عواصم - (وكالات): استخدمت روسيا والصين حق النقض «الفيتو» أمس ضد مشروع قرار عرض في مجلس الأمن الدولي لإحالة سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب من قبل طرفي النزاع.وعرضت القوى الغربية مشروع القرار في مواجهة تصاعد الفظاعات في سوريا بما يشمل هجمات كيميائية وعمليات تعذيــب منهجيــة وقصـــف بالبراميـــل المتفجرة وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية.وهي المرة الرابعة التي يستخدم فيها البلدان حق النقض لوقف مشاريع قرارات غربية ما يشل بالتالي جهود مجلس الأمن لإنهاء النزاع في سوريا الذي أسفر عن سقوط أكثر من 160 ألف قتيل منذ مارس 2011. وصوتت الدول الأعضاء الـ13 الأخرى في مجلس الأمن لصالح مشروع القرار فيما نددت قوى غربية بخطوة الصين وروسيا معتبرة أنها تحمي ليس فقط النظام السوري وإنما «مجموعات إرهابية» من المعارضة.وقال سفير كوريا الجنوبية أوه جون الرئيس الدوري للمجلس إن «مشروع القرار لم يعتمد بسبب تصويتين سلبيين من عضوين دائمين في المجلس». من جهتها، قالت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة سامنتا باور أمام المجلس إنه نتيجة للتصويت «لن يصل الشعب السوري إلى العدالة».وأضافت أن «ضحايا آلة القتل لدى نظام الأسد وضحايا الهجمات الإرهابية يستحقــون أكــثر من واقع إحصاء المزيد من القتلى». وموسكو أقرب حليف لنظام الرئيس بشار الأسد وساهمت بدعمه دبلوماسياً طوال فترة النزاع.وبكين عادة ما تعتمد الموقف الروسي. وقال السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة مارك ليال غرانت «من المخزي أنهما استخدمتا مجدداً حق النقض ضد جهود مجلس الأمن للقيام بتحرك حول انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا».ومشروع القرار الذي أعدته فرنسا دعمته 60 دولة بينها أعضاء في الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية وعدة دول أفريقية. وبما أن سوريا لم توقع معاهدة المحكمة الجنائية الدولية، فسيكون على مجلس الأمن أن يقرر إحالتها على المحكمة لما يرتكب من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية على أراضيها. من جهة ثانية، قالت بريطانيا إن سوريا لم تحرز تقدماً في التخلص من آخر دفعة من الأسلحة الكيماوية التي تقول إنه لا يمكن الوصول إليها بسبب القتال وهو ما يزيد احتمال عدم التزامها بالموعد النهائي لتدمير مخزونها من المواد السامة. من جانبها، أعلنت روسيا أنها قررت إرسال مراقبين للإشراف على الانتخابات الرئاسية السورية المقررة الشهر المقبل. ميدانياً، تمكنت القوات النظامية السورية من فك الحصار الذي فرضه مقاتلو المعارضة على سجن حلب المركزي لأكثر من عام، ما يتيح لها قطع طريق إمداد رئيس للمعارضين، في تقدم إضافي لنظام الرئيس بشار الأسد قبل أقل من أسبوعين على الانتخابات الرئاسية.في موازاة ذلك، أشارت تقارير إلى أن مقاتلين من جبهة النصرة في سوريا التي تستلهم فكر القاعدة يرفعون علم التنظيم على أعلى نقطة في التل الأحمر الذي لا يبعد سوى بضعة كيلومترات عن القوات الإسرائيلية المرابطة في مرتفعات الجولان المحتلة، فيما يلهجون بالثناء لزعيمهم أسامة بن لادن.ويشبه أحد الرجال من قادة جبهة النصرة ساحة القتال بالكفاح الذي خاضه رفاقهم منذ سنوات في أفغانستان. وعلى مقربة في تلك المنطقة الزراعية الخصبة تمددت على الأرض جثث جنود بالقرب من دبابة متفحمة تنتمي للعهد السوفيتي. من ناحية أخرى، أعلنت النيابة العامة الهولندية أن متطرفاً هولندياً قاتلاً في سوريا اعتقل في هولندا وهو يعد لعملية سطو من أجل تمويل المعارضة السورية.