كتب – جعفر الديري: قالت عضو جمعية تاريخ وآثار البحرين الباحثة ليلى الحدي، إن «السيف الأجرب» يشكل دليلاً على امتداد العلاقات التاريخية بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية، مشيرة الى ان زيارة خادم الحرمين الشريفين، الى البحرين ابريل 2010، لخّصت بكل الصدق والشفافية؛ قصة تلك العلاقات بين البلدين الجارين، والأسرتين المالكتين. وأضافت الحدي -خلال المحاضرة الأخيرة للموسم الـ (60) لجمعية تاريخ وآثار البحرين (لماذا احتفظ السيف بأسطوريته لدى الشعوب «السيف الأجرب نموذجا»: لقد عاد «السيف الأجرب» العتيق إلى غمده، وعادت الأمانة إلى أصحابها بتسلّم خادم الحرمين الشريفين، من أخيه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، السيف الأجرب، تكريمًا له بمناسبة زيارته التاريخية لبلده الثاني البحرين. وبينت الحدي أن السيف الأجرب يعد من السيوف المهمة التي استخدمت في تاريخ الدولة السعودية، ولقب بالأجرب -على ما يبدو- نظرًا لوجود صدأ بائن علية، ونظراً لأهمية هذا السيف باعتباره سيف مؤسس الدولة السعودية الثانية، وارتباطه ببطولات صاحبه الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود فإن الأسرة المالكة اعتنت به عناية خاصة، وقد وردت روايات كثيرة في انتقال السيف (الأجرب) إلى البحرين، وذكر البعض أن من نقل السيف إلى البحرين، الملك عبدالعزيز، وذكر البعض أنه الإمام سعود بن فيصل بن تركي، وذكر البعض أنه الأمير محمد بن سعود بن فيصل دون الإشارة إلى مصدر لتلك الروايات. وقالت الحدي: أخذ السيف الأجرب، أسطورته من الرمزية التاريخية السياسية، وظل رمزًا من رموز العائلة الواحدة والأصل الواحد والموقف الواحد للمملكتين الشقيقتين على مر السنين، وتذكارًا لما بناه الأولون، وأمانة خالصة للأخوة الحقيقية والتاريخية بين القيادتين السعودية والبحرينية، وللتكاتف والتلاحم بين شعبيهما، وهي حقيقة يذكرها التاريخ للقائد والمؤسس جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، حين قال لأخيه صاحب العظمة الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة -رحمهما الله- «ان القلوب مجتمعة إلى يوم الدين». وملحمة «السيف الأجرب»، والتوافق في وجهات النظر بين خادم الحرمين الشريفين، وأخيه جلالة الملك حيال القضايا العربية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كل ذلك يعكس بجلاء مدى الروابط الأخوية بين القيادتين والشعبين الشقيقين الضاربة جذورها في أعماق التاريخ، والتي أرسى قواعدها الآباء والأجداد، ضمن ملحمة بطولية تخلّدها الملحمة والتاريخ والتراث .وأضافت الحدي أن السيف في التاريخ العربي والإسلامى، يعد رمزاً للعزة والكرامة ورمزاً للعدل وللحق، وليس للاستعلاء في الأرض، ولا وسيلة للتسلط على الآخرين والتعدي على حقوقهم، والسيف الاسلامى مازال علماً شامخاً، يبرهن على تقدم الأمة الإسلامية في مجال صناعة الأسلحة وخلائط المعادن. وجرت في العصر الحديث التقنية العالية محاولات عديدة من جانب علماء الغرب للكشف عن أسرار صناعة النصول الإسلامية وطرق تعدينها، وانفردت البحرين عن غيرها ببعض المميزات من أهمها ظاهرة الجوهر الذي أطلق علية ماء السيف والأثر وغيرها من التسميات .وتابعت أن السيف سلاح وقطعة حربية دفاعية وهجومية، استخدمه الإنسان منذ أقدم العصور في العصر الحديدي، عندما تعرف على الحديد وطريقة سبكه وطرقه. وهناك عدة بلدان لها في صناعة السيوف منها الهند في صناعة السيف المهند، كما لدمشق باع كبير في صناعة السيوف فالسيف الدمشقي تاريخ وشهرة. وفي العصور القديمة كان البرونز مادة صنع السيوف، حتى أنهاها العصر الحديدي، إذ أن الشعوب التي تمكنت من صهر الحديد وصنعت منه سيوفها تمكنت من التغلب على شعوب العصر البرونزي بقوة الحديد، ويوصف السيف بالفيصل أي لفصله بين الحق والباطل.