عواصم - (وكالات): تحدى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان خصومه الذين دعوا إلى إحياء الذكرى الأولى للاحتجاجات ضد حكومته في يونيو الماضي في ساحة تقسيم بإسطنبول، مهدداً إياهم بالاعتقال، بينما تدخلت الشرطة في وقت لاحق في إسطنبول وأنقرة مستخدمة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه ضد المتظاهرين. وقبل ساعات من التظاهرات التي دعت إليها مجموعة من المنظمات والنقابات وناشطو المجتمع المدني، جدد أردوغان إظهار حزمه، مؤكداً أن قوات الأمن «تلقت تعليمات واضحة لتقوم بكل ما يلزم من البداية إلى النهاية» لحفظ الأمن. وأضاف في خطاب ألقاه في إسطنبول أمام آلاف من أنصاره «لن تتمكنوا من احتلال ساحة تقسيم كما فعلتم العام الماضي لأن عليكم احترام القانون». ومرة أخرى انتقد أردوغان بشدة الذين تظاهروا العام الماضي طوال 3 أسابيع. وقال «أتوجه إلى شعبي، لا تسمحوا لأحد بأن يخدعكم، هذه الحملة ليست لأسباب بيئية إنها زائفة». وكعادتها، حظرت الحكومة التجمع في ساحة تقسيم الرمزية في إسطنبول التي كانت نقطة انطلاق احتجاجات 2013. وندد أردوغان أمس الأول بمن وصفهم بأنهم «لصوص» غيزي. وأضاف أمام الآلاف من أنصاره الشبان في إسطنبول أن «العنف يولد حيث ليس هناك فكر ولا أفكار، أناس غيزي هم الذين ليس لديهم فكر».ولوح مجدداً بنظرية التآمر على تركيا. وقال إن «المنظمات الارهابية تلاعبت بشباب ضعيف أخلاقياً ومالياً، لتهاجم وحدتنا وتنال من اقتصادنا». ورغم فضيحة الفساد التي طالته في ديسمبر الماضي حقق أردوغان فوزاً واسعاً في الانتخابات البلدية التي جرت في 30 مارس الماضي، وأصبح يستعد لإعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية في أغسطس المقبل. وفي وقت لاحق، تدخلت الشرطة التركية في إسطنبول وأنقرة مستخدمة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه ضد المتظاهرين. واندلعت المواجهات في إسطنبول حيث قام عدد كبير من عناصر الشرطة بمحاصرة مئات المتظاهرين في شارع الاستقلال المجاور لساحة تقسيم.ووسط أنقرة، لجأ الشرطيون إلى الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه ضد نحو ألف متظاهر في ساحة كيزيلاي.وفي وقت سابق، قامت مجموعة من المتظاهرين بإضاءة شموع وإطلاق حمام في حديقة غوفن التي قتل فيها الشاب ايثم ساريسولوك العام الماضي برصاصة في الرأس أطلقتها الشرطة.وعمدت الشرطة إلى إغلاق حديقة غيزي. وقد انطلقت من تلك الحديقة العامة الصغيرة شرارة الاحتجاجات التي هزت لأول مرة أركان نظام أردوغان الذي يحكم البلاد بلا منازع منذ 2003. وسقط في تلك التظاهرات 8 قتلى وأكثر من 8 آلاف جريح واعتقل الآلاف.