بقلم - الشيخ زياد السعدون:كثيــــر مــــن الخلافــــات الزوجيــــة والمشكلات الأسرية قد تحل في جلسة حوار هادئ بين الزوج وزوجته، لكن الواقع غير ذلك، فمعظم الحوارات التي تدور بين الزوجين في مجتمعاتنا العربية والإسلامية تأخذ اتجاهاً آخر، وكما يقال «حوار طرشان»، هذا يصرخ بأعلى صوته، وهذه تصرخ بكل طاقتها، فإذا كان الكل يتكلم في نفس الوقت، فمن يسمع، فإذا أردنا أن يكون الحوار ذا قيمة، وأن يكون هادئاً هادفاً، ومن خلاله تحل الإشكالات والخلافات، فلابد أن يختار له الوقت المناسب، فليس كل الأوقات تصلح لفتح الحوارات، فمثلاً: لو جاء الزوج من العمل، وهو مرهق متعب، فلا ينبغي للزوجة أن تفتح معه حواراً، لأن الوقت لا يناسب، وبالتالي فغالباً ما ينتهي الحوار إلى زعل أو خلاف أشد، وكذلك لا ينبغي أن يفتح الحوار في مسألة خلافية، ووجهات النظر فيها متباينة متباعدة على مائدة الطعام، ففي حال فشل الحوار فقد تمتنع العائلة بكاملها عن أكل طعامها، فلا طعام أُكل، ولا مشكلة حُلت، كذلك لابد أن نختار العبارات التي لا تثير غضب الطرف الآخر، مع مراعاة مشاعره، وعدم الاستهزاء به وبأفكاره، حتى لو كانت هذه الأفكار سطحية ساذجة، والمحاور الناجح هو الذي يجيد فن الاستماع، فكلما أعطى الزوجان مساحة كافية لسماع الطرف الآخر كان الحوار ناجحاً ناجعاً، وأكثر ما يفسد الحوار، ويحوله من الحوار الهادئ إلى مشكلة وزعل، هو علو النبرة وقوة الصوت، لكي يكون الحوار والنقاش إيجابياً لابد من خفض الصوت مع الهدوء، فإذا وصل الحوار إلى مرحلة علت فيها الأصوات واحتدت فيها النظرات، فهنا ينبغي وقف النقاش وإنهاء الحوار، لأن الأمر قد يتطور إلى ما لا يحمد عقباه، فالحوار الهادئ دواء لكثير من أمراضنا الزوجية.