خلصت دراسة متخصصة أعدها مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية إلى أن أهمية إعادة النظر في السياسات الخليجية المتباينة تجاه إيران بهدف صياغة رسالة خليجية موحدة لإيران، مؤكدة ضرورة وضع فكرة الاتحاد موضع التنفيذ كخيار استراتيجي بهدف إعادة التوازن الطبيعي بين ضفتي الخليج.وأوضحت الدراسة التي تناولت العلاقات الخلجية الإيرانية في ضوء نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية والمفاوضات النووية الغربية -الإيرانية أن دول مجلس التعاون تمتلك مقومات كل من القوة الصلبة والناعمة التي يمكن من خلالها تحقيق موازنة مع السياسات الإيرانية.وتجيب الدراسة على عدة تساؤلات حول المحددات التي يمكن من خلالها فهم طبيعة العلاقات الخليجية – الإيرانية، والعوامل التي أدت إلى نتائج الانتخابات الرئاسية، وحول إمكانية إحداث تغيير حقيقي في السياسة الإيرانية الراهنة تجاه دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والاستراتيجية الخليجية المطلوبة تجاه واقع ومستقبل السياسات الإيرانية الإقليمية عموما. ورأت الدراسة التي أجراها الباحث بالمركز د. أشرف كشك أن «فشل المفاوضات الغربية الإيرانية بشأن الملف النووي الإيراني يعني تواصل حالة عدم الاستقرار والتوتر في منطقة الخليج ومن ثم إجهاض أي مبادرات للتأسيس للأمن التعاوني الذي ينهض على إجراءات بناء الثقة واحترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار». ولفتت الدراسة إلى «ضرورة ان تكون دول مجلس التعاون على صلة وثيقة بطرفي التفاوض الغربي- الإيراني تفادياً لتمرير مصالح وأجندات إقليمية خاصة قد لا تتوافق مع مصالح دول مجلس التعاون»، داعية إلى «تفعيل وتكثيف الدور الخليجي تجاه دول الجوار الجغرافي «العراق واليمن» الذي يشهد توغلاً لنفوذ قوى ذات أطماع في هذه الدول التي تعتبر عمقاً استراتيجياً للخليج».وأشارت إلى أن «لدى إيران مشروعاً إقليماً للهيمنة على مقدرات المنطقة وتهديد دولها وبحسب الدراسة فإن تحسن العلاقات الخليجية الإيرانية مرهون بإقدام إيران على خطوات نوعية في سياستها تجاه دول الجوار عموماً ودول مجلس التعاون على وجه التحديد»، مؤكدة أن «ذلك يتطلب سياسات ملموسة منها وقف التدخلات في شؤون دول مجلس التعاون بشكل عام ومملكة البحرين بصفة خاصة والتوصل إلى حل القضايا الخلافية بين دول مجلس التعاون وإيران».