قال العلماء في تفسير قول الله تعالى في سورة البقرة: «أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون»، وردت هذه الآية في سياق تذكير بني إسرائيل بنعم الله عليهم، وبيان ما كان من أمرهم، وحالهم، ومن كان على شاكلتهم، وسار على سننهم، على كمال خسارهم، ومبلغ سوء حالهم، الذي وصلوا إليه، إذ صاروا يقومون بالوعظ والتعليم، كما يقوم الصانع بصناعته، لا يقصدون إلا إيفاء وظائفهم الدينية حقها، ليستحقوا بذلك ما يعوَّضون عليه من مراتب ورواتب، فهم لا ينظرون إلى حال أنفسهم تجاه تلك الأوامر التي يأمرون بها الناس. فكيف يأمرون اتباعهم وعامتهم بالبر وينسون أنفسهم؟ ففي ذلك تنديد بحال أحبارهم، أو تعريض بأنهم يعلمون أن ما جاء به رسول الإسلام هو الحق، فهم يأمرون أتباعهم بالمواعظ، ولا يطلبون نجاة أنفسهم. قال ابن عباس رضي الله عنهما في معنى الآية: «أتنهون الناس عن الكفر بما عندكم من النبوة، والعهدة من التوراة، وتتركون أنفسكم، وأنتم تكفرون بما فيها من عهدي إليكم في تصديق رسولي، وتنقضون ميثاقي، وتجحدون ما تعلمون من كتابي».
آية وتفسير
30 مايو 2014