كتب - فهد بوشعر: اشتعلت الساحة الرياضية البحرينية في لعبة كرة القدم بعد انطلاق صافرة نهاية الموسم المنصرم وتتويج فريق الرفاع بطلاً بعد أن احتدمت المنافسة في الجولتين الأخيرتين بين الرفاع والمنامة ولم يحسم لقب البطل إلا مع إطلاق صافرة نهاية المباراة بفوز الرفاع على المالكية بثلاثة أهداف لهدف.وقد اشتعلت كرة القدم المحلية واشتعل سوق انتقالاتها مبكراً بعد أن فجر الرفاع أكبر المفاجآت بخطف توقيع ثلاثة لاعبين من أبرز اللاعبين على الساحة المحلية هم «محمد الطيب من النجمة، عيسى غالب من البسيتين والسيد ضياء سعيد من المحرق»، ولم تدم مفاجأة الرفاع طويلاً حتى ردها له المحرق بخطف توقيعات كل من «عبدالله عبده من الرفاع، أحمد عابد من البسيتين وعبدالوهاب علي من البسيتين»، في ما تحاول أندية الوسط الدخول في مناوشات خجولة بين قطبي كرة القدم في البحرين المحرق والرفاع، فالرفاع الشرقي يخرج بتصريحات لطلب بعض اللاعبين آخرها ختال قلالي وهناك من يعمل في صمت ويحاول أن يقضي حوائجه بالكتمان لحين التوقيع خشية دخول أندية أخرى على خط التفاوض. كل تلك الأمور تعتبر أموراً صحية لإنعاش حال الكرة البحرينية المتدهورة على الرغم من كونها قد تحصر المنافسة بين القطبين مع بعض المحاولات من أندية أخرى، لكن الأهم من المنافسة هو المستويات الفنية للفرق واختيار اللاعبين في وقتنا الحالي هل يقوم على أسس فنية وعلمية مدروسة أم أنه قائم على مبدأ من يدفع أكثر أو كما يقال استعراض العضلات للأندية الكبيرة لتخويف الصغيرة.وحول الرؤية الفنية في الاختيارات وعمليات الانتقال كان للوطن الرياضي استطلاع بسيط للرأي مع العاملين في مجال كرة القدم والمتخصصين بصفقات الانتقالات.الذوادي: الاختصاص عنوان النجاحركز رياض الذوادي المحلل الفني البحريني في قناة أبوظبي الرياضية على موضوع التخصص في العمل كونه هو سبب النجاح، حيث دار محور حديثه عن التخصص وانعدام التخصص في مملكة البحرين من رأس الهرم في الرياضة حتى أصغر الأندية.حيث قال الذوادي بأن كرة القدم اليوم باتت صناعة لا رياضة فقط، والصناعة بحاجة لأهل الاختصاص للعمل فيها من أجل تطويرها خصوصاً في عملية اختيار اللاعبين والمدربين وتحديد انتقالاتهم من نادٍ إلى آخر.ووجه الذوادي عدة أسئلة في هذا الموضوع، هل هناك اختصاص في البحرين؟ وهل هناك لجان فنية أو استشاريون أو مدراء فنيون في البحرين؟ ومتى ننتقل من مرحلة الاجتهادات إلى الاختصاص؟ متعجباً من كون رأس الهرم «الاتحاد البحريني لكرة القدم» يفتقد للاختصاص دون مدير فني أو لجنة فنية أو حتى بأضعف الإيمان لجنة استشارية تعينه على تقييم العمل وتقييم المدربين! مضيفاً بأن رياضتنا تعمل «بالبركة» دون تقييم ودون اختصاصيين! وقال الذوادي بأنه كان بالإمكان أفضل مما كان، وأن تراجع أنديتنا ومنتخباتنا ليس سوى نتاج لشيء وحيد هو انعدام الاختصاص، فهل من المعقول أن نرى المحرق رابعاً وأن يهبط النجمة للدرجة الثانية والأهلي أصبح فريقاً غريقاً أو شبه منتهي!؟ وأكد الذوادي بأن اختيار اللاعبين قبل اختيار المدرب لا يعطي أي مدرب الحجة للفشل، فأي مدرب يجب أن يعمل وفق أدواته المتوفرة لديه وعليه أن يكيفها وفق استراتيجيته وخطط اللعب التي يتبعها.لكن كان للذوادي رؤية معينة حول انتقالات اللاعبين في الفترات الحالية أو حتى السابقة وكونها احتياجات للفرق أو مجرد اختيارات إدارية، فقد بين الذوادي بأنها ليست احتياجات بالنسبة للأندية وليست باختيارات فنية بل هي اختيارات إدارية بالدرجة الأولى، مبيناً بأن مفهوم الاحتراف في البحرين يسير نحو منظور خاطئ بأن ينظر للاحتراف على أنه انتقال للاعبين فقط وإهمال المنظومة بأكملها، حيث أكد على أن الاحتراف يجب أن يكون في المنظومة ككل لا على مستوى اللاعبين، فالمنظومة الصحيحة تكون بوجود المدير الفني أو اللجنة الفنية أو اللجنة الاستشارية لتنظيم سير العمل في جميع الأحوال.وأكد الذوادي على أن الاختيارات في البحرين ليست فنية بل هي إدارية بالدرجة الأولى بدليل التصريحات التي تتصدر الصحف المحلية وأغلبها لإداريين ليس لهم أي اختصاص فني والمفاوضات تتم عبرهم وعن طريقهم، ويعود ذلك أيضاً لانعدام الاختصاص، فمن غير المعقول أن نرى عضواً إدارياً في نادٍ يصرح بأنه يريد اللاعب الفلاني وسيتعاقد مع اللاعب الفلاني!وأكد الذوادي بأن كرة القدم في البحرين تعمل من غير رؤية عمل، متمنياً أن تتغير النظرة للاحتراف بتطوير المنظومة بدلاً من اللهث وراء انتقالات اللاعبين.بوخمسيــن: يجــب أن تكــون وفق رؤية فنيةأكد عبدالعزيز بوخمسين عضو مجلس إدارة النادي الأهلي ورئيس الجهاز السابق للعبة كرة القدم بأنه من المفترض وبحسب خبرته في مجال كرة اليد بأن تكون الانتقالات وفق رؤية فنية بحتة وليس عن طريق الرؤية الإدارية، حيث إن المدرب هو المسؤول الأول عن هذه الاختيارات وهو صاحب الحق الأصيل فيها، فلكل مدرب نظرته ورؤيته في اختيار اللاعبين بحسب الاستراتيجية التي يتبعها وخطة اللعب والأندية التي سيلعب ضدها، فالنظرة الفنية تختلف اختلافاً كلياً عن الإدارية، فعلى الرغم من أن الإداري قد يرى بعض اللاعبين المميزين لكن الفني يرى من سيخدمه في أرض الملعب ولو كان بمستوى أقل قليلاً، حيث يعمد الفني للبحث عن من سيعطيه ما نسبته 100% من الخطط التي يرسمها لخوض المنافسات كما إن المدرب ينظر لمواضع النقص في الفريق لتكملة الصفوف.وحول التسابق بين فريقي الرفاع والمحرق فقد أكد بأن حالتيهما تختلفان كلياً عن باقي الأندية كونهما قطبا اللعبة وتنتظرهما من الاستحقاقات الكثيرة، ولن ينتظرهما سوق الانتقالات حتى يختارا المدرب، فالرفاع والمحرق يمتلكان من الخبرة لمعرفة النواقص واحتياجات الفرق واختياراتها للموسم المقبل، وأكد على أنه مهما اختار الإداري ومهما كدس من اللاعبين إلا أنه في النهاية لن يكون الاختيار إلا للمدرب وهو من سيضع التشكيل المناسب للعب.وشدد بوخمسين على أهمية وجود المدير الفني أو اللجان الفنية والاستشارية بكل نادٍ، معتبراً إياها من الأساسيات والضروريات في كل نادٍ، حيث إن وجود اللجان الفنية تتيح تعدد الآراء الذي يخدم المصلحة العامة ويبعد الجميع عن الانفراد بالرأي.
«الميريكاتو الصيفي»..استعراض للعضلات برؤية فنية أم إدارية؟
09 يونيو 2014