وأشارت الدراسة التي حملت اسم "دليل تجريبي على آثار توافر حاسب في المنزل على الإنجازات الأكاديمية بين تلاميذ المدارس”، إلى أنه بالرغم من أن توزيع الحواسيب على الطلاب ساهم بشكل واضح في نشر استخدامها فيما بينهم، وزيادة ساعات الاستخدام، إلا أنه لم يُثبت أثرها على نتائجهم الدراسية بما في ذلك الدرجات، ونتائج الاختبارات، ونسبة الحضور، وانضباطهم في الدراسة.وأظهرت النتائج زيادة استخدام الطلاب للحاسب في أداء الواجبات المدرسية، وكذلك استخدامه في الألعاب والدخول إلى الشبكات الاجتماعية ومواد التسلية. وبالرغم من ذلك، لم تتوصل الدراسة إلى دليل على استحواذ الأنشطة الترفيهية على جزء من الوقت المخصص للفروض المدرسية، وربما يرجع ذلك إلى محاذير من جانب الأسر أو إلى رغبة الطلاب أنفسهم.وتضمنت النتائج عدم وجود دليل على زيادة أو تراجع الوقت الذي يستغرقه الطالب في أداء الواجبات الدراسية، أو وجود أثر إيجابي لاستعانة التلاميذ بالبرامج المتوفرة على الحاسب في أداء واجباتهم وكتابة الأبحاث المدرسية، كما أشارت إلى أن نسبة 49% من التلاميذ المشاركين في الدراسة لم يتعرفوا على طريقة تحميل الملفات من الإنترنت، بعد مرور عام دراسي على امتلاكهم لحاسب في المنزل.أجرى الدراسة الباحثان روبرت دبليو. فايرلي، وجونثان روبينسون من قسم الاقتصاد في جامعة كاليفورنيا، سانتا كروز لصالح "المكتب القومي للابحاث الاقتصادية”. وتلت قيام ولاية كاليفورنيا بتوزيع أجهزة حاسب مجاناً على 1123 تلميذ، يتوزعون على الصفوف الدراسية من السادس إلى العاشر، ويدرسون في خمسة عشر مدرسة تتوزع على منطقة وسط الولاية. واعتمدت الدراسة على عينة عشوائية شملت نصف التلاميذ الذين حصلوا على الحواسيب.واستهدفت الدراسة اختبار أثر استخدام التلاميذ لأجهزة الحاسب في المنزل على نتائجهم التعليمية بالنظر إلى تفاوت انتشار الحواسيب في المنازل؛ فمن بين كل أربعة تلاميذ في الولايات المتحدة لا يتوافر لدى واحد منهم حاسب متصل بالإنترنت، وفقاً لبيانات "الإدارة الوطنية للاتصالات والمعلومات” لعام 2011، ويشيع ذلك بين الأسر ذات المستوى التعليمي والمادي المنخفض.وتختلف هذه الدراسة إلى حدٍ ما مع نتائج دراسات سابقة أكدت على التأثير الإيجابي لاستخدام أجهزة الحاسب على الطلاب من حيث تحسين نتائج الاختبارات والمهارت الإدراكية والتعليمية. ويُذكر أن جزء غير قليل من ميزانية المدارس في الولايات المتحدة يُخصص لتزويدها بالحواسيب وتكنولوجيا المعلومات؛ حيث أنفقت على هذا الجانب ما يزيد عن 5 مليار دولار في عام 2004.وتُشير نتائج الدراسة إلى أن نشر أجهزة الحاسب بين تلاميذ المدارس لا يُسهِّم كثيراً في تقليل الفجوة في التعليم بين الدخول الاقتصادية المتفاوتة، بالرغم من آثاره الإيجابية الغير مرتبطة بالتعليم كالمساهمة في الاقتصاد المعتمد على المعرفة، وعلى تطوير التعليم في المدارس. كما قد تُشير إلى أن المسئولية الأولى في تحسين المستوى التعليمي للطلاب تقع على عاتق الأسرة والبيئة المحيطة، وهو ما لا يمكن تعويضه بواسطة أي نوع من الأجهزة والتقنيات الحديثة.