تفاعلت أمس الأحد 19 مايو 2013، قضية خطف الجنود المصريين ما بين تأكيد الرئاسة المصرية أن ما حدث جريمة ولا يمكن التفاوض مع الخاطفين، بعد تصريحات سابقة حملت تعاطفاً معهم، وما بين وصول تعزيزات أمنية إلى مدينة العريش من الجيش الثاني الميداني إلى أحد المقرات الأمنية بالمدينة، للمشاركة في عملية أمنية متوقعة "بحسب مصادر مطلعة"، لتحرير الجنود المختطفين بسيناء قبل أيام، بحسب ما نشرته صحيفة "الشروق" المصرية.وفي غضون ذلك، تداول نشطاء على صفحات "فيسبوك" فيديو نشرته "اليوم السابع" لجنود مصريين بأسمائهم وصفاتهم العسكرية والشرطية وهم معصوبو الأعين، ويقول أحدهم موجهاً حديثه لوزير الدفاع المصري الفريق عبدالفتاح السيسي "جنودك يا سيادة الفريق بيموتو وحضرتك قاعد في المكتب".وذكر الجنود، بحسب الفيديو، أن الخاطفين يريدون إطلاق سراح ذويهم المعتقلين، وخاصة "حمادة أبو شتيت"، المتهم في قضية الهجوم على قسم "العريش" شمال سيناء.وكان أبو شتيت قد اتهم بالهجوم على قسم شرطة العريش منذ أكثر من عام وحكم عليه بالسجن غيابياً، فتم إلقاء القبض عليه، واحتجازه على ذمة الاتهام، وحتى هذه اللحظة لم تكذب أو تؤكد أي جهة صحة هذا الفيديو أو تنفيه.هوية المجندين المحتجزين و"أبو شتيت"والمجندون بحسب تعريف أنفسهم بالفيديو هم مجند مصطفى حامد قطاع الأحراش 20 سنة، مجند أحمد محمد عبدالحميد منفذ رفح البري 20، مجند أحمد عبدالبديع عبدالواحد منفذ رفح البري 20 سنة، ومجند أحمد أسامة فتحي منفذ رفح 20 سنة، عريف متطوع إبراهيم صبحي إبراهيم الفوج الأول حرس الحدود 20 سنة، جندي إسلام إبراهيم عباس قطاع الأحراش الكتيبة الثانية 20 سنة، جندي كريم الحسيني إبراهيم علي شرطة أمن موانئ رفح البري 20 سنة.وبحثت "العربية.نت" عن حقيقة السجين الذي ذكره الجنود في الفيديو وإن كان ينتمي لأي فصيل من الفصائل السياسية الإسلامية.وكشف ممدوح إسماعيل، محامي الإسلاميين لـ"العربية.نت"" أن "أبو شتيت لا ينتمي لأي تيار إسلامي جهادي، وما حدث معه أنه في إحدى زيارات زوجته أو والدته له في السجن تعرضا للإهانة من قبل الشرطة داخل السجن، وتم الاعتداء عليهما فلم يقبل أبو شتيت ذلك، فنشبت بينه وبين الشرطة مشادة كلامية وصلت إلى الاشتباك بالأيدي، فانهالت الشرطة بالضرب عليه حتى أصيب بالعمى، وبعدها تم نقله إلى سجن آخر لم تفصح عنه الأجهزة الأمنية، وقد حذرت القيادات الأمنية من تداعيات هذا الأمر، لأن المشكلة ستأخذ أبعاداً أخرى وحدث ما حدث بعد ذلك".وأكد نزار غراب، محامي الجهاديين في مصر لـ"العربية.نت"، رواية المحامي ممدوح إسماعيل، متهماً الرئيس مرسي بمخالفة برنامجه الانتخابي وعدم تطبيق الشريعة الإسلامية، واصفاً مواقف الرئيس مرسي بالتميع السياسي، فهو على حد تعبيره "لم ينفذ برنامج الإسلاميين في تطبيق الشريعة وتطهير مؤسسات مصر، وعلى رأسها جهاز الشرطة وفشل حتى في التحالف مع العلمانيين".وقال نزار غراب لـ"العربية.نت": "الوضع في سيناء سيؤدي إلى المزيد من عمليات الخطف والانفلات، لأن الاحتقان السياسي والاجتماعي ما زال مستمراً في سيناء منذ أن عادت تلك البقعة لمصر منذ عام 1982، وسيفرز هذا الوضع المزيد من تلك العمليات نتيجة شعور أهالي سيناء بالتمييز، كما أن الكثير من أبناء سيناء ما زالوا معتقلين منذ عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك في قضايا ملفقة".وأكد نزار غراب أن "حادث اختطاف الجنود المصريين نتيجة طبيعية لصمت الرئاسة عن إصابة مواطن مصري في سجونه بالعمى نتيجة تعذيب، فلو تحرك الرئيس تحركاً يحفظ لهذا المواطن كرامته مهما كانت الاتهامات الموجهة له لما حدث ما حدث".