كتبت - مريم عبدالعزيز:إن النمو التدريجي والمخيف لظاهرة الباعة الجائلين، أو ما يسمى علمياً «السوق غير الرسمي»، ولاسيما في العاصمة المنامة له تبعاته الباهظة اقتصادياً واجتماعياً وصحياً وبيئياً، وله تأثيراته السلبية في مجالات التوزيع والاستهلاك بعيداً عن سلطة القانون أو رقابة مؤسسات الدولة، وذلك بالإتجار في منتجات إما منتهية الصلاحية وإما فاقدة أبسط معايير الجودة، في الوقت الذي يلتزم فيه أصحاب المحلات التجارية المرخصة ويدفعون إيجارات محلاتهم ويلتزمون بسداد الرسوم المقررة ويتعرضون للخسارة بسبب تفشي ظاهرة الباعة الجائلين. وضمن جهود محافظة العاصمة للقضاء على هذه الظاهرة شكلت لجنة لهذا الغرض برئاسة الشيخ هشام بن عبدالرحمن آل خليفة محافظ محافظة العاصمة بالتعاون مع هيئة تنظيم سوق العمل، ووزارة الداخلية، ووزارة الصحة، وبلدية المنامة، ولا تزال اللجنة تمارس عملها في القضاء على هذه الظاهرة في العاصمة. «صفحة العاصمة» التقت عدداً من التجار والأهالي في سوق المنامة القديم لاستطلاع آرائهم حول مدى التأثير السلبي لهذه الظاهرة عليهم وطرق علاجها حيث أكدوا ضرورة التعاون من قبل التجار والأهالي مع الجهات المختصة للحد من هذه الظاهرة ومحاصرتها وبالتالي تطويق أخطارها. وقد أشاد عباس الحليبي (أحد تجار الذهب بسوق المنامة) بالمجهود الطيب الذي تبذله المحافظة بالتعاون مع الجهات المختصة حيث إنه قد تم تسفير عدد كبير من المخالفين الذين يمارسون البيع على الأرصفة والشوارع والعربات في محافظة العاصمة، معرباً عن تمنياته بالقضاء على هذه الظاهرة غير الحضارية بشكل كامل. وأضاف محمود النامليتي «نائب رئيس لجنة تطوير سوق المنامة» قائلاً: يجب على اللجنة تكثيف حملاتها في أوقات متفرقة، لأن الباعة الجائلين ليس لهم وقت محدد؛ فهم يجوبون الطرقات والشوارع في كل أوقات النهار والليل ببضائعهم ومعظمها من الفواكه والخضـــراوات والأسمـــــاك علمـــــاً أن بعضهم من العمالة السائبة والآخرون يمارسون مهنة البيع في الطرقات في أوقات فراغهم، وتكثر هذه الظاهرة في أيام العطل والإجازات. ويقترح إبراهيم شريف «أحد التجار بسوق المنامة» وضع خط ساخن حتى يتسنى للمواطنين التبليغ عن المخالفين في أي وقت فالظاهرة مقلقة لأن هؤلاء الباعة المخالفين يبيعون الأطعمة التي قد تفسد من الحرارة والتي لا تخزن في أماكن نظيفة يمكن أن تضر صحياً بالمستهلكين الذين لا يعرفون أصحاب هذه العربات والذين يزاولون أعمالهم بعيداً عن الرقابة. علي الماجد «تاجر ساعات بسوق المنامة» دعا التجار والأهالي إلى التعاون للحد من هذه الظاهرة بإبلاغ الجهات المختصة، كما دعا إلى تحميل الكفيل المسؤولية في حال ثبت تورطه أو تساهله في السماح لمن هم تحت كفالته بممارسة البيع خلافاً للقانون. هذا وقد اقترح عدد من الأهالي إنشاء سوق شعبي «بسطات» في يوم ومكان محددين من الأسبوع يمارس فيه هؤلاء الباعة نشاطهم تحت الرقابة وضمن القانون، باعتبار أن توافر البضائع الرخيصة يعد ضرورة بالنسبة إلى هذه الفئة من العمالة التي تتقاضى رواتب قليلة وتعيش ظروفاً متواضعة.
الباعة الجائلون.. أخطار صحية وأضرار اقتصادية
15 مايو 2014