كتب - فهد بوشعر: تختلف الآراء حول متابعة نهائيات كأس العالم بين الاستمتاع وعدمه وبين النقل التلفزيوني وتعدد الوسائل الإعلامية لمتابعة هذه المسابقة، فكأس العالم.. كلمة لا يدركها إلا عشاق كرة القدم ومن عاصر هذه المسابقة منذ زمن طويل، ولكرة القدم عشاق من عامة الناس ومن اللاعبين ليس لاعبي كرة القدم فقط بل هي بطولة لعشاق كل الألعاب.وللوقوف على التطور في هذه المسابقة بين الأمس واليوم كان لابد أن نجول في خواطر لاعبينا الكبار الذين عاصروا الملاعب المحلية وعاصروا بطولات كأس العالم عبر الشاشة الفضية منذ أيام الأبيض والأسود حتى تلونت نهاية السبعينيات، ومن بساطة الحياة حتى دخول زحمة التكنولوجيا وازدحام وسائل الإعلام للتسابق على نقل هذه المسابقة الأكبر عالمياً في لعبة كرة القدم. ففي السابق وعلى الرغم من عدم وجود الحصريات الخاصة بالقنوات الرياضية إلا أن المشاهدات كانت محصورة في بيوت قليلة نظراً لعدم وجود أجهزة التلفاز في كل البيوت آنذاك الوقت.حسن يوسف بوعليقال حسن يوسف بوعلي لاعب النادي العربي (النجمة) بأن جيله من لاعبي كرة القدم والإداريين وحتى عوام الناس كانوا حريصين على متابعة نهائيات كأس العالم بأي طريقة من الطرق، فهم في اشتياق تام لها وعلى انتظار لها في كل أربع سنوات على الرغم من عدم توافر القنوات الناقلة بكثرة كما هو الحال هذه الأيام وعدم توافر أجهزة الاستقبال (رسيفر) كما حالنا اليوم، ففي السابق كان الجميع يصعد لسطح المنزل ليخترع جهاز الاستقبال (مشخال) في محاولة لالتقاط قناة الكويت لمشاهدة المباراة. أما اليوم فقد خفت المتابعة للمسابقة بسبب تعدد الوسائل، فاليوم حتى عن طريق الهاتف بإمكان أي فرد متابعة المسابقة بعكس السابق فقد كان الجميع يجتمعون في منزل واحد نظراً لقلة أجهزة التلفاز.وتطرق بوعلي للتحدي الكبير بين المتابعين في ذلك الزمن حيث بين بأن اجتماع الشباب لمتابعة المباراة كان يخلق روح التحدي بينهم لكن ونظراً لكون الغالبية الموجودة تعشق السامبا البرازيلية كان التحدي يأخذ منحاً آخر نحو التحدي والتحيز للاعبين، ومازال التحدي أو (المعاياه) باللهجة العامية متواصلاً لزمننا الحالي، فهي دعوة صريحة لإثارة الذكريات والأشجان القديمة وتذكر الفارق بين زمان "لول” والزمان الحالي ومقارنة الواقع بالماضي خصوصاً في ما يتعلق بالملاعب القديمة التي كانت مليئة بالأتربة والقواقع والمحار وملاعب اليوم العشبية التي لا يختلف أحد على تشبيهها بالبساط الأخضر من العشب.يوسف جوهرومن جانبه أيد يوسف جوهر لاعب الرفاع الغربي السابق وصخرة دفاعه ما ذكره بوعلي حول متابعة نهائيات كأس العالم، حيث أكد على الاشتياق لها والتركيز على متابعتها بشكل صريح وترك كل مشاغل الحياة من أجل المتابعة على الرغم من ندرة أجهزة التلفاز وعدم توافرها إلا في قلة من البيوت في الرفاع، حيث بين بأن الجميع يجتمع في عدد قليل من البيوت أو مقر النادي الذي يتوفر فيها التلفاز للمتابعة حيث تزدحم هذه البيوت، مؤكداً على أن الجميع كان يعشق البرازيل ولا مجال للجدال في ذلك عدا القلة التي كانت تعشق ألمانيا والأرجنتين. وحول التطور في مسابقة كأس العالم وتطور الملاعب وكون جوهر قد عاصر اللعب على الملاعب الرملية والعشبية بنوعيها الصناعي والطبيعي قال بأنه عندما يرى مسابقات اليوم يتمنى العودة من جديد للعب والاستمتاع بهذه الملاعب من جديد.في ما بين جوهر بأن الأجواء السابقة لمتابعة كأس العالم كانت أجمل وأفضل من الحالية، ففي السابق كان الجميع يتابع ويخشى أن تفوته لحظة واحدة من المباريات نظراً لعدم وجود الإعادات وبث التسجيل، ففي السابق يتسمر الجميع أمام التلفاز لأنه إن فاته هدف أو لقطة مهمة يدرك بأنه لن يراها ثانية إلا بعد فترة طويلة قد تصل لسنة كاملة بعكس اليوم فإن فاتته لقطة أو هدف فبإمكانه الانتظار لنشرة الأخبار أو البحث في جهاز الكمبيوتر أو حتى الهاتف للمشاهدة بكل سهولة.كريم سيفومن جانبه اختلف كريم سيف لاعب الرفاع الغربي مع بوعلي وجوهر في بعض النقاط واتفق في البعض الآخر، حيث أكد على أن أجواء المتابعة اليوم أفضل من السابق بحكم القنوات الناقلة والبث التلفزيوني المميز، لكنه يعتب على الحقوق الحصرية لبعض القنوات كون البعض ليس باستطاعته توفير أجهزة الاستقبال لكن بإمكان الجميع متابعة المباريات في المقاهي والمجالس، وأيد سيف فكرة الحصريات للدوريات الأوروبية لكنه لم يحبذها مع مسابقة كأس العالم على اعتبار بأن الجميع يجب أن يستمتع بها بعد انتظار لأربع سنوات.وقال سيف بأن متابعة كأس العالم "لول” لها طعم آخر على الرغم من كل الظروف الصعبة وبساطة الحياة، حيث كان الجميع متواجداً أمام الشاشة لمتابعة المباريات مع تأجيل كل الأمور حتى نهايتها بما فيه شرب الماء حتى يتابع كل لحظة من لحظات المباريات خشية أن يفوت الفرد هدف أو هجمة خطرة.وبين سيف بأن بين الجيل السابق والحالي فروقات كبيرة في متابعة المباريات، خصوصاً وأن السابق كانت المتابعة بين الأصدقاء "أبناء الفريج” والتنافس والتحدي يصل إلى ذروته في ما بينهم، بعكس اليوم على الرغم من توفر كل سبل المتابعة إلا أن العلاقة أصابها شبه فتور في متابعة الرياضة وخصوصاً كرة القدم، ففي السابق كان الفرد ينتظر بشغف بطولة كأس العالم بعكس هذه الأيام التي ابتعد الكثير عنها.وفي النهاية اعترف سيف بأفضلية المتابعة السابقة عن اليوم بكل ما تحمله من عناء وشقاء في إيجاد القنوات للمتابعة.