كتب - مهند أبو زيتون وشيخة العسم:الأفكار كالأمل، تحتاج كثيراً من العزم وبعض العمل، فتغدو مشروعاً بأجنحة.4 شباب من مشارب مختلفة، جمعتهم البحرين ومايكروسوفت والإيمان بأفكارهم. دخلوا التحدي ونالوا شرف تمثيل البحرين في أول تصفيات عربية نصف نهائية في الدوحة لمسابقة التخيل العالمية أول يوليو المقبل. يحلمون أن تصل مشاريعهم إلى سياتل الأمريكية هذا الصيف بعد أن يعلن في 3 يوليو اسما الفريقين العربيين اللذين سيخوضان التحدي العالمي.آلاء عبدالرحيم، ديما درّاج، محمد هلال، محمد ببيلي، شباب يبتسمون للحياة، يضعون واقعاً عربياً صعباً وراء ظهورهم، ويفكرون بإبداع نحو المستقبل. درسوا التكنولوجيا في جامعاتهم ولم يكتفوا بأن يكونوا متلقي معرفة، فحاولوا تقديم شيء مختلف.قدموا مشروعين ضمن فئتين: المواطنة العالمية، والابتكار، لمسابقة مايكروسوفت. وفازوا بتمثيل البحرين. «جاكيت» ساحر يحول الكفيف إلى شبه مبصر، وتطبيق لمزج ألوان طلاء الأظافر يحل مشكلة الفتيات الأزلية باختيار ألوان تناسبهن.ديما ومحمد هلال ومحمد ببيلي، فريق «futuretorch team» من جامعة AMA، صاحب فكرة «الجاكيت». وآلاء فريق وحدها «butterfly team» صاحبة فكرة تطبيق طلاء الأظافر.إلى العملي يا شباب«لم نكن نتخيل تمثيل البحرين»، يقول محمد ببيلي، فيقاطعه محمد هلال بكثير من الإصرر «لكننا سنفوز الآن على المستوى العربي». تضحك ديما «معكم قادرون على صنع المستحيل». ويمضي الثلاثة في شرح مشروعهم بكثير من الحماس: «جاكيت يساعد الكفيف على رؤية أي جسم أمامه عن طريق كاميرا مثبتة به ومجسات حساسة ومايكروفون مثبت بالأذن. الكاميرا والمجسات تستطلع الواقع المحيط وتخبر الكفيف صوتياً عن طريق سماعة الأذن فوراً. كان الجاكيت فكرة لمعت في أذهاننا قبل نصف ساعة من تقديم المشاريع للمسابقة، وها هي الآن حقيقة (..) لم نخترع شيئاً سوى أننا فكرنا في الإفادة من هذه التقنيات عبر ربطها بتطبيق يحول الصوت إلى صورة علّنا نساعد المكفوفين في ممارسة حياة طبيعية. فإن لم يكن هدف العلم تحسين حياة البشر فماذا يكون؟!».يتبادل الثلاثة أدوار الحديث بمرح وانسجام ودون أي ادعاء: «جامعاتنا العربية تعتمد أكثر على المناهج النظرية، لذلك كان مفيداً أن نبحث ونقرأ لتنفيذ مشروعنا عملياً.. وها قد نجحنا. والفضل يعود دائماً للجامعة التي علمتنا وخصوصاً الأستاذ زياد إسماعيل بأفكاره ونصائحه، ولمايكروسوفت التي أتاحت لنا فرصة التعبير عن أنفسنا وأفكارنا».محمد ببيلي يسميه شريكاه في الفريق «الفوضوي العبقري». «إنه تلقائي وغير منظم لكنه يفاجئك بأفكار من النوع الذي تقابله دائماً بعبارة «واااااو»» تقول ديما.أما محمد هلال فيسميه شريكاه «الكبير» باعتباره متخرجاً حديثاً من الجامعة والفكر الاستراتيجي للفريق. وديما هي «الفتاة المسؤولة» تتذمر بداية من تحمل المسؤولية ثم تفاجئك بأنها تقوم بها بأفضل مما كنت تتصور. يشكل الفريق ثلاثياً ناجحاً، يأخذ الامور ببساطة لا تعوزها الثقة بالنفس.«الأهل دائماً يخافون في البداية أن تضيّع الأنشطة وقتك الدراسي، لكن عندما تنجز شيئاً ما يصبحون فخورين بك. وهذا ما حصل معي» تقول ديما.يستعد الثلاثة الآن لعرض مشروعهم في المسابقة بوقت مكثف جداً، يفعلون كل ذلك بكثير من المرح ويطمحون للفوز ولا شيء آخر.البحرين أولاً وأخيراًآلاء عبد الرحيم، تبدو كالفراشة فعلاً، فتاة هادئة الطباع، تحسن الاستماع ثم تحكي المفيد. متفائلة جداً أن ينال مشروعها «ألوان طلاء الأظافر» مركزاً متقدماً في المسابقة العربية. تشرح مشروعها: «أختي تحب ألوان الطلاء وتملك نحو 117 لوناً وتشتري المزيد لتناسب الألوان ثيابها. ففكرتُ لماذا لا يوجد منتج يوفر للفتيات ألواناً يحتجنها ولا يجدنها بالسوق عادة. مشروعي يوفر للفتاة اللون الذي ترغب به في أقل من 50 ثانية، ويتيح تجربة اللون قبل إنتاجه عبر تزويد التقنية بلون البشرة. كما يوفر التطبيق تواصلاً مع وسائل التواصل الاجتماعي والتعرف على الصالونات المفضلة ومواعيد الزبائن».تقول آلاء بخجل: «كلفني إنتاج المشروع نحو 900 دينار، إلا أنه بالتأكيد سيكون أرخص بكثير إن بيع بالأسواق».مشروع آلاء مسجل كبراءة اختراع في البحرين وهو خاضع للفحص حالياً في سويسرا.قد لا يعني مشروع آلاء شيئاً للشباب، لكنه للفتيات اللاتي يقضين ساعات في البحث عن لون الطلاء المناسب يعني الكثير. «اضطررت للانتقال بين أربعة تخصصات لإكمال مشروعي: علوم الحاسوب وهندسة الحاسوب والكهرباء الإلكترونية والهندسة الكيميائية» تقول آلاء، وتضيف: «اطلعت على بوستر في الجامعة يدعو الطلاب للمشاركة في المسابقة فتقدمت مسرعة، والحمد لله تم اختياري (..) لا أنسى فضل الأستاذ إبراهيم نور الذي ساعدني كثيراً. مايكروسوفت أيضاً قدمت دعماً حقيقياً لنا».حلم آلاء بسيط ويتلخص بكلمة واحدة هي «البحرين»، «أحلم أن أرفع اسم بلدي عالياً وأشرفها بإذن الله».إذن سيخوض الأربعة بعد أيام منافسات كأس التخيل، وهي أول مسابقة تقنية طلابية في العالم، عمرها 12 عاماً، تضم الطلاب والخريجين الجدد بين 16 و26 سنة من مختلف التخصصات. وهذه النسخة الثالثة التي تشارك فيها البحرين.وسيكون على الشباب الأربعة مواجهة 23 فريقاً من 12 دولة عربية موزعين على فئتين: «المواطنة العالمية» وهي تعنى بالتطبيقات المصممة باستخدام منصة مايكروسوفت وتعود بالنفع على المجتمعات البشرية، والثانية «الابتكار» وتعنى بالتطبيقات المصممة باستخدام تقنيات وحلول مايكروسوفت التي تؤمن للمستخدم الابتكار والإلهام.شارك في المسابقة على مدى أعوامها أكثر من 1.65 مليون فرد من 190 دولة في العالم ولم يفز أي فريق عربي حتى الآن بالمرتبة الأولى التي تبلغ قيمة جائزتها 50 ألف دولار بينما يحصل الثاني على 10 آلاف دولار والثالث 5 آلاف.ستيف جوبز كان من أصل عربي، وينقص شبابنا الكثير من الاهتمام والإيمان بقدراتهم لنقدم جوبز آخر من بيئة عربية، علّ الشباب يفعلها يوماً.
4 مبدعين شباب على أبواب «كـــــــأس التخيـــــــل»
25 مايو 2014