عواصم - (وكالات): حافظ مقاتلو «الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش»، على زخم هجومهم في العراق وتقدموا نحو مناطق الضلوعية والمعتصم التي تبعد نحو 90 كلم شمال العاصمة، في وقت أبدت فيه حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي انفتاحها على فكرة ضربات جوية أمريكية، وتدخل دولي، لصد هذا الزحف المباغت، بينما أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أن فريقه يدرس «جميع الخيارات» فيما يتعلق باندلاع العنف في العراق والتقدم الخاطف للمسلحين المتشددين في اتجاه العاصمة بغداد. من جانبه، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن الولايات المتحدة لا تدرس إرسال قوات برية إلى العراق. في الوقت ذاته، أكد نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية الكويت الشيخ صباح خالد الحمد الصباح أن «الوضع بالعراق يثير القلق في المنطقة وقد تكون هناك عواقب في حالة عدم وجود استجابة مشتركة ضد الإرهاب». وقد طالب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوغ راسموسن «بالإفراج الفوري» عن 50 تركياً محتجزين في القنصلية التركية في الموصل واستبعد تدخلاً للحلف في العراق. وفي خضم التطورات الأمنية المتسارعة، فرضت قوات البشمركة الكردية للمرة الأولى سيطرتها بشكل كامل على مدينة كركوك المتنازع عليها بين العرب والأكراد، بهدف حمايتها من أي هجوم محتمل، بعد انسحاب القوات الحكومية.وفيما يتوقع أن ينعقد مجلس الأمن الدولي لبحث الوضع في العراق، فشل البرلمان العراقي في تأمين النصاب اللازم لعقد جلسة يجري خلالها التصويت على إعلان حالة الطوارئ في البلاد، في وقت واصل مقاتلو «داعش» هجومهم حيث سيطروا على ناحيتي الضلوعية والمعتصم على بعد نحو 90 كلم من شمال بغداد.وإلى جانب المناطق التي سيطروا عليها في نينوى وصلاح الدين وغرب كركوك، قال ضابط برتبة عقيد في الشرطة إن «مسلحين يستقلون أكثر من 20 سيارة اقتحموا وسيطروا على 3 قرى في ناحية العظيم» شمال بغداد الواقعة على الحدود بين محافظتي ديالى وصلاح الدين.وفي وقت لاحق، شن الطيران العراقي غارات مستهدفاً مواقع يتحصن فيها مسلحو «داعش» وسط مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين، بحسب ما أفاد شهود عيان.ونجا وزير البشمركة شيخ جعفر مصطفى من تفجير استهدف موكبه أثناء تفقده القوات الكردية جنوب غرب كركوك وأسفر عن مقتل عنصر أمن كردي.ونجح مقاتلو «داعش» في التمدد جنوباً بعدما أحكموا قبضتهم على مدينة الموصل شمال العراق التي سيطروا عليها الثلاثاء الماضي. وتمكنوا من السيطرة على تكريت وبعض النواحي الواقعة إلى جنوبها، بعدما سيطروا أيضاً على مناطق غرب كركوك.ووسط نجاح المقاتلين في التقدم نحو العاصمة، دعا أحد أبرز قيادات تنظيم «داعش» والمتحدث باسمه أبو محمد العدناني عناصر التنظيم إلى مواصلة الزحف نحو بغداد وكربلاء والنجف.وفي وقت لاحق، أعلن تنظيم «داعش» عن حملة هجمات جديدة في البلاد، متبنياً تفجيرات أمس الأول في بغداد التي قتل فيها 37 شخصاً.ومع مواصلة المتشددين تقدمهم، تعهدت الولايات المتحدة تقديم مساعدة عسكرية للعراق لمحاولة وقف هجوم المقاتلين الذين تفوقوا على الجيش الذي دربته واشنطن وقدمت له التجهيزات وذلك بعد عامين ونصف العام على انسحابها العسكري من البلاد. واستبعدت واشنطن إرسال جنود إلى العراق، لكن بغداد أبلغتها رسمياً أنها منفتحة على فكرة ضربات جوية أمريكية لصد الهجوم الجهادي على أراضيها، حسبما أعلن مسؤول غربي. وقال المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته إن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تدرس عدة خيارات من أجل مساعدة بغداد وتقديم دعم عسكري لها وعلى الأرجح من خلال ضربات تقوم بها طائرات بدون طيار.وفي طهران، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن إيران «ستكافح عنف وإرهاب» الجهاديين.من جانبه، دعا سفير العراق لدى فرنسا فريد ياسين مجلس الأمن الدولي الذي سيجتمع في نيويورك في وقت لاحق إلى الموافقة على تقديم مساعدة عسكرية إضافية للعراق تشمل دعماً جوياً وطائرات بدون طيار.وفي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن على القوى العالمية أن تتحرك بصورة عاجلة للتعامل مع الوضع في العراق. وفي موسكو، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تقدم المتشددين في العراق يهدد وحدة وسلامة أراضي العراق ويشكل فشلاً «تاماً» للتدخل الأمريكي والبريطاني في البلد.اقتصادياً، قفزت أسعار النفط التي يجري التداول بها في نيويورك لدى افتتاح جلسة التداول في السوق أمس على غرار أسعار برنت، مدفوعة إلى أعلى مستوياتها منذ سبتمبر 2013 في أوج تصعيد أعمال العنف في العراق. وقال وزير النفط العراقي عبد الكريم لعيبي إن المنشآت الرئيسة لتصدير النفط يقع معظمها في الجنوب وهي آمنة تماماً. وأضاف أن المتشددين اجتاحوا بلدة بيجي حيث توجد مصفاة النفط الرئيسة في البلاد والتي تفي بالطلب الداخلي من الوقود لكن المصفاة ذاتها ماتزال في أيدي الحكومة. وفي تكريت أظهرت لقطات فيديو عشرات من قوات الشرطة الخاصة محتجزين ويعرضهم مقاتلون أمام حشد من الناس بعدما اجتاحوا قاعدتهم.