كتبت ـ نور القاسمي:قالت وزارة التربية والتعليم إن 7 اعتداءات استهدفت مدارس البحرين مايو الماضي، ليرتفع عدد الاعتداءات على المؤسسات التعليمية إلى 297، فيما أكد تربويون وأولياء أمور، أن الاستهداف المستمر للمدارس والمنشآت التعليمية يكسب الطلبة سلوكاً إجرامياً. وأضاف التربويون وأولياء الأمور أن إجراءات وزارة التربية وإدارات المدارس بهذا الشأن غير كاف، مدللاً بازدياد وتيرة الاعتداءات وأعداد المخربين، تقابلها إجراءات تأديبية غير رادعة.لا حل إلا الردع واعتبر المعلم بمدرسة البسيتين الابتدائية للبنين محي الدين الصيادي، استهداف العملية التعليمية أمراً خطيراً جداً، لافتاً إلى أن عمليات التخريب تؤثر سلباً وبشكل مباشر على سير الخطة التعليمية في المدارس كافة.وأوضح أن غياب البيئة الآمنة للدراسة يقلق الطلبة والطالبات والمعلم نفسه، عاداً الخوف العامل المسيطر الرئيس على طلبة المرحلة الابتدائية خصوصاً والطالبات بمختلف المراحل عموماً. وقال إن هذا الخوف يسبب اضطراباً وقلقاً لنفسية المدرسين، الذين يقفون مكتوفي الأيدي وعاجزين عن تهدئة الوضع وإعاة الأمور لنصابها الطبيعي.ولحظ الصيادي تحول طلبة المرحلة الابتدائية خصوصاً، واتجاههم ليكونوا أكثر عدوانية وغير مبالين، ما يؤثر على سلوكهم بشكل ملحوظ. وأضاف أن إجراءات وزارة التربية والتعليم وإدارات المدارس بهذا الشأن غير كاف، مدللاً بازدياد وتيرة الاعتداءات وأعداد المخربين والمعتدين، تقابلها إجراءات تأديبية غير رادعة. وبين أن وزارة التربية بحاجة ماسة للتنسيق بشكل أكبر مع الجهات المعنية في الدولة لتوفير بيئة آمنة ومناسبة للطلبة والطالبات والمعلمين، من خلال تفعيل دور كاميرات المراقبة الأمنية بجميع المدارس، ومحاسبة من يعتدي على المدارس بأشد أنواع العقوبات، لما يشكله التعليم من عامل أساسي في صناعة أجيال المستقبل، وأي خلل في المنظومة يوثر سلباً وبشكل مباشر على مستقبل المملكة وأبنائها.تعطيل العملية التعليميةوقال مدرس تربية دينية بمدرسة الوحدة الثانوية للبنين خالد محمد، إن اعتداءات المخربين على المدارس خصوصاً للمرحلتين الإعدادية والثانوية، من شأنه أن يكسب الطلبة عادات سيئة وخاطئة، غير أن رؤية الطلبة لعمليات الاعتداء أمام أعينهم يشجعهم على السلوك الإجرامي والعدائي.وأضاف أن الطلبة باتوا يقلدون كل ما يروه دون تفكير أو وعي منهم، بغية التقليد الأعمى أو استسهال العمليات الإرهابية، لافتاً إلى أن تأثر الطلبة المتراجعين دراسياً، أكبر من الطالب المتفوق، لرغبة الأول في تأخير المنهج الدراسي أو تخويف زملائه الطلاب أو التسيب من الدراسة. وبين أن طلبة المرحلة الابتدائية أكثر عرضة للتأثر النفسي مما يرونه أمامهم، خصوصاً أنهم يعتبرون المدرسة منزلهم الثاني، فتراه متفاجئاً بما حل بمدرسته صباح اليوم الآخر، أو أثناء اعتداء المخربين عليها.وأوضح أن بعض أنواع الاعتداءات تستهدف أماكن حساسة بالمدرسة، من شأنها أن تعطل منهج دراسي كامل لعدة فصول، والإضرار بالأجهزة الحيوية باعتبارها متطلباً أساساً في بعض المقررات، ويضطر المعلم لتأجيل حصصه لحين استكمال التعديلات واستبدال الأجهزة التالفة، ما يستغرق وقتاً طويلاً.وضرب مثلاً باستهداف المخربين قاعات الحواسيب في المدرسة، أو المختبرات العلمية التي يرتكز عليها عدد كبير من المقررات العلمية الدراسية كالعلوم والفيزياء والكيمياء والأحياء والبيلوجيا والجيولوجيا وغيرها، فضلاً عن ضرر كبير يسببه استهداف المكتبة العامة ومركز مصادر التعلم. وشدد على وزارة التربية والتعليم أن تأمر المدارس أن توجه بدورها أولياء الأمور أولاً، من خلال عمل ورش عمل ومحاضرات تبين لهم مضار ومخاطر الاعتداءات على المدارس، لينصحوا بدورهم أبناءهم وأقاربهم وتوعيتهم بهذه الأمور، وتوعية الطلبة والطالبات في المدارس وإعطائهم دورات تدريبية تعلمهم كيفية التصرف عند اعتداء مخربين على مدارسهم.ودعا إدارات المدارس أن تدع الجهات الأمنية المختصة تقوم بالتحقيقات اللازمة حال وقوع أي ضرر على المدارس، وتطبيق الأنظمة والقوانين جميعها، مشيراً إلى أنه شهد في بعض إدارات المدارس قصوراً في هذا الجانب، لعدم تطبيقها القوانين واللوائح والأنظمة، والتهاون في بعض الإجراءات.تدابير الحيطة مطلوبةفيما طالبت ولية أمر طالب بمدرسة الجزيرة الابتدائية للبنين أحد أكثر المدارس المتعرضة للاعتداء، وزارة التربية والتعليم بتكثيف دوريات شرطة المجتمع قرب وداخل كل مدرسة معرضة للاعتداء. وقالت إن على وزارة التربية أن تتعاون بشكل أكبر مع وزارة الداخلية، وتخصص غرفة لرجل أمن يتواجد دوماً داخل الحرم المدرسي ليحمي الطلبة ويتمكن من الدفاع عنهم وإيقاف عمليات التخريب والاعتداء حال حدوثها.وبينت أن أغلب المعتدين ممن اعتدوا على مدرسة ابنها كانوا من طلبة أكبر سناً، متسائلة «أين إدارات مدارسهم عنهم؟ هل عاقبتهم الوزارة بصرامة أم اكتفت بفصلهم 3 أيام؟». وأكدت أن الطلبة المعتدين يفرحون بقرار الفصل، خصوصاً أنهم متراجعون أكاديمياً وعلمياً، والفصل بهذه الحالة لا يشكل عائقاً أمامهم أو رادعاً لهم ولأفعالهم الإجرامية.ودعت «التربية» لتحويل أي طالب تثبت بحقه عمليات الاعتداء للجهات المختصة ضمن وزارة الداخلية، وأن يخضع لمعالجة نفسية من قبل مركز الإرشاد النفسي بوزارة التربية والتعليم.وحثت وزارة التربية على إعداد إحصائية سنوية لجميع مدارس المملكة بمختلف مناطقهم، وعلى أساسها تعرف أكثر المدارس عرضة للاعتداءات، وتتخذ الإجراءات الوقائية اللازمة فيها، كأن تزودها بكاميرات، وحراس أكثر، وأن تدرب حراسها الحاليين ومشرفيها وطلبتها حول كيفية التصدي لهذه الأنواع من الحالات، ورفع السور الخارجي للمدرسة وغلق أبوابها الرئيسة.