بقلم - الشيخ زياد السعدون:لاشك في أن كثيراً من السلوكيات السلبية في حياة الإنسان تنشأ معه منذ نعومة أظفاره، بل إن الفشل في الحياة قبل وقوعه على أرض الحقيقة، قد يتعلمه الإنسان في طفولته، بين أحضان أمه وأبيه، أو بين جدران مدرسته، ولهذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام: «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه»، ولاشك في أن المقصد الأول في هذا الحديث هي فطرة التوحيد، وأبرز ما في الفطرة السليمة، الإيجابية، قالت العرب: «من شب على شيء شاب عليه»، وقال الشاعر: وينشأ ناشئ الفتيان مناعلى ما كان عوده أبوهفالفرق شاسع والبون واسع، بين من يعلم أولاده الإيجابية والتفاؤل، وبين من يعلمهم السلبية والتشاؤم، وكما يقال «بالمثال يتضح المقال»، فلو أن رجلاً أولاده معه، ووجد سيارته قد حدث لها عطل في أحد إطاراتها «بنشر»، فقال حين رآها «الحمد لله يا أولاد، احمدوا الله، فمن لطف الله بنا أنه حدث «البنشر» والسيارة متوقفه، ولو انفجر الإطار والسيارة تسير، لحدث لنا مكروه»، فهكذا علمهم درساً عملياً في حسن الظن بالله، ثم لم يقف عند هذا الأمر بل لو قال لهم وهو مبتسم: «صار لي 3 أيام لم أمارس الرياضة، وهذه فرصة نحرك أجسامنا»، وطلب من أحد الأبناء أن يصورهم وهم يعملون على إصلاح الإطار، فشتان شتان بين هذا، وبين من إذا حصل له نفس الموقف حين شاهد السيارة قال: «اليوم أنا مصبح بوجه نحس»، وأخذ يلعن السيارة، واليوم الذي اشتراها فيه، وغضب غضباً شديداً، وأخذ يسب أولاده، ويدعو عليهم بالويل والثبور، وعظائم الأمور، فهذا يعلم الأبناء السلبية والتشاؤم، ويسبب لهم الإحباط الذي يولد الفشل، فإذا أردنا أن نعلم أبناءنا الإيجابية في الحياة فلابد أن يتعلموها عملياً قبل أن نوجه لهم النصائح والإرشادات، ولهذا نقول «كن إيجابياً متفائلاً يكن ابنك مثلك».