عواصم - (وكالات): تستعد السلطات الأوكرانية لانتخابات رئاسية اليوم، في ما يحبس الشعب أنفاسه خوفاً من تعكير صفو الاقتراع الرئاسي من قبل الانفصاليين المسلحين الموالين لروسيا بعد حملة تخللتها معارك بين المتمردين والجنود الأوكرانيين أسفرت عن سقوط أكثر من 150 قتيلاً وتثير مخاوف من تقسيم البلاد.وفي كييف شاركت الحكومة التي انبثقت من حركة الاحتجاج على سلطة الرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفتيش في أوكرانيا في صلاة من أجل السلام في كاتدرائية القديسة صوفيا.وفي نداء إلى الأوكرانيين، دعا رئيس الوزراء ارسيني ياتسينيوك الناخبين إلى التوجه بكثافة إلى صنايق الاقتراع «للدفاع عن أوكرانيا». وقال «سيكون ذلك تعبيراً عن رغبة أوكرانيي الغرب والشرق والشمال والجنوب».في شأن متصل، أعلنت الرئاسة الفرنسية في بيان أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ رئيس فرنسا فرنسوا هولاند ومستشارة ألمانيا أنغيلا ميركل أن روسيا «ستحترم خيار الشعب الأوكراني وستعمل مع السلطات المقبلة».من جانب آخر، دعا الرئيس الروسي الاتحاد الأوروبي إلى دعم بناء أنابيب غاز لا تمر بأراضي أوكرانيا، محذراً من التهديد الذي يمثله «المتطرفون» الأوكرانيون على أنابيب الغاز التي تمر بالبلد.وقال بوتين في كلمة ألقاها أمام المنتدى الاقتصادي الدولي في سان بطرسبورغ، إنه من «المستحيل» عزل روسيا عن الاقتصاد العالمي رغم ضغوط الغرب ورفض الحديث عن عودة «الحرب الباردة».وعلى الجبهة الشرقية شهدت المواجهات بعض الهدوء بعد يومين من معارك عنيفة في منطقة دونيتسك أسفرت عن سقوط 26 قتيلاً بينهم 19 جندياً أوكرانياً. وشهدت مدينة سلافيانسك معقل المتمردين الموالين للروس معارك عشية الانتخابات التي تهدف إلى وضع حد لأزمة سياسية مستمرة منذ 6 أشهر، دفعت البلاد إلى حافة حرب أهلية وتقسيم.كما أدت إلى أسوأ أزمة دبلوماسية بين روسيا والغرب منذ انتهاء الحرب الباردة.وفــي منطقــة دونيتســـك التي أعلنت سيادتها بعد استفتاء على الاستقلال، أعلن زعيم المنطقة دنيس بوشيلين «سنلجأ إلى القوة» لمنع سير الانتخابات.وضاعف الانفصاليون تحركاتهم لمنع تنظيم الانتخابات. وتعرضت لجان انتخابية عدة لهجمات من قبل مسلحين بينما خطف العديد من الموظفين العاملين في الانتخابات.ويسيطر الانفصاليون على 20 لجنة انتخابية محلية من أصل 34 في منطقتي دونيتسك ولوغانسك. وعشية الانتخابات، دعا الرئيس الأوكرانـــي بالوكالـــة اولكسنـــدر تورتشينوف الأوكرانيين إلى التوجه إلى مكاتب الاقتراع لإعطاء البلاد «سلطة شرعية»، و»عدم السماح بأن تصبح أوكرانيا قطعة من إمبراطورية ما بعد الإمبراطورية السوفيتية».ومن أجل تأمين حسن سير الانتخابات الرئاسية، نشرت كييف 55 ألف شرطي و20 ألف متطوع. وتوعد الانفصاليون من جهتهم بمنع إجراء الانتخابات في الشرق حيث قد يواجه نحو مليونا ناخب صعوبات في الإدلاء بأصواتهم. ويبدو الملياردير المؤيد للغرب بيترو بوروشينكو الأوفر حظاً في الوصول إلى سدة الرئاسة، إذ حصل على 30 نقطة أكثر من رئيس الحكومة السابقة يوليا تيموشينكو، وفق استطلاعات رأي. وخلفت المعارك شرق أوكرانيا أكثر من 150 قتيلاً بين جنود ومسلحين ومدنيين.