قال السفير الصيني لدى البحرين لي تشن إن منتدى التعاون الصيني العربي جاء تعبيراً عن الإرادة الاستراتيجية والخيار المشترك للجانبين الصيني والعربي في ظل تحقيق التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني العربي قفزة كبيرة، مشيراً إلى ارتفاع حجم التبادل التجاري الصيني العربي إلى 238.9 مليار دولار سنوياً.ونقلت وكالة أنباء البحرين (بنا) عن السفير الصيني لدى البحرين لي تشن قوله إن «الصين باتت ثاني أكبر شريك تجاري للعالم العربي وأكبر شريك تجاري لتسع دول عربية، وارتفاع حجم التبادل التجاري الصيني العربي من 25.5 مليار دولار قبل 10 سنوات إلى 238.9 مليار دولار بمعدل زيادة يتجاوز 25% سنوياً.وأوضح السفير لي تشن بمناسبة استضافة بكين يوم غد الخميس أعمال الدورة السادسة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي أن «المنتدى تأسس في يناير عام 2004 نتيجة التطور المتواصل للعلاقات بين الصين والدول العربية القائمة على الصداقة التاريخية والتعاون ذي المنفعة المتبادلة كما هو خطوة من قبل الجانبين لمواكبة تيارات العولمة وتعزيز التعاون الإقليمي».وأكد أن «المنتدى جاء تعبيراً عن الإرادة الاستراتيجية والخيار المشترك للجانبين الصيني والعربي، وأنشئت في إطاره أكثر من عشر آليات تعاون تشمل «الاجتماع الوزاري، اجتماع كبار المسؤولين، مؤتمر رجال الأعمال الصينيين والعرب وندوة حول الاستثمارات، ندوة حول العلاقات الصينية العربية والحوار بين الحضارتين الصينية والعربية، مؤتمر الصداقة، مؤتمر التعاون في مجال الطاقة، ندوة التعاون في مجال الإعلام واجتماع كبار المسؤولين في مجال الصحة ومهرجانات الفنون المتبادلة»، ما أثرى بشكل كبير مضامين التبادل والتعاون الودي بين الصين والدول العربية».وعن إنجازات المنتدى على مدى 10 سنوات أكد السفير الصيني أن المنتدى ساهم في تعزيز الثقة السياسية المتبادلة بين الصين والدول العربية، حيث اتفق الجانبان في الاجتماع الوزاري الرابع للمنتدى عام 2010 على إقامة «علاقة تعاون استراتيجي صيني عربي قائمة على التعاون الشامل والتنمية المشتركة» الأمر الذي ارتقى بالحوار والتعاون بين الصين والدول العربية إلى مستوى جديد، كما تم خلال 10 سنوات الماضية إقامة العلاقات الاستراتيجية بين الصين وكل من مصر والجزائر والسعودية والإمارات، وإنشاء آلية الحوار الاستراتيجي بين الصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، الأمر الذي عزز التفاهم والتأييد المتبادل بين الطرفين بشأن القضايا الجوهرية التي تخص الطرفين وكذلك التعاون والتنسيق بين الطرفين في المحافل الدولية. وأضاف أن التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني العربي حقق قفزة كبيرة حيث أصبحت الصين ثاني أكبر شريك تجاري للعالم العربي وأكبر شريك تجاري لتسع دول عربية، وارتفع حجم التبادل التجاري الصيني العربي من 25.5 مليار دولار قبل 10 سنوات إلى 238.9 مليار دولار بمعدل زيادة يتجاوز 25% سنوياً، وازداد حجم الواردات الصينية للنفط الخام من الدول العربية من 40.58 مليون طن سنوياً إلى 133 مليون طن، وبلغت قيمة عقود المقاولات الهندسية المبرمة بين الشركات الصينية والدول العربية من 2.6 مليار دولار سنوياً إلى 29.1 مليار دولار سنوياً، أما الاستثمارات المباشرة غير المالية من قبل الشركات الصينية في الدول العربية فازدادت من 17.25 مليون دولار سنوياً إلى 2.04 مليار دولار سنوياً.وأشار إلى أن التواصل الثقافي والعلمي بين الطرفين شهد تطوراً كبيراً حيث تم فتح التخصصات المتعلقة باللغة العربية في أكثر من 20 جامعة صينية، وأقيمت 11 معهد كونفوشيوس لتعليم اللغة الصينية في 8 دول عربية، وهناك 10 آلاف طالب عربي يدرسون الآن في الصين، ويبلغ عدد الرحلات الجوية التي تربط الصين والدول العربية 145 رحلة أسبوعياً، كما قامت الصين خلال 10 سنوات الماضية، بتدريب 15676 كادراً عربياً من مختلف التخصصات وأرسلت فرقاً طبية إلى 9 دول عربية يبلغ أعدادها 5338 طبيباً، مؤكداً أن الصداقة الصينية العربية أصبحت أكثر رسوخاً وعمقاً في قلوب شعوبها من أي وقت مضى .وحول التطلعات المستقبلة والنتائج المتوقعة من الاجتماع الوزاري السادس أوضح أن انعقاد الدورة السادسة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي الذي يصادف العام العاشر من تأسيسها يأتي في مرحلة مهمة تعيشها كل من الصين والدول العربية ويعتبر حدثا مهماً آخر في مسيرة العلاقات الصينية العربية ويكتسب أهمية كبيرة لاستعراض الإنجازات الماضية واستشراف الآفاق المستقبلية.ونوه إلى أنه من الموضوعات الرئيسة التي سوف تناقش في هذه الدورة فكرة بناء «الحزام الاقتصادي لطريق الحرير» و»طريق الحرير البحري في القرن الـ21» (الحزام مع الطريق) التي طرحها الرئيس الصيني شي جينبينغ، حيث من المتوقع أن يعتمد الجانبان الصيني والعربي خلال الدورة «إعلان بكين» و»البرنامج التنفيذي لمنتدى التعاون الصيني العربي بين عامي 2014-2016» و»الخطة التنموية لمنتدى التعاون الصيني العربي خلال الفترة 2014-2024» بما يرسم خطة طموحة لتطوير العلاقات الصينية العربية وبناء المنتدى في السنوات العشر المقبلة.وبشأن مفهوم «الحزام والطريق» قال إن الرئيس الصيني شي جينبينغ طرح خلال زيارته لكازاخستان سبتمبر الماضي ولإندونيسيا أكتوبر الماضي فكرة بناء «الحزام الاقتصادي لطريق الحرير» الذي يغطي مناطق الصين وغرب آسيا وأوروبا وبناء «طريق الحرير البحري في القرن الـ21» الذي يمتد من الصين إلى منطقة الخليج مروراً بجنوب شرقي آسيا والمحيط الهندي والبحر العربي.وبين أن مبادرة بناء «الحزام مع الطريق» هي إحياء لطريق الحرير القديم الذي ربط الصين بدول عديدة من خلال التجارة والتواصل الإنساني والثقافي والاستفادة منها في وقتنا الحالي من خلال تعزيز التواصل والتعاون ذات المنفعة المتبادلة والاستفادة المتبادلة وتحقيق التقدم والتطور المشترك في المجالات الاقتصادية والثقافية والإنسانية، مشيراً إلى أن المضمون الرئيس لبناء «الحزام مع الطريق» يتمثل في خمس نقاط سيعود بفوائد ملموسة على شعوب الدول ذات الصلة وهى تناسق في السياسات، ترابط بالطرقات، تسهيل التجارة، تداول العملات، تفاهم في العقليات.وأضاف أن المشاركة في بناء «الحزام مع الطريق» يتماشى مع المساعي لتعزيز التعاون الإقليمي الذي يمثل التيار السائد في العصر. وهو مشروع متكامل طويل الأمد، يتطلب المضي قدماً به بخطوات تدريجية منتظمة. وعن الدور البحريني من المنتدى أشاد السفير الصيني لدى مملكة البحرين سعادة السيد لي تشن بجهود مملكة البحرين الرائدة في أعمال منتدى التعاون الصيني العربي حيث شاركت في جميع الفعاليات المتعلقة بالمنتدى، واستضافة الدورة الثالثة للاجتماع الوزاري، حيث كان لوزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة دور بارز في إنجاحها، كما احتضنت ندوة التعاون الإعلامي في المنامة عام 2008، مؤكداً أن المملكة ساهمت في إثراء المنتدى وتطوره باستمرار. وأضاف أن مشاركة المملكة في المنتدى ممثلة بوزير الدولة للشؤون الخارجية السيد غانم بن فضل البوعينين ستساهم في إنجاح المنتدى وخروجه بنتائج مهمة ومثمرة.