يتجلى تاريخ البحرين التجاري الثري المعروف فــي العصــور القديمة باسم دلمون، في العديــد مـن المواقع الأثرية، أبرزها موقع قلعــة البحريــن المسجل على قائمــة التــراث الإنساني العالمي لليونسكو. تقع القلعة أعلى تل أثري تبلغ مساحته 17 هكتاراً ونصف، وشيد منذ أكثر من 4 آلاف عام، وهو موقع عاصمة دلمــون وأحد أهم المواقـــع الأثرية في الخليج العربي. وكشفــت البعثــات الأثريـــة علــى مدار الأعوام الخمسيـن الماضيــة، عن أبنية سكنيــة وعامة وتجارية وعسكرية، تدلل على أهمية الموقع على مر القرون.افتتح متحف قلعة البحرين 18 فبراير 2008، ليكون شاهداً على أهمية الموقع الأثري، ويقع على طول الواجهة البحرية الشمالية للقلعة، مشكلاً مدخلاً إلى المدينة الحضارية. يتركز العرض المتحفي حول جدارٍ بارتفاع 8 أمتارٍ، يشرح الطبقات الأثرية المتراكمة على الموقع، ويتوسط الجدار 5 قاعاتٍ بحيث يجد الزائر نفسه يتدرج بشكل تصاعدي. ويعرض المتحف 500 قطعة أثرية تعتبر من أهم المقتنيات المستخرجة من الموقع خلال التنقيبات الأثرية، مستعرضة حقباً تاريخية شهدها الموقع، بينما يتصل بالمتحف مقهــى يطــل علــى البحــر والمناظــر المبهرة للقلعة وبساتين النخيل المحيطة بها.قلعة سلمان الفاتحتمثــل قلعة الشيخ سلمان بن أحمد الفاتــح والشهيرة باسم قلعة الرفاع ـ بحسب موقع وجودها ـ شاهداً تاريخياً على واحدةٍ من أهم المراحل الانتقالية في تاريخ البحرين، وتركيباً عمرانياً جميلاً حمل ذاكرة العائلة الحاكمة في المملكة.ومع مشروع وزارة الثقافة لإقامة عروض متحفية في قلب قلعة الرفاع، استعادت القلعة الحياة فيها من خلال سلسلة من العروض التوثيقية تقدم سرداً تاريخياً لتاريخ العائلة الحاكمة «آل خليفة» وحكاية المكان، إذ تم تشكيل فضاء عمراني داخلي خاص صممته الشركة الفرنسية «لا ميدوز» ومعماريو PAD لاستحضار تاريخ القلعة وناسها.يمكنك في زيارتك لهذا الموقع أن تعرف الكثير من الأحداث التاريخية والتغيرات المفصلية في البحرين، كما يوجد في القلعة مقهى زعفران المطل بشرفته على وادي الحنينية في تكامل ما بين التاريخ والبيئة.متحف البحرين الوطنيمتحــف البحريــن الوطنــي هــو أول متحـــف في منطقة الخليج العربي افتتح عام 1988، ويتميــز بتصميم معماري نحتي ضخم، ويقــع قبالة بحيرة جميلة تتكامل معها واجهاته الحجرية. ويختــص متحــف البحريـــن الوطنـــي بوجـود أفنية واسعة مزينة بالتماثيل المعاصرة، أما قاعاته الداخلية فتعرض مجموعة أثرية نادرة اكتشفت في العديد من المواقع الأثرية في البحرين، وتشهد على تاريخ الجزيرة الطويل، وتغطي تلكَ المجموعة حوالي 6000 عام من تاريخ البحرين.وهناك قاعتان مخصصتان للتقاليد والأعراف المحلية والملابس الشعبية والسكن التقليدي، تستعرضان الأعمال اليدوية التقليدية والحرف الشعبية المحلية.وفي ذات المتحف، توجد قاعة مخصصة للفن، تضم مجموعة دائمة من أعمال أبرز فناني البحرين، وقاعة واسعة أخرى تستضيف أهم المعارض من كل أنحاء العالم على مدار العام.