كتبت - نور القاسمي:أكد نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة أن الحكومة تعتبر الشراكة مع القطاع الخاص توجهاً استراتيجياً بعيد المدى، ومخرجاته تهدف إلى تنويع الخيارات والحلول الإسكانية أمام المواطن البحريني لضمان حصوله على المسكن اللائق في أقصر مدة ممكنة وبأقل كلفة متاحة إلى جانب توفر الخدمات المتكاملة.وقال الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، لدى رعايته أمس حفل التدشين الرسمي لمشروع «دانات المدينة» الواقع في قلب مدينة عيسى، بحضور عدد من كبار المسؤولين والمستثمرين والمهتمين من ذوي العلاقة بالشأن الإسكاني والعقاري في المملكة، إن «المبادرات الحكيمة التي تبنتها الحكومة ممثلة في وزارة الإسكان، في ظل التوجيهات الملكية السامية بتوفير المسكن الملائم للمواطن البحريني، ستعمل على مساعدة كافة الأطراف الرسمية ذات العلاقة على تحريك الملف الإسكاني بوتيرة أسرع، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على التقليل من فترات انتظار الحصول على خدمة إسكانية».وأشاد ببرنامج تمويل السكن الاجتماعي الذي أطلقته وزارة الإسكان بالتعاون مع وزارة المالية وعدد من المؤسسات المالية والمصرفية والعقارية الخاصة بمملكة البحرين في أكتوبر 2013.وأضاف «من حسن الطالع أن يندرج مشروع (دانات المدينة) ضمن المشروعات التي أقرّتها وزارة الإسكان في برنامجها لتمويل السكن الاجتماعي، الأمر الذي يعني توفير مساكن مضمونة لمئات الأسر الناشئة وحديثة التكوين، وذلك بالاستفادة من وحدات المشروع ومرافقه».وتمنى أن تشهد المرحلة المقبلة إنشاء المزيد من المشروعات الإسكانية على غرار مشروع (دانات المدينة)، وذلك تلبية للطلب المتزايد من قبل المواطنين على الاستقلال في مساكنهم الخاصة، علاوة على مساعدة الحكومة بالتعاون مع القطاع الخاص في تحقيق الخطط التنموية الطموحة والتي يأتي على رأسها الملف الإسكاني الذي يحتل أولوية قصوى لدى القيادة الحكيمة.16 بناية و324 شقةويضم المشروع، الذي يتوسط المراكز التجارية والمرافق المتنوعة في مدينة عيسى ويقع بمقربة من تقاطع شارعي القدس ومسقط، 16 بناية متعددة الطوابق، جميعها مصممة وفق أجود وأحدث المعايير الهندسية والمعمارية، وتوفّر تلك البنايات مزيجاً متناسقاً ومتكاملاً من الشقق السكنية التي يبلغ عددها 324 شقة، تعتبر من أكبر الشقق المتوافرة في السوق من هذه الفئة من حيث المساحة، وتشتمل كل منها على ثلاث غرف نوم، وأربعة حمّامات، إضافة إلى غرفة لعاملة المنزل، ومخزن وموقفين للسيارات لكل شقة.وتتوفر ضمن تلك البنايات محلات تجارية ومكتبية، إضافة إلى مساحات مفتوحة في مبنيين منفصلين من الممكن استخدامها أيضاً لأغراض تجارية. وترتبط بنايات المشروع بمساحات خضراء ومرافق ترفيهية، تتيح للقاطنين في الوحدات السكنية جواً اجتماعياً مريحاً وبيئة خضراء صحية، خصوصاً وأنه قد روعي عند تصميم المشروع على أن يكون صديقاً للبيئة من حيث مواد البناء المستخدمة والتجهيزات النهائية. كما تمت مراعاة معايير الأمن والسلامة في كافة البنايات والمرافق الحيوية والترفيهية التابعة للمشروع.مواءمة متطلبات ذوي الدخل المحدودمن جانبه، أكَّد وزير الإسكان رئيس مجلس إدارة بنك الإسكان باسم الحمر حرص بنك الإسكان على أن يكون له دور أساسي في ابتكار وتوفير الحلول الإسكانية والتمويلية أمام المواطنين، خصوصاً المستفيدين من الخدمات الإسكانية، لذلك جاء تصميم شقق «دانات المدينة» متوائمة مع متطلبات الأسر البحرينية المنتمية للفئة ذات الدخل المتوسط.وأشار الحمر إلى أهمية التركيز، في المرحلة المقبلة، على التفكير الجدّي في العمران الرأسي كونه خيار المستقبل في مملكتنا ذات المساحة المحدودة.وقال إن «التفكير في هذا المشروع يأتي موازياً ومتسقاً مع السعي الحثيث نحو توفير الوحدات السكنية ذات الكلفة المناسبة، كونها خيار المستقبل، ليس في البحرين وحسب، وإنما في العديد من الدول، إذ إنه يلبّي احتياجات شريحة واسعة من المواطنين، كما إن مشروع (دانات المدينة) يفتح أبواب الشراكة والتعاون بين القطاعين العام والخاص الذي تنتهجه الحكومة الموقرة.»يشار إلى أن مشروع «دانات المدينة» يُعتبر أحد مشروعين كبيرين يملكهما صندوق العهدة المالية (المشاركة). وقد تأسس الصندوق، الذي يعتبر بنك الإسكان من أكبر المساهمين فيه، قبل نحو ثلاثة أعوام، بترخيص من مصرف البحرين المركزي، برأسمال بلغ 23.3 مليون دينار بحريني. وتتكون تشكيلة مساهميه من عدد من مؤسسات القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى الأفراد. أما المشروع الآخر فهو «السقية بلازا» الذي تم تدشينه في أبريل 2013.شراء الشقق بعد 7 سنواتوأكد مدير عام بنك الإسكان د.خالد عبدالله أن مشروع «دانات المدينة» قد أقيم بعد دراسة متفحصة ليلبي طلباً متنامياً على السكن ذي الكلفة المناسبة، خصوصاً احتياجات الأسر حديثة التكوين، ويأخذ في اعتباره، ليس فقط، ضرورة اعتماد العمران الرأسي كخيار لتوفير السكن في ظل محدودية المساحة العمرانية في المملكة، وإنما جعله خياراً جذاباً أمام تلك الأسر.وأضاف في كلمة ألقاها في حفل افتتاح المشروع «لقد اجتذب مشروع (دانات المدينة) حتى الآن عدداً معقولاً من أفراد الفئة المستهدفة، وتم بيع نحو 30% من وحداته، كما إن 80% ممن تملكوا شققاً في المشروع هم من المستفيدين من خدمة القروض الإسكانية التي تقدمها الحكومة الموقرة للمواطنين».وتأتي مساهمة بنك الإسكان في صندوق (المشاركة) في إطار جهوده التي يقوم بها، من خلال التعاون الوثيق مع وزارة الإسكان، للمساهمة في تلبية حاجات المواطنين لإيجاد الحلول السريعة والمناسبة للمواطنين من ذوي الدخل المحدود والمتوسط الراغبين في امتلاك المسكن الملائم، وإلى توفير المرافق المجتمعية التي تخلق الحركة التجارية التي تسهِّل وصول القاطنين في هذه المناطق إلى محلات تلبي متطلباتهم اليومية.وقال خالد عبدالله، إنه روعي في تصميم ومرافق المشروع، تحقيق قدر مهم من الاستدامة الاجتماعية والاقتصادية عبر إقامة مرافق مناسبة ومؤهلة لتطوير مجتمع محلي يزخر بالتواصل الإيجابي الفعال بين السكان.هذا، وتسير الأعمال الإنشائية في المشروع بدقة وفق أحدث المعايير،وذلك بحسب جدول العمل المعد مسبقاً. ولقد تم الانتهاء من الأعمال الإنشائية لهياكل 10 مبانٍ، ومن المتوقع استكمال المباني المتبقية خلال الشهر المقبل.وأعلن د.خالد عبدالله أن بنك الإسكان، الذي يسعى دائماً إلى تسخير خبرته الطويلة في مجال التمويل العقاري، قد عكف خلال الفترة الماضية على تطوير برنامج تشجيعي لفئة الشباب خصوصاً، لترغيبهم في تملك الشقق التي ينشئها البنك بضمان شراء البنك لتلك الشقق بعد مرور مالا يقل عن 7 أعوام على امتلاكها، وذلك على غرار برامج الادخار.ومن المتوقع أن يجتذب البرنامج الذي أطلق البنك عليه اسم «طموح» اهتمام الأسر الناشئة، ويمكّنهم من الارتقاء التدريجي في السكن، بما يتناسب مع التطور في المستوى المعيشي ودخل الأسرة، فيما سيحقق البنك هدفاً مهماً بوضع العمران الرأسي ضمن دائرة اهتمام المطورين والملاك على حد سواء.