أظهرت وثائق ووسائل تعذيب عثر عليها في مراكز احتجاز تابعة لقوات الأمن السورية في الرقة شمال البلاد، تعرض المعتقلين للتعذيب على يد نظام الرئيس بشار الأسد، بحسب ما أفادت منظمة "هيومان رايتس ووتش" أمس الجمعة.وقال نديم حوري، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة الحقوقية "ما رأينا من وثائق وزنازين وحجرات استجواب وأجهزة تعذيب في مقار الأمن الحكومية، تتفق مع أقوال السجناء السابقين الذين وصفوا لنا ما تعرضوا له منذ بداية الانتفاضة في سوريا" قبل أكثر من عامين.ودعت المنظمة مقاتلي المعارضة الذين يسيطرون على المدينة إلى " حماية هذه المواد المتواجدة بالمقار حتى يمكن التوصل إلى الحقيقة، وحتى يُحاسب المسؤولون عما حدث". واعتبر حوري أن "معرفة حقيقة دور أجهزة الأمن في التجسس على السوريين وإرهابهم سوف تمكّنهم من حماية أنفسهم من الانتهاكات في المستقبل".بساط الريح وتعذيب كهربائيإلى ذلك، أشارت المنظمة إلى أن إحدى وسائل التعذيب المستخدمة تعرف باسم "بساط الريح"، وتقوم على ربط المعتقل على لوح منبسط أحياناً على هيئة صليب. ونقلت عن معتقلين سابقين قولهم "إن الحراس مددوهم أو شدوا أطرافهم أو قاموا بطي اللوح إلى نصفين بحيث تواجه وجوههم أقدامهم، مما يتسبب في ألم وفي إحكام شل حركتهم تماماً".وقالت الباحثة في المنظمة، لمى فقيه، إنه رغم قيام "هيومان رايتس ووتش" خلال العامين الماضيين بمقابلة عدد كبير من المعتقلين السابقين في السجون السورية، فإن "التواجد داخل هذه المعتقلات يجعل الأمر أكثر واقعية". وأضافت "ندرك أن العديد من الأشخاص لا يزالون محتجزين ويخضعون لهذه الممارسات".من جهة أخرى، قال أحد المعتقلين السابقين إنه تعرض وشقيقه للتعذيب "بالتناوب". وأوضح أحمد، البالغ من العمر 24 عاماً، متحدثاً عن تجربته المريرة في سجون النظام، أن بداية التعذيب الذي عاشه كان مع الكهرباء، حيث أخضع للتعذيب الكهربائي لمدة ثلاث إلى أربع ساعات، ثم رموه في الحبس الانفرادي. وكشف أنهم كانوا يريدون منه إخبارهم بالذين كان يذهب معهم للتظاهر، وكانوا يُسمِعونه صرخات أخيه، للضغط عليه.كما أدلى عبدالله خليل، رئيس المجلس المدني المحلي التابع للمعارضة في الرقة، بشهادة للمنظمة. واحتجز هذا الناشط المدافع عن حقوق الإنسان على يد قوى الأمن السورية في الأول من مايو 2011، بعد أقل من شهرين على اندلاع الاحتجاجات ضد النظام السوري.ونقلت المنظمة عن خليل قوله إن ضباط الأمن السوريين "أحالوه إلى 17 فرعاً للأمن في شتى أنحاء سوريا أثناء احتجازه".