كتبت - عايدة البلوشي:قال مراقب الآثار بمتحف الدمام الإقليمي نبيل الشيخ إن حضارة دلمون من أول الحضارات التي استخدمت تقويماً شمسياً، وذلك قبل 4000 سنة، نتيجة لأسلوب بناء المعبد في مستوطنة سار، إذ أنه يسمح برصد الانقلاب الشمسي الصيفي من خلال تصميم الزاوية الشمالية الغربية للمعبد، كغرفة رصد مواجهة لغروب الشمس في الحادي والعشرين من يونيو كل عام.وأشار نبيل الشيخ، خلال محاضرة نظمها متحف موقع قلعة البحرين مساء أمس حول معبد سار وظاهرة الانقلاب الصيفي، إلى أن قرية المستوطنة تعود إلى الفترة البرونزية من 2400 إلى 1750 قبل الميلاد وسكانها كانوا من الدلمونيون، كما أن المعبد له مواصفات خاصة كوجود غرفة متجه إلى الشمال الغربي، فقد كان هناك تعمد في بناء المعبد بهذه المواصفات.وأوضح أنه في شهر يونيو من كل سنة تعامد الشمس مع زاوية الغرفة، بذلك يحتاج إلى 365 سنة لتعود إلى الزاوية نفسها، فالدلمونيون عرفوا السنة الشمسية قبل 4 الالاف سنة، مشيراً إلى أن ظاهرة الانقلاب الصيفي تكون في 21 يونيو من كل سنة ويقصد بها بأن الشمس تصل إلى أبعد مسار لها من ناحية الغرب وتعود إلى نفس مكانها.وأضاف «الدلمونيون عبدوا الشمس، فبنوا المعبد وتتبعوا ظاهرة الانقلاب الصيفي والكاهن الدلموني عرف التقويم الشمسي، وبذلك نظموا حياتهم من ناحية الزراعة والصيد والسفر فأصبح لهم عملية تنظيم الحياة اليومية».وعلى هامش المحاضرة، شدد نبيل الشيخ على أهمية تنظيم مثل هذه الفعاليات التي تحافظ على التاريخ ومسار البحرين والذي ليس خاص بالمملكة فحسب، بل نحن جميعاً تجمعنا حضارة دلمون من أراضي عمان إلى جزيرة فليكة بدولة الكويت، إذ الاهتمام بالمواقع الاثرية والعمل على حفظها يحفظ التاريخ. أما عدم الاهتمام فيعتبر فجوة وضياعاً للتاريخ، لذلك فإنه من الضروري في كل مشروع يجب دراسته من الناحية الأثرية والبيئية لنحافظ على التاريخ وجذوره.وأضاف «كما يجب على جميع الفئات (الشباب، الأطفال، كبار السن..) الاطلاع والاهتمام بالتراث، فإن الأجانب لديهم اهتمام بالتراث أكثر من غيرهم. فالقديم لديهم هو الأساس، لذلك علينا الاهتمام بهذا التراث واطلاعه على الأطفال في المدارس والشباب أيضاً من خلال الفعاليات والأنشطة والتي تقوم وزارة الثقافة بتنظيمها، حيث أنها في الحقيقية قامت بجهود مشكورة في الحفاظ على التاريخ والتراث».تجدر الإشارة إلى أن هذه الحاضرة جاءت كمقدمة لاحقة تعقد في الحادي والعشرين من شهر يونيو المقبل، والتي سيقوم من خلالها الزوار بزيارة المعبد والتعرف على الظاهرة.وقال القائم بأعمال مدير إدارة المتاحف رشاد فرج لـ»الوطن»، «تكمن أهمية تنظيم مثل هذه الفعاليات والتي تأتي ضمن سلسلة من الأنشطة التي ننظمها بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف، في التواصل مع المجتمع العام والشعب البحريني لإعادة أحياء المتاحف حتى لا تكون مباني قديمة فقط، فهي ملتقيات وأماكن فعالة لها دور كبير ومهم في تبادل الأفكار والاراء وجاءت هذه الفعالية لتكون للمتاحف دور أكبر في الحياة اليومية».وأضاف رشاد فرج «في كل موسم لدينا فعاليات وأنشطة متنوعة ونحرص على المشاركة المجتمع فيها، حيث نقوم بالدور في تثقيف المجتمع ليكون هناك ترابط بين الأبحاث والتاريخ والحضارة في البحرين، ونحاول مشاركة الجميع في هذه الأنشطة».