كتب محرر الشؤون المحلية:رفض سياسيون ومواطنون المؤامرة الانقلابية الأمريكية التي كشفتها وثيقة الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية الأخيرة، كما رفضت التدخل الأمريكي في الشؤون الداخلية البحرينية بكل صوره وأشكاله، مؤكدين أن الوثيقة الأمريكية التي تتحدث عن خطة لتغيير الأنظمة السياسية في البحرين وبعض الدول العربية، لم تكشف جديداً للمتابعين، إذ إن القاصي والداني مطلع على ما تحيكه الولايات المتحدة الأمريكية من مؤامرات تجاه الأنظمة العربية.وأكدوا، في تصريحات لـ»الوطن»، أهمية التكاتف وتعزيز الوحدة الوطنية ورفض شق الصف من فئة تعاونت مع الإدارة الأمريكية لتغيير النظام في البحرين خلال المؤامرة الانقلابية في 2011، وطالبوا في هذا الصدد بتحركات حكومية وبرلمانية عاجلة للتحقيق في قضية التقرير، واتخاذ الإجراءات المناسبة لحفظ الأمن الوطني.وأشاروا إلى عدد من الخطوات الواجب اتباعها مثال استبعاد السفير أو تقديم مذكرة احتجاج.وأكدوا أهمية تشكيل لجنة تحقيق نيابية بشأن الوثيقة لتصدر قرارات وتوصيات، مشيرين إلى أهمية أن يكون هناك دور للجمعيات الأهلية والجامعة العربية ودول مجلس التعاون، مع أهمية اتخاذ إجراءات مناهضة وتغيير التعامل مع أمريكا وسفرائها.وقال النائب البرلماني عباس الماضي: نلاحظ دائماً أن أمريكا لها تجارب كثيرة في زعزعة الأنظمة وغير مستغرب منها ذلك، ويفترض أن تتخذ الإجراءات اللازمة وهي كثيرة، كاستبعاد السفير أو تقديم مذكرة احتجاج، مضيفاً «إلى متى نتحمل التدخل الأمريكي بالبحرين»، يتوجب على البحرين أخذ إجراء لوقف هذه التجاوزات ضد البحرين، وقد طالب النواب مراراً بذلك.وأكد الماضي أن الوحدة الوطنية والتكاتف وتوحيد الصف والكلمة ونبذ الفرقة مطلوب بين فئات المجتمع، وذكر أن على النواب تشكيل لجنة تحقيق، حتى وإن لم يتبق من دور الانعقاد سوى أيام، فبالإمكان أن تواصل لجنة التحقيق عملها وتتم مناقشة تقريرها في جلسة استثنائية لأن الوضع خطير ولا يمكن السكوت عنه.واتفق معه عضو مجلس الشورى فؤاد حاجي، وذكر أن ما كشفته الوثيقة ليس غريباً على الإدارات الأمريكية التي تلاحظ مصالح دوائر صهيونية متحكمة، وقال: هذه الوثيقة جاءت لتكشف حجة ولكن السيناريو معروف وتدخل السفير الأمريكي وزيارته للمجالس ومناقشته لأمور سيادية للدولة فيها وفي الاجتماعات، إضافة البرامج التي عملت للتثقيف الديمقراطي لبعض السياسيين جميعها تؤكد هذه التدخلات، فهي منذ سقوط الاتحاد السوفيتي وبروز القطب الواحد تعيث في الأرض فساداً. وتابع: نعول على وعي شعب البحرين وحنكة القيادة الحكيمة، فهي خط الدفاع الأول عن البحرين ضد هذه المؤامرات التي لن تنتهي، وندعو للوحدة الوطنية والتكاتف ووقوف شعب البحرين صفاً أمام قيادته، ونطالب بتحركات شعبية وبرلمانية، إن التحركات الحكومية مربوطة بحدود آليات العمل الدبلوماسي مما يجعل عملها قد يتأخر، لكن على المستوى الشعبي من برلمان ومؤسسات مجتمع مدني وشخصيات بارزة لسنا معنيين بهذه البروتوكولات، فيجب أن نأخذ دورنا، للحفاظ على البحرين التي نسأل الله أن يحفظها ويحفظ قيادتها، ونقول للأمريكان وجميع من يحيك المؤامرات ضد البحرين، بأن البحرين ستبقى عربية إسلامية خليفية الهوى. إلى متى الانتظار؟وأكد أمين عام جمعية ميثاق العمل الوطني أحمد جمعة أن التقرير لا يشكل صدمة، «لأن أي متابع للمشروع الأمريكي يعرف التدخلات الأمريكية والوثيقة لم تكشف جديداً بل هو تحصيل حاصل لما هو معروف، والمستغرب تسريبها، فهي لم تظهر عفوياً أو بشكل صدفة، كل ما يعلن هو مخطط له ومنظم له، عموماً فالتآمر على الأنظمة والدعم للتيارات الدينية المتطرفة، الجميع متيقن منه ونشاهده بالعين المجردة على الساحة، الأهم من هذا كله إلى متى سينتظر البحرينيون وثائق أكبر، هم يدركون ما فيها وعانوا منها ولدينا معلومات مؤكدة عن ذلك. وتابع: المشكلة واضحة ومشخصة، الأهم من ذلك ما هي الخطوة العملية للتعامل مع هذه الوثيقة، يجب التحرك على الصعيد الشعبي والبرلماني والرسمي، يجب أن تدرك الإدارة الأمريكية أنه سيتعامل معها بالضد، فإذا لم نتحرك فهذه التدخلات لم تتوقف، وعلينا أن نتساءل لماذا نشرت هذه الوثيقة في هذا الوقت، لأن من مصلحة الأمريكان الجمهوريين التشويش على الحزب الديمقراطي في الانتخابات القادمة، وعلينا الاستفادة منذ ذلك؟وأضاف: ما في شك أن الوحدة الوطنية أهم عنصر في صد أي محاولة يتعرض له أي بلد في العالم، كما إن أي مشروع تخريبي يدخل ضمن الوحدة الوطنية، والأزمة البحرينية مثال واضح، إذ نفذت لها من خلال الإطار الطائفي، لذا يجب التوجه للوحدة الوطنية وهي ليست مسألة الدولة فقط، بل لابد من السياسيين وعلماء الدين ومؤسسات المجتمع المدني الاعتناء بالوحدة الوطنية.زعزعة الأنظمةوأكد رجل الدين وعضو مجلس الشورى عبدالرحمن عبدالسلام أن الكثير من المجتمعات العربية تعرف التدخل الأمريكي في زعزعة الأنظمة منذ فترة وبذرت إشارات كثيرة في السنوات الأخيرة وتعامل أمريكا مع الإرهابيين وغيرهم في جميع هذه الدول، وأمريكا لها دور كبير في صناعة الإرهاب منذ الثمانينات وليس لديها صديق كما قالوا، وهي ليست مكاناً حقيقياً للثقة والحكومات لا تثق فيها ولكن من باب القوة التي تملكها في جميع مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والعسكرية، فهي تضغط على الحكومات وتتعامل مع المتناقضات في الدول بما يحقق مصالحها وتثير الفتن في الدول بين الشعب الواحد.وطالب بتشكيل لجنة تحقيق نيابية بشأنها لتصدر قرارات وتوصيات، وذكر أن الجمعيات الأهلية يجب أن يكون لها دور والجامعة العربية ودول مجلس التعاون يجب أن يكون لهم دور، وبين أنه يجب أن تتخذ إجراءات مناهضة وتغيير التعامل مع أمريكا وسفرائها. وشدد على ضرورية الوحدة الوطنية للوقوف أمام أي مخططات خارجية، وذكر أنه لن تستطيع المخططات الخارجية هزيمة دولة شعبها مترابط.الوحدة الوطنيةأما الشيخ أحمد المخوضر، فقد قال: مما لا شك فيه أن الوحدة الوطنية بالبحرين قد تصدعت إلى حد ما، والآن المطلوب من كل الأخيار بالبلد أن يدعوا بقلوب صادقة لخلق الوحدة من جديد ويؤسسوا لها أساساً جديداً ويؤطرونها بإطار قوي، يجب ألا يخجلوا من الطرح لمعارضته من بعض الجماعات، ويجب تخطي الجماعات وطرح أرائهم، للعودة إلى ما كنا عليه والدفاع عن الوطن في كل ما هو مضر به أمنياً وسمعة ومستقبل أبنائنا. أما الإعلامي محمد الخالدي، فقد أكد أن الأحداث التي شهدتها البحرين تبين للعيان مدى تدخل الإدارة الأمريكية في البحرين من خلال دعمها للمتظاهرين، مما يعد تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية للبحرين وكانت عبر خطابات كلينتون، وذكرت أن تحركات 2011 كانت سلمية، وبعد أن اتضح أنها طائفية وبات المجتمع الدولي يدعم البحرين، تغيرت التصريحات الأمريكية. وتابع: ليس غريباً أن تكون تلك التحركات ضمن مخطط مدروس والوثيقة كشفت أمراً بادياً للعيان ولم يكن مخفياً، لذا نطالب بتحركات برلمانية للتصدي لهم، كما نؤكد على الوحدة الوطنية كحل سلمي عادل وشامل لتهيئة الأوضاع لعودة وإنعاش الحركة السياسية والاقتصادية كما كانت في السابق.وقال المواطن يوسف حميد «مما لا شك فيه أن مخططات أمريكا لزعزعة الاستقرار بالدول العربية مكشوفة، ومنها البحرين، وهذه المخططات تتوجب على الحكومة والمؤسسة التشريعية ومؤسسات المجتمع المدني التصدي لها، كما يتوجب على المواطنين التكاتف والوحدة لدحر أي مخطط ينال من الوطن.