أمضى زكي الدين عباس من جماعة البهرة عمره الستين داخل ربوع البحرين، عاصر أجيالا عدة من مختلف الأديان والمذاهب، والطباع، ولم يشعر ذات مرة بالاضطهاد أو التمييز يمارس تجاه المغتربين.ويقول زكي الدين إنه يشارك في مؤتمر «هذه البحرين» المقام في لندن لإظهار الصورة الحقيقية للبحرين التي يجمع أهلها والمغتربين الحب، وإنها دولة قادرة على تجاوز الصعوبات والمحن.ويضيف «والدي جاء إلى البحرين قبل 90 سنة أيام الوجود البريطاني وكان يملك ثلاثة جوازات بريطانية، حتى حصل على الجواز الهندي، وكان يعمل في التجارة منذ تلك الفترة مع السفن القادمة من بومباي إلى بغداد وصولاً إلى البحرين».وقرر الاستقرار في البحرين لما تتمتع به من حب وطيبة، وفتح محل بالمنامة لبيع القماش، وقبل 45 سنة ورثت منه المهنة وواصلت مسيرته المهنية بالتجارة بالقماش، ومازال المحل مفتوحاً حتى يومنا هذا على شارع الشيخ عبدالله.ويؤكد زكي الدين أنه طوال فترة عيشه في البحرين لم يشعر بالغربة يوماً، فأهلها يعاملون المغترب كأنه من البلد، وبطبيعة عمله يتعامل مع النساء والرجال ولم يجرحه يوماً أحد بالكلام سواء كان بحرينياً أو وافداً، مسلماً أو مسيحياً أو ديانة أخرى. أما عن جماعته البهره في البحرين الذين يشكلون 1500 شخصاً، يقول إن جماعته تمارس طقوسها بكل حرية، ولم يتعرضوا لضغوطات تمنعهم من ممارسة شعائرهم الدينية أو الاجتماعية، فالبحرين دولة تمتاز باحتضانها جميع الأطياف من مسيح وبوذيين ومسلمين وغيرهم دون تفرقة أو تمييز.ويسرد قصص وأحداث عاشها في البحرين تعبر عن مدى الحب والألفة التي تجمع الناس ببعضها البعض، إذ كانت تجتمع أسرته مع أفراد من مختلف الديانات والأطياف على تناول العشاء، وكان الضيوف يصرون على أكل الكباب المشهور لدى البهرة بطعمه الخاص، وكان الاتفاق بينهم أنه لا أحد يقول للآخر انت بحريني أو أنت هندي. ويقول زكي اشارك في هذه الفعالية حتى يرى الغرب ما تتمتع به البحرين من تجانس اجتماعي وتسامح ديني، وأن نبدأ بلندن لتصل الصورة المشرقة للبحرين لبقية الدول الأوروبية. وختم قوله بكلمة اختزلت جميع الكلام سوف أقول للغرب البحرين «خضراء» بطيبة أهلها، وستبقى خضراء مزدهرة.