( رويترز ) أصبح أتلتيكو مدريد يعكس سمات مدربه دييغو سيميوني كفريق فائق التنظيم دؤوب لا يكل وشديد الالتزام ولا يتوقف عن الكفاح.ولا يكف سيميوني عن الحركة والصياح خارج الخطوط مرتدياً على الدوام حلة رسمية سوداء تمنحه إطلالة أشبه برجال العصابات بينما يكافح لمزاحمة ريال مدريد وبرشلونة على عرش كرة القدم في إسبانيا.ورفض المقاتل الأرجنتيني القبول في العلن بأن أتلتيكو بموارد أقل بكثير من منافسيه سيكون قادراً على الوقوف في وجههما طيلة الموسم لكنه بالجهد وبطريقة المقاتلين أصبح جاهزاً للتحدي.وبفارق كبير بدا أتليتيكو الفريق الوحيد صاحب المستوى الثابت بين الفرق الثلاثة المنافسة على اللقب في دوري الدرجة الأولى الإسباني وبنى طريقة لعبه على تشكيل دفاع صلب والضغط على المنافس بطول الملعب.وكان الهدف الذي أحرزه دييغو غودين بضربة رأس في برشلونة ومنح أتلتيكو التعادل وتوجه بطلا للدوري الإسباني يوم السبت الماضي مثالاً آخر على الألعاب الثابتة التي يجيدها الفريق وأكد على الأهمية التي يوليها سيميوني للاستراتيجية.واعتاد سيميوني النظر لما هو أبعد أثناء المباريات حيث يخمن ما سيقوم به المنافس ويستعد للقيام بتغيير سواء في اللاعبين أو في طريقة اللعب.وتضم تشكيلة أتلتيكو عدداً كبيراً من اللاعبين الذين لم يجربوا النجاح قبل وصول سيميوني الذي نقل إليهم عقلية الانتصار وفلسفة التعامل مع كل مباراة على حدة.وعين سيميوني في نهاية 2011 والفريق يكافح في الدوري وظهرت بصماته على الفور ليتقدم أتلتيكو في جدول الترتيب ويصل للمركز الخامس قبل أن يهزم أتليتيك بيلباو ويفوز بكأس الأندية الأوروبية.وعبر سيميوني عن نفسه حين قاد أتليتيكو للتفوق على تشلسي في كأس السوبر الأوروبية ليعلن جاهزيته للمنافسة مع الكبار في القارة.وفي علامة أحرى على ما سيأتي فاز أتلتيكو بكأس ملك إسبانيا بالتفوق 2-1 على ريال في النهائي.وقال سيميوني مؤخراً في مقابلة مع الإذاعة الإسبانية «نظهر أنه بالعمل يمكنك المنافسة. هناك الكثير من المشجعين في مدريد وبرشلونة الذين قدموا لي التهنئة على ما نحققه وهذا يشعرني بالفخر».وأظهر سيميوني نفس الروح القتالية التي ظهرت منه كلاعب مع أتلتيكو حين قاده للفوز بثنائية الدوري وكأس الملك في 1996.وأصبح المدرب الأرجنتيني محبوب الجماهير بفضل طريقته التي تطورت في بلده حيث صعد في صفوف فريق الشباب ثم الفريق الأول في فيليز سارسفيلد.وولد سيميوني في منطقة باليرمو في بوينس إيرس وبدأ في ممارسة كرة القدم في الشارع.ويقول سيميوني إنه تعلم من والديه العمل الجاد وإنه تأثر برتابة الحياة في سارسفيلد.وقال لصحيفة الباييس مؤخراً «هناك علموني القيم.. اغسل ملابسك بنفسك.. الاحترام.. النظام.. كل شيء من شأنه أن يساعدك في الحياة. بالنظام تصبح حياتك أفضل».وكمدرب يعمل سيميوني بنظام مماثل حيث تعلم في البداية في أندية أرجنتينية ثم قضى بعض الوقت يدرس جوزيه مورينيو وبيب غوارديولا.وقال «تابعت طريقة مورينيو في التدريب لأسبوع وبعدها تابعت طريقة غوارديولا لأسبوع. سواء أعجبتك طريقة مورينيو أو لا فإنه حقق انتصارات في أماكن مختلفة وهذا شيء يستحق الكثير من الاحترام».وأضاف «الفرق التي تدافع بشكل جيد مهمة أيضاً بقدر الفرق التي تهاجم بشكل جيد. لو لم تتلق شباكك أهدافا فسيكون من السهل عليك تحقيق الفوز.. المهم هو تحقيق التوازن».وسيتطلع أتليتيكو الآن للتمسك بطريقة لعبه حين يواجه ريال في نهائي دوري أبطال أوروبا في لشبونة اليوم السبت وسيلعب أسلوب الفريق دوراً حاسماً.وقال سيميوني «منذ بدأت لعب الكرة أردت الفوز بكل شيء».وتابع «الفلسفة مهمة لكن الحافز شيء إن لم يكن بداخلك فلن تمنحه لأحد. فريقي يتحدث في وقت واحد.. أعتقد أن هذه هي أفضل طريقة بالنسبة لهم للإنصات».
سيميوني.. رجل العصابات الذي لا يستسلم أبداً
24 مايو 2014