كتب - حسن عبدالنبي ونورة البنخليل:قال نائب رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة إن قطاع الاتصالات في البحرين استطاع بفضل السياسيات والتوجهات المتقدمة أن يحقق نمواً وازدهاراً كبيراً، ومن المؤمل أن يتواصل هذا النمو خلال المرحلة المقبلة بالتزامن مع تنفيذ العديد من المشروعات التي تعزز البنية التحتية لخدمات الاتصالات والتي ستنعكس آثارها الإيجابية على سائر القطاعات الاقتصادية، وتعود بالخير والنفع على الاقتصاد الوطني ككل.وأكد سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة، في تصريح له أمس على هامش إنابته صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء في افتتاح أعمال الدورة الرابعة عشرة لمنتدى العالمي لمنظمي الاتصالات التابع للاتحاد الدولي للاتصالات، الذي تستضيفه المملكة للمرة الأولى على مدى 3 أيام برعاية من صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، أن البحرين اتخذت العديد من الخطوات لتحرير قطاع الاتصالات وفتح المجال أمام الشركات للاستثمار فيها، الأمر الذي عزز من أجواء المنافسة في السوق وأعطى دفعة قوية للقطاع وساهم في تقديم خدمات ذات جودة عالية وبأسعار تنافسية.وأشار سموه إلى اهتمام الحكومة برئاسة رئيس الوزراء بقطاع الاتصالات باعتباره أحد أهم القطاعات الاقتصادية التي تنطوي على فرص استثمارية واعدة، وتسهم في توفير مزيد من فرص العمل للمواطنين.ونقــــل للقائميـــن علـــى تنظيـــم المنتـــدى والمشاركين فيه تحيات رئيس الوزراء، وتمنيات سموه بأن تكلل أعمال هذا المنتدى الدولي الهام بالنجاح والتوفيق بالشكل الذي يسهم في تعزيز النجاحات التي حققها قطاع الاتصالات كرافد حيوي لدعم عملية التنمية في كافة بلدان العالم.وأعرب عن تطلعه إلى أن تسهم مناقشات وحوارات المنتدى في التوصل إلى رؤى جديدة ترتقي بقطاع الاتصالات وتعزز من قيم المنافسة مع مراعاة حقوق المستهلكين في ذات الوقت.وتشارك في المنتدى أكثر من 72 دولة و700 مشارك يمثلون هيئات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العالم.من جانبه، أشاد الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات د.حمدون توريه بعقد المنتدى في مملكة البحرين، قائلاً: «لا يوجد مكان يمثل الدور الهام الذي تلعبه هيئة لتنظيم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الوطنية أفضل من هيئة تنظيم الاتصالات في البحرين، ويمكنكم أن تفخروا أن بلدكم هو من بين الدول الرائدة في جميع أنحاء العالم من أجل الوصول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات».وأشار إلى أن أكثر من 90% من الأسر البحرينية لديها أجهزة كمبيوتر مما يجعل من البحرين واحدة من الدول الأكثر تواصلاً وارتباطاً في العالم، كما إنه في ضوء وجود مليون ونصف مشترك في خدمات شبكات الهواتف النقالة ذات النطاق العريض أو البرودباند فإن البحرين تعد واحدة من الدول التي سجلت أعلى المعدلات في العالم بنسبة بلغت نحو 115%، أي أكثر من ثلاثة أضعاف المتوسط العالمي، وتقريباً ضعف معدل بقية دول مجلس التعاون التي سجلت 62%.وأكد أن البحرين سوق تنافسية للغاية لخدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مع انخفاض الأسعار من قبل كل من المعايير الإقليمية والعالمية، لافتاً إلى أنه تم الاعتراف دولياً مراراً وتكراراً بالنهج المتميز لهيئة تنظيم الاتصالات في البحرين في تطوير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ولذلك فمن المناسب أن تستضيف الهيئة هذا المنتدى العالمي الهام.يشار إلى أن المنتدى الذي يضم واضعي السياسات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العالم، يهدف إلى إثراء وتحفيز النقاش وتبادل المعرفة وأفضل الممارسات فيما بين المنظمين وقادة الصناعة، ومحللي السياسات الحكومية وغيرها من أصحاب المصلحة الرئيسيين في ميدان تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، كما يناقش التحديات المستقبلية في مجال الاتصالات.وتتركز مناقشات المنتدى على موضوع رئيس هو «الاستفادة من إمكانات العالم الرقمي»، والذي يضم موضوعات فرعية منها تمكين المستهلك، استراتيجيات تحفيز المنافسة في أسواق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، تلبية الطلب المتزايد على الشبكات عالية القدرة، نماذج الأعمال الرقمية مثل OTT والخدمات السحابية، والاتجاهات المبتكرة المتصلة بما يطلق عليه إدارة الأطياف الإشعاعية.من جهته، أكد وزير الدولة لشؤون الاتصالات فواز بن محمد آل خليفة في كلمته قطاع الاتصالات في البحرين من أهم القطاعات وأكثرها حيوية، كما يساهم بشكل رئيس في الدخل الوطني «ما يقارب 4% من الناتج المحلي الإجمالي»، وبلغ الدخل السنوي للعام 2013 ما يقارب 423 مليون دينار «بزيادة بلغت 3.5% عن العام 2012»، وأدى تحرير قطاع الاتصالات إلى توفير فرص عمل لأصحاب التخصصات العلمية المحترفة، حيث بلغ عدد العاملين في القطاع ما يقرب من 3 آلاف عامل في عام 2013، ويتميز القطاع بالنسبة العالية من البحرينيين العاملين في القطاع.وفيما يتعلق بانتشار خدمات الاتصالات، ففي نهاية الربع الأول من عام 2014، كان هناك 2.25 مليون اشتراك للهاتف المتنقل في المملكة، وهو ما يمثل معدل اختراق 176%، كما بلغ عدد اشتراكات خدمات النطاق العريض 1.74 مليون اشتراك، وهو ما يمثل معدل اختراق 134%، وكان الدافع وراء النمو الكبير للاشتراكات هو نمو عدد اشتراكات خدمات النطاق العريض المتنقلة، ويمثل المشتركين ما نسبته 90% من مجموع مشتركي النطاق العريض في نهاية الربع الأول من عام 2014. أما بالنسبة لأسعار خدمات الاتصالات في البحرين فبحسب نتائج أحدث دراسة لمقارنة أسعار خدمات الاتصالات بالتجزئة في الدول العربية والتي أجرتها هيئة تنظيم الاتصالات بالنيابة عن الشبكة العربية لهيئات تنظيم الاتصالات وتقنية المعلومات، وذلك بالتعاون مع شركة تيليجن الاستشارية المستقلة المتخصصة في مقارنة أسعار خدمات الاتصالات، فإن أسعار الاتصالات في البحرين في انخفاض مستمر في السنوات الخمس الماضية، وبحسب التقرير فإن البحرين تتمتع بأقل أسعار خدمات الاتصالات في منطقة الخليج والدول العربية.وبحسب الدراسة، فإن أسعار خدمات الهاتف النقال في البحرين تقارن بشكل جيد مع دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية، وتراجعت أسعار الهاتف المتنقل في البحرين بنسبة تصل إلى 25% بين عامي 2012 و2013، وبنسبة تصل إلى 40%على مدى السنوات الخمس الماضية.وشهدت أسعار خدمات النطاق العريض عبر الخطوط الثابتة للقطاع السكني في البحرين انخفاضاً بنسبة وصلت إلى 38% بين العامين 2012 و2013 وبنسبة وصلت إلى 32% بالنسبة لأسعار هذه الخدمات للقطاع التجاري خلال نفس الفترة، أما فيما يتعلق بأسعار خدمات البرودباند عبر الخطوط المتنقلة فإن البحرين تعد الأرخص بين دول مجلس التعاون الخليجي، وبينت الدراسة أن الأسعار في المملكة أقل من متوسط الأسعار في دول «OECD»، كما شهدت أسعار البرودباند عبر الخطوط المتنقلة انخفاضاً بنحو 65% بين العامين 2012 و 2013.من جانبه، قال رئيس هيئة تنظيم الاتصالات في كلمته أمام المؤتمر د.محمد العامر أنه مما لا شك فيه أن هذا المنتدى يعتبر حدثاً هاماً للفاعلين في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إذ لا تكاد تخلو أي من أجندات العاملين في هذا القطاع من تدوين تاريخ انعقادها، ويتجسد هذا الاهتمام في حضور مئات المشاركين الذين حرصوا على التسجيل والانضمام للمحاضرات وورش العمل والندوات لكي يحظوا بمزيد من فرص التواصل مع المؤثرين في قطاع الاتصالات.وأضاف في كلمته «في العام المنصرم انعقدت فعاليات هذا المنتدى في جمهورية بولندا في حين اختار الاتحاد الدولي للاتصالات البحرين مقراً لانعقاده في هذا العام، ولا شك أن هذا لشرف عظيم لنا جميعاً، آملين أن يحوز برنامج المنتدى على رضاكم وأن يكون التنظيم عند المستوى الذي يليق بسمعة مملكتنا التي على الرغم من صغر مساحتها إلا أن الحقائق والأرقام حول قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالمملكة كانتشار استخدام خدمة 4G الجيل الرابع بنطاق واسع، يؤكد بأننا مثال يحتذى به فيما يتعلق بصناعة بنية تحتية للاتصالات حديثة وسريعة ومحافظة للبيئة، ويمنحنا ثقة عميقة وارتياحاً شديداً لاحتضان مثل هذا المنتدى، مؤكدين من هذا المنبر أن تبنينا لأحدث المستجدات في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يعكس مدى تشجيع الحكومة لاستيعاب كل ما هو جديد في العالم الرقمي ويعكس كذلك تطلعنا وطموحنا اللامحدود لهذه المستجدات وهذا يجعل المملكة المكان الأنسب لانعقاد هذا المنتدى بأيامه الثلاثة».وأفاد العامر: «نجتمع اليوم لنبحث الطرق التي تضمن وصول جميع مزايا العالم الرقمي إلى كافة المواطنين بشكل مفيد وسريع وآمن، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال تنظيم ذكي وفعال يستهدف تمكين المستهلك، وإعادة صياغة المسؤوليات وخلق الظروف المواتية لصناعة اقتصاد مزدهر مستند إلى البيانات ونتطلع بعد انتهاء هذا المنتدى أن نخلص إلى التزام المشاركين من الفاعلين في مجال الاتصالات بجملة من الخطوط الإرشادية لأفضل الممارسات التنظيمية».وأكد خبير الاتصالات، أن المنافسة بين المشغلين في قطاع الاتصالات في مصلحة المستهلك نتيجة للاستثمارات الجديدة التي دخلت فيها الشركات مؤخراً بإطلاق خدمة الجيل الرابع، والطلب المتزايد على قطاع البرودباند المتنقل». وحول وجود خسائر من العروض التي تطرحها الشركات، قال «إن الشركات تبحث عن مردود من الاستثمار، مشيراً «أن الطلب على البرودباند المتنقل في ارتفاع وأن التنافس طبيعي بين الشركات»ولفت إلى أن بتلكو بدأت منذ نحو عام تقريباً في استثمار شبكة الجيل الرابع خلال العام الجاري مع دخول شركتين منافستين ومن الطبيعي أن تكون هناك منافسة على قطاع البرودباند المتنقل».وعن مدى تأثر ربحية الشركة بعروض تكسير الأسعار مع وصول الأسعار إلى مرحلة متدنية، أوضح» أن بتلكو لا تطلق أي عروض إلا بمردود مالي على استثمارات الشركة، مشيراً «أن الشركة استطاعت خلال السنوات السابقة تقليص حجم التكاليف التشغيلية لينعكس ذلك على زيادة نسبة الربحية والقدرة التنافسية على تخفيض الأسعار».وأوضح «أن الشركة خلال السنتين الماضيتين استطاعت تخفيض حجم التكاليف التشغيلية لإعطاء القدرة التنافسية للشركة في طرح أي عروض ترويجية جديدة، مشيراً «أن العروض في النهاية تصب في النهاية في مصلحة المستهلك».وحول ما ناقشه المؤتمر في جدول الأعمال للمطالبة بطرح نوعين من التراخيص التي تطرحها هيئة تنظيم الاتصالات، قال «إن العملية تحتاج لي تنظيم على صعيد الشركات المرخصة أو الخدمات الغير مرخصة كتطبيقات التواصل الاجتماعي والتطبيقات التي تحاول الدخول في نطاق الاتصالات الدولية، وأن تلك التطبيقات تحاول الدخول في سوق شركات الاتصالات والخدمات التي تقدمها».وقال «إن شركات الاتصالات الخارجية يجب أن تكون تحت سيطرة التنظيم المحلي معتبراً «أن التطبيقات الصوتية والنصية تأخذ جزءاً كبيراً من الخدمات الصوتية وخدمات الرسائل النصية وتضاءل من حجم استثماراتها».واعتبر «أن الشركات الغير مرخصة تستخدم الشبكة وترتب على المشغلين زيادة السعة مع ابتكارها لتطبيقات تستنزف من ميزانية الشركات من الطبيعي مطالبة هيئة تنظيم الاتصالات لتنظيم العملية، مشيراً «أن هذا الموضوع بات يشكل قلق عالمي لجميع شركات الاتصالات».واعتبر «أن شركات تطبيقات التواصل الاجتماعي باتت تشكل تحدياً عالمياً لجميع شركات الاتصالات بلا استثناء ودخولها في خدمات يجب أن تنظم».وعن مدى اللجوء لحظر تلك التطبيقات قال «إن موضوع الحظر لن يكون مقبولاً في وجهة نظري وليس فعلي للتطبيق، مشيراً «أن بعض الدول لجأت إلى وضع رسوم على تلك التطبيقات منح تراخيص لتلك التطبيقات. قطاع الاتصالات في كل الدول منظم ويحتاج إلى مرود مالي «أن البحرين تخسر أكثر من 50 مليون دينار سنوياً بسبب الخدمات الاتصالات الصوتية والنصية التي تطرحها تطبيقات التواصل الاجتماعي».وقال «إن استخدام الإنترنت على التطبيقات يأخذ حيزاً من الطاقة الاستيعابية للإنترنت كتطبيقات الصوت والرسائل النصية والتي يترتب عليها خسارة للمكالمات الدولية والرسائل النصية».