النووية.وقال هيرمان ناكيرتس نائب المدير العام للوكالة للصحفيين بعد اجتماع استمر ثماني ساعات مع مسؤولين ايرانيين في فيينا "اجرينا مناقشات مكثفة اليوم لكن لم نضع اللمسات الاخيرة" على الوثيقة التي يجري التفاوض بشأنها منذ عام ونصف العام. وكان يشير بذلك إلى اتفاق إطاري للتحقيق يسعى الجانبان منذ وقت طويل للتوصل إليه.ولم يتفق الجانبان ايضا على موعد لعقد مزيد من الاجتماعات بعد المحادثات التي حثت فيها الوكالة الذرية التابعة للأمم المتحدة إيران مجددا على الكف عن المماطلة في تحقيقات الوكالة بشأن أبحاث يشتبه أن اجرتها طهران بخصوص قنبلة نووية. وتنفي طهران النية لتصنيع أسلحة نووية.وقال ناكيرتس "التزامنا بمواصلة الحوار لا يتزعزع. لكن يجب ان نعترف بأن قصارى جهودنا لم تنجح حتى الآن. سنواصل المحاولة واكمال هذه العملية."وقال مبعوث إيران على أصغر سلطانية ان الجانبين طرحا مقترحات خلال "المناقشات الفنية المكثفة" وكان الهدف تضييق شقة الخلافات في المحادثات في المستقبل.وقالت مسؤولة أمريكية كبيرة في واشنطن انها تتوقع ان تحث الوكالة في نهاية الأمر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي أصدر عدة قرارات بتوقيع عقوبات على ايران على اتخاذ مزيد من الإجراءات. وقالت وكيلة وزارة الخارجية الامريكية ويندي شيرمان كبيرة المفاوضين الأمريكيين مع ايران للمشرعين الأمريكيين في واشنطن وهي تشير الى ان مجلس محافظي الوكالة سيجتمع في اوائل يونيو حزيران "لا أعتقد انهم (الوكالة الدولية للطاقة الذرية) سيحصلون على رد ايجابي." وأضافت "عند نقطة ما سيتعين على المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية العودة الى مجلس الأمن وقول : لا يمكني ان اذهب الى أبعد من هذا. لا يوجد رد. عليكم اتخاذ اجراء آخر" قائلة ان هذا قد يحدث في يونيو حزيران أو سبتمبر ايلول. وفي وقت لاحق التقت كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي والتي تمثل القوى العالمية الست على العشاء في اسطنبول مع سعيد جليلي كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين وهو أيضا مرشح رئاسي لبحث مسعى دبلوماسي أوسع لحل النزاع الذي قد يفجر حربا جديدة في الشرق الأوسط. وجاء اجتماع اسطنبول بين اشتون وجليلي بعد جولة فاشلة من دبلوماسية القوى الكبرى في قازاخستان في اوائل ابريل نيسان. ووصفت آشتون الاجتماع بانه "مناقشة مفيدة" لكن الجانبين لم يضعا خططا لجولة مفاوضات جديدة.وقالت آشتون "تحدثنا في المقترحات التي عرضناها وسندرس الآن كيف نمضي في المرحلة التالية من هذه العملية. وسنكون على اتصال قريبا."ويمثل اجتماعا فيينا واسطنبول اليوم مسارين دبلوماسيين مختلفين إلا أنهما مرتبطان لأنهما يركزان على الشكوك في سعي إيران لامتلاك قدرة على تصنيع أسلحة نووية متسترة وراء تصريحات بأن برنامجها النووي له أهداف مدنية.ويقول محللون ودبلوماسيون إن أي تحرك في النزاع المستمر منذ عقد سينتظر على الأرجح إلى ما بعد انتخابات الرئاسة المقررة في 14 من يونيو ويصعب التكهن بالفائز بها.ومع أن الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي هو الذي يقرر السياسة النووية الإيرانية إلا أن القيادة المحافظة قد تسعى للتحرك بحذر قبل الانتخابات التي يتنافس فيها المحافظون مع مرشحين مستقلين.وقال مبعوث غربي إنه مع اقتراب الانتخابات "سيسعى الإيرانيون إلى تحقيق الاستقرار."وفي أحدث خطوة امريكية لخنق تمويل البرنامج النووي الايراني وضعت الولايات المتحدة يوم الأربعاء شركتين مقرهما دولة الإمارات العربية في قائمة سوداء قائلة إنهما تعاملتا مع بنوك إيرانية في خرق لحظر تفرضه واشنطن على التعامل مع القطاع المصرفي الإيراني.