يعرّف المتخصصون مهارات الاتصال بصفة عامة باعتبارها المهارات التي تستخدم في العملية التي بموجبها يقوم الشخص بنقل أفكار أو معلومات على شكل رسائل تحريرية أو شفهية مصاحبة بتغيرات الوجه أو من خلال لغة الجسد، وعادة ما تلعب الشخصية وفقاً لهذه المهارات دوراً رئيساً وأساسياً في الترويج للإنسان سواء تقدم لوظيفة أو التأهل لبرنامج معين بناء على تنافس بينه وبين الآخرين. ويعد الاتصال بوسائل الإعلام، جانباً مهماً في التطور والتغير الاجتماعي، فهو أداة فعالة من أدوات التغيير والتطوير والتفاعل بين الأفراد والجماعات، ويلعب دوراً مهماً في التغيير السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي، وكلما استطاع المرء التعرف على مهارات الاتصال بوسائل الإعلام من خلال الخطاب المباشر وممارستها بإتقان، إضافة إلى الاهتمام بلغة الجسد أثناء هذا الخطاب، كلما كان المرء ناجحاً أكثر في اتصاله بفئاته المستهدفة.وفي العملية الانتخابية تأخذ مهارات التخاطب مع وسائل الإعلام دوراً أكبر لأهميتها البالغة في ترجيح الكفة لصالح أحد المتنافسين، وهنا تعرف مهارات التخاطب باسم الفعالية الاتصالية وهي الأنشطة التي يقوم بها المرشحين خلال العملية الانتخابية لعكس أهداف سياسة محددة تتعلق بقضايا مجتمعية تؤثر في الرأي العام.وينصب جوهر الاتصال السياسي على إحداث التأثير، وتغيير الآراء والقناعات لدى الجمهور المستقبل باتجاه محدد هو ما يريده القائم بالعملية، ونظراَ لأهمية التواصل مع الآخرين فإن امتلاك مهارات الاتصال غدا أحد المتطلبات للنمو الشخصي والمؤسسي، كما غدا أيضاً أحد الأسباب المهمة للوصول إلى الناخبين، وبالتالي الفوز في الانتخابات والحصول على المقعد النيابي او البلدي وفقاً للمترشح، وهنا يكمن أهمية أن يضع المترشح استراتيجية محددة للفوز في الانتخابات.تبدأ هذه الاستراتيجية بتوفر مهارات التخاطب مع وسائل الإعلام التي باتت وسيلة وثيقة بالجمهور، وتستطيع التأثير عليه، فالمترشح من خلال وسائل الإعلام يستطيع أن يطرح صورته التي يريد توصيلها للناخبين، كما يطرح برنامجه الانتخابي رغبة في إقناع الناخبين به، وفي بعض البلدان المتقدمة تعقد مناظرات بين المتنافسين على المقاعد البرلمانية مباشرة من خلال التلفزيون، ومن خلال هذه المناظرة يستطيع الناخب تكوين رؤية تجاه المتناظرين، هذه الرؤية تساهم في دعم طرف دون الآخر، وفقاً لفاعليته التي تتعلق بمدى تحقيق أهداف المترشح والوصول إلى الناخبين من خلال هذه المناظرة. إذاً، تعتمد العملية الانتخابية على استراتيجية تحمل بنوداً مترابطة، تبدأ بجذب الناخبين من خلال مهارات التخاطب مع وسائل الإعلام المباشرة وغير المباشرة، ثم يلي ذلك اقتناع الناخبين بأحد المترشحين، يعقب ذلك بحث الناخب عن وسائل لدعم مرشحه معتقداً أنه اختار الأجدر، والذي سيحقق له بعض أحلامه وطموحاته، ويواصل المترشح استراتيجية تعتمد على المهارة في التخاطب مع وسائل الإعلام سعياً للفوز بمقعد الانتخابات. معهد البحرين للتنمية السياسية