عواصم - (وكالات): قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في الرياض أمس إن المملكة وجهت دعوة لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لزيارتها موضحاً أن الرياض على استعداد «للتفاوض» مع طهران.وأضاف خلال مؤتمر صحافي على هامش منتدى التعاون بين العالم العربي وآسيا الوسطى «نرغب في استقبال ظريف فإيران جارة لدينا علاقات معها وسنجري مفاوضات معها».وتابع الفيصل «سنتحدث معهم وإذا كانت هناك خلافات نأمل أن تتم تسويتها بما يرضي البلدين، كما نأمل أن تكون إيران ضمن الجهود المبذولة لجعل المنطقة آمنة ومزدهرة وألا تكون جزءاً من مشكلة انعدام الأمن في المنطقة».وأشار إلى التعبير عن الرغبة في إعادة الاتصالات بين البلدين عبر عنها الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير الخارجية جواد ظريف».وأضاف «لقد أرسلنا دعوة لوزير الخارجية لزيارة السعودية لكن العزم على القيام بالزيارة لم يتحول إلى واقع بعد. لكننا سنستقبله في أي وقت يراه مناسباً» للمجيء. من ناحية أخرى، تستأنف القوى العظمى وإيران في فيينا محادثاتهما النووية في مناخ ارتياح لتحقيق خطوات أولى لكنهما يدركان أيضاً أن حوارهما يدخل مرحلة جديدة بالغة الدقة والحساسية. والهدف بعد 10 سنوات من التوترات هو أن تعطي إيران ضمانة دائمة لبقية العالم بشأن الطابع السلمي البحت لبرنامجها النووي، لتحصل مقابل ذلك على رفع العقوبات الدولية التي تخنق اقتصادها.وقد أفضت جولات التفاوض الثلاث الأولى في العاصمة النمساوية إلى حل جزء من النقاط الخلافية.وستبدأ مجموعة الدول الكبرى المعروفة بـ»5+1» مع طهران في صياغة اتفاق نهائي.ولفت وزير الخارجية الإيراني إلى «أن الجزء الصعب» قد بدأ فعلاً وأن الاتفاق المنشود قد يجهض حتى في حال غياب التوافق حول فقط «2% من المواضيع المطروحة للبحث».ويلتقي ظريف ووفده مساء وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون التي تتفاوض باسم الدول الكبرى. ويمكن أن يرتكز الحوار إلى نجاحات أولى مثل مسألة مفاعل أراك للمياه الثقيلة الذي يبدو في مساره للحل.في سياق متصل، كشف خبراء الأمم المتحدة بالأمم المتحدة عن أساليب التحايل الإيرانية للالتفاف على العقوبات المفروضة عليها من خلال إخفاء أنابيب التيتانيوم داخل أنابيب صلب واستخدام صناعة البتروكيماويات ستارا للحصول على مكونات لمفاعل أراك النووي الذي يعمل بالمياه الثقيلة، إضافة إلى استمرار تسليح نظام الرئيس بشار الأسد ونقل أسلحة إلى بعض الدول منها البحرين.وقال أحدث تقرير للجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة التي تتولى رصد الالتزام بعقوبات مجلس الأمن على إيران إن من المحتمل أن تكون طهران تعلمت كيف تتفوق على أجهزة الأمن والاستخبارات في سعيها للحصول على المكونات والمواد الحساسة. ومن الأمثلة الواردة في التقرير مجموعة من أنابيب التيتانيوم تم إخفاؤها داخل شحنة من أنابيب صلب لا يصدأ صنعت في الصين وشحنت منها. وطلبت هذه الأنابيب شركة «أوشن لوتكا» للشحن الدولي الكائنة في شارع ولي عصر في طهران. ويوصي الخبراء أن تتحلى الحكومات بقدر أكبر من اليقظة مع شركات الشحن التي تبدو كأنها صاحبة أمر التوريد لشحنات مواد وجهتها إيران. وقال التقرير «في 3 حالات تم فحصها بموجب التفويض الحالي تم تسجيل أسماء شركات الشحن على وثائق الشحن بدلا من المرسل أو المرسل إليه». ولفت التقرير إلى أن إيران ربما قلصت مساعيها للالتفاف على العقوبات التي تهدف لمنعها من تطوير برامجها النووية والصاروخية لكن التقرير أوضح أن اللجنة لم تسجل أي تغير في الأفعال الإيرانية للالتفاف على حظر السلاح خاصة في إمدادات الأسلحة لنظام الرئيس بشار الأسد، مضيفاً أن «الدول الأعضاء ووسائل الإعلام مستمرة في الحديث عن عمليات نقل للأسلحة من إيران إلى جهات منها سوريا وغزة والسودان والبحرين».