أكد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، أن توافق الديانات السماوية وتعدد الثقافات جزء من الحل لا المشكلة، بينما اعتبر قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، البحرين نموذجاً للتعايش والتسامح بين الأديان.وقال جلالته لدى لقائه بابا الفاتيكان في إطار زيارته إلى حاضرة الفاتيكان تلبية لدعوة تلقاها من قداسة البابا، إن البحرين حريصة دوماً على تعزيز وتوثيق علاقات الصداقة والتعاون مع الفاتيكان، بما يسهم في ترسيخ مفاهيم المحبة والوئام بين الأمم والشعوب وتحقيق السلام والاستقرار.وأضاف جلالته أن توافق الديانات السماوية وتعدد الثقافات، بحاجة إلى أن تصبح جزءاً من الحل وليس جزءاً من المشكلة، وكلاهما يجب أن يكونا متكاملين مع التنمية. وأكد جلالته أن «التنوع في المعتقد والثقافة واللغة ينبغي أن يكون هو أصل ننطلق منه، ولا نتعامل معه بمجرد دعوات للتسامح»، لافتاً إلى أن السبيل الوحيد للتنمية الناجحة تنطلق من هوية المجتمع نفسه.وأضاف جلالته أن تاريخ الحوار المسيحي المسلم يظهر أن التقدم يتحقق عندما يضع ممثلو الديانتين الخلافات جانباً والتركيز على مجالات التوافق، سيما في قيم ومبادئ أخلاقية تشترك فيها الديانات السماوية.وقال جلالته إن البحرين تعمل على الدوام على تعزيز قيم التسامح والتعايش بين جميع الديانات ونهج الاعتدال والتسامح ونبذ التعصب والتشدد، وتعظيم قيم الدين الإسلامي الحنيف الداعية لإشاعة المحبة والسلام والتعايش بين الجميع.وأشار جلالته إلى استضافة البحرين لمؤتمر حوار الحضارات والثقافات تحت شعار «الحضارات في خدمة الإنسانية»، بمشاركة أكثر من 150 شخصية من مختلف دول العالم، مشيداً بأهمية ما خرج به المؤتمر من توصيات، وتركيزها على التوافق ونبذ العنف الطائفي والمذهبي وخطاب الكراهية.وثمن العاهل المفدى بكل التقدير والاعتزاز، الجهود الطيبة المبذولة من قداسة البابا فرنسيس وحاضرة الفاتيكان، في مد جسور التفاهم والتعايش وتأكيد قيم إنسانية مشتركة تلتقي حولها مختلف الأديان والحضارات، ونشر قيم التسامح والاعتدال.ووجه جلالته، الدعوة لبابا الفاتيكان لزيارة البحرين في الوقت الذي يراه مناسباً، متمنياً لقداسة البابا موفور الصحة والسعادة ودوام التوفيق في مساعيه الخيرة والإنسانية.من جانبه أشاد قداسة البابا فرنسيس، بالبحرين باعتبارها نموذجاً للتعايش والتسامح بين الأديان، مثنياً على ما يلقاه كل أصحاب الديانات السماوية المقيمين في البحرين من رعاية رسمية وأهلية.وبحث الجانبان خلال اللقاء، العمل من أجل نبذ التطرف الديني بكل أشكاله، بما يحقق إرساء التسامح والسلم الأهليين.