كتبت - سلسبيل وليد:زهراء 15 عاماً وغدير 18 عاماً فتاتان في عمر الزهور.. لم يكن في حسبان تلك العائلة الصغيرة أن تقع علي كاهلها طامة بوفاة زهرتين في يوم واحد، رسمت وجهيهما ابتسامة قبل أن تغطا في نوم عميق لم يكن يعلم أحد أنهما لن تقوما بعده، بعد نشوب حريق في شقتهما المتواضعة في سترة بمنطقة وديان.في اليوم الذي سبق الحادثة خرجتا مع والدتهما والفرحة تكاد لا تسعهما والتقيتا بزوجة عمهما وأصرتا أن توصلاها في طريقهما حتي لا تتعب وهي تمشي، ومن ثم عادتا للمنزل وبداخل كل منهما أحلام وآمال تخططان لها ومستقبل رسمتا خيوطه بتلك الأفكار المتناثرة، ووضعت كل منهما رأسها علي الوسادة تفكر في يومها القادم وهما تجهلان مصيرهما وتجهلان أنهما ستغطان في نوم لا صحوة منه.استيقظت الأم كعادتها للتجهز قبل خروجها للعمل، واستيقظ والد الفتاتين تأهباً لعمله، ولكن حريقاً هب في المنزل وانتشل أحلام الفتاتين ورمي بتلك الأمنيات إلي قاع لا نهاية له.يروي ذوو الطفلتين الحادثة بصوت فيه حرقة وتتخلله حسرة علي مصاب الصغيرتين، حيث نشب الحريق في تمام الساعة 6:18 دقيقة صباح أمس، وحاولوا الوصول لغرفة الفتاتين ولكن قسوة النيران حالت بينهم وبين الوصول لهما، وتبقي أصوات صراخهما حرقة في قلب والدهما الذي سمعهما ولكنه وقف عاجزاً عن إنقاذ فلذتي كبده.جروح انتشرت بجسديهما الهزيلين، والاختناق المتهم الأول في إنهاء حياتهما، لم تستطع فرقة الإنقاذ سوى إخراج الطفلين الحسن والحسين سليمين من الشقة، في حين ذبلت الوردتان وراحتا في سبات عميق.مدير عام الإدارة العامة للدفاع المدني قال إن الفتاتين توفيتا اختناقاً بالدخان.وأوضح أن قوات الدفاع المدني، باشرت صباح أمس إخماد حريق، اندلع بمنزل في منطقة سترة واديان، مضيفا أن آليات الدفاع المدني، وصلت للموقع في غضون 6 دقائق من تلقي البلاغ، حيث كانت النيران مشتعلة بالمنزل.وأشار إلى أن آليات الدفاع المدني، قامت على الفور بالتعامل مع الحريق، وتمكنت من إخراج فتاتين من داخل المنزل، منبهاً إلى أن طاقم الإسعاف، أفاد عند وصوله بوفاتهما، نتيجة الاختناق بالدخان.وأضاف مدير عام الإدارة العامة للدفاع المدني، أن أعمال البحث والتحري، جارية للكشف عن ملابسات الحريق وتحديد أسبابه.