افتتح ممثل جلالة الملك المفدى للأعمال الخيرية وشؤون الشباب سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة أمس، مركز عبدالله بن علي كانو لتشخيص وتقييم الإعاقة، تحت رعاية صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى.وأكد سموه عن اعتزازه للثقة الملكية السامية في افتتاح المركز الحيوي والمهم، تأكيداً للاهتمام بالإنسان البحريني في المجالات والمواقع كافة، لافتاً إلى أن الرؤية الثاقبة لجلالة الملك المفدى تأتي من أجل توفير كافة الخدمات على أرض المملكة والاستفادة منها في الظروف المختلفة.وأضاف سموه أن مثل هذه المراكز تسهم في تهيئة الظروف الصحية والاجتماعية والإمكانات اللازمة لتوفير أفضل السبل وتلبية احتياجات ذوي الإعاقة ودمجهم في المجتمع، وإتاحة الفرصة أمامهم ومشاركتهم بفعالية في مسيرة التنمية الشاملة، في ظل العهد الزاهر لجلالة الملك المفدى. وأعرب سموه عن تقديره لكافة الجهود المبذولة من وزارتي التنمية الاجتماعية والصحة وكافة الجهات الأخرى في هذا المجال، عاداً تسمية المركز باسم المغفور له عبدالله بن علي كانو، تأكيداً لتقدير المملكة لرجالاتها الأوفياء ممن قدموا خدمات جليلة للوطن والمواطن.من جانبها رفعت وزيرة التنمية الاجتماعية د.فاطمة البلوشي، جزيل الشكر لجلالة الملك المفدى لتفضله بتخصيص أرض لتشييد مجمع الإعاقة الشامل بمنطقة عالي على مساحة قدرها 3 هكتارات، والتكرم بإنشاء المبنى وتجهيزه إدارياً وفنياً على نفقة جلالته على مساحة 1636 م2. وأكدت أن الأشخاص ذوي الإعاقة في البحرين يحظون باهتمام كبير، ومتابعة حثيثة من لدن العاهل المفدى، حيث أن اهتمام جلالته عبر العقود الماضية تم توجيهه للنهوض بخدمات الأشخاص ذوي الإعاقة.وأضافت «اليوم توجت تلك الجهود مع افتتاح مركز عبدالله بن علي كانو لتشخيص وتقييم الإعاقة، إذ يسهم المشروع في تهيئة الإمكانات اللازمة لتوفير مزيد من الخدمات تلبي احتياجات المعوقين، ودمجهم في المجتمع ومشاركتهم بفعالية في مسيرة التنمية الشاملة، حيث يضم المبنى العديد من العيادات التخصصية».وقالت إن جلالة الملك أمر بتسمية المركز باسم المغفور له عبدالله بن علي كانو، تقديراً لدوره الرائد في العمل الاجتماعي والأهلي ودعمه للعديد من المبادرات الاجتماعية والإنسانية والاقتصادية.وأكدت أن المركز يشغل بالشراكة مع وزارة الصحة من خلال فريق عمل مكون من استشاريين من أطباء العظام والأنف والأذن والحنجرة والعيون والطب النفسي وأخصائيين نفسيين وتقويم النطق واللغة والعلاج الطبيعي والإرشاد الاجتماعي وأخصائيو العلاج المهني.ولخصت البلوشي أهداف المركز في إجراء التقييمات النفسية والاجتماعية والتربوية وقياس مستوى الذكاء والقدرات الذهنية للمعوقين، ودراسة التقارير الطبية والتربوية والنفسية والتأهيلية الخاصة بتقييم كل حالة بصورة دورية، وإعداد التقارير اللازمة بشأنها بما يعزز إدماج المعوقين في المجتمع، وإصدار الشهادة الطبية لنوع الإعاقة ودرجتها بناءً على توصيات اللجنة الوطنية لتشخيص وتقييم الإعاقة، والتشخيص الطبي للأشخاص المعوقين من خلال العيادات التخصصية كعيادة العيون والتقييم البصري والسمعي، وتوفير خدمات العلاج الطبيعي لهذه الفئة، وفرص التدريب المهني اللازم لهم، وفرص العمل للعاطلين منهم، والاستشارات النفسية والاجتماعية لهم ولأسرهم، وإصدار بطاقة المعوقين وصرف المعينات التعويضية لهم. وأشارت إلى الخدمات المزمع أن يقدمها المركز وتتمثل في التقييم والتشخيص باستخدام الاختبارات النفسية والذهنية واعتماد نوع ودرجة الإعاقة، والخدمات التشخيصية وخدمات التقييم الاجتماعي والنفسي، وتقييم القدرات الذهنية والاجتماعية والمهنية والنطقية واللغوية والأكاديمية الخاصة بالأشخاص المعوقين، والخدمات التأهيلية والاستشارية، والتدريب المهني اللازم.وأوضحت أن المستفيدين من المركز هم جميع الأشخاص المعوقين في المملكة من جميع الأعمار لكلا الجنسين، ممن سبق تقييمهم وتشخيصهم أو من لم يسبق لهم التقييم والتشخيص لجميع أنواع الإعاقات «الذهنية والنفسية والجسدية والبصرية والسمعية والمتعددة».من جانبه عبر وزير الصحة صادق الشهابي عن سعادته وتشرفه لمشاركته في افتتاح مركز عبدالله علي بن كانو للتشخيص والتقييم وتأهيل الإعاقة. وتقدم ببالغ الامتنان والعرفان لجلالة الملك المفدى، على مبادرته الكريمة لدعم المشروعات الإنسانية لذوي الإعاقة وتوفير الخدمة الضرورية، إيماناً من جلالته والحكومة الرشيدة بأن تحسين جودة الخدمات الصحية إنما هي ضرورة ملحة للارتقاء بمستوى الحياة لجميع من يعيش على هذه الأرض، من خلال تطوير وافتتاح المرافق الصحية، واعتماد أحدث التقنيات العلمية المعاصرة في العلاج والتشخيص، لافتاً إلى أن افتتاح مركز كانو يأتي تجسيداً لتلك المعاني والقيم النبيلة. وأضاف وزير الصحة أن المشروع يسهم في تهيئة الإمكانات اللازمة لتوفير مزيد من الخدمات تلبي احتياجات ذوي الإعاقة ودمجهم في المجتمع ومشاركتهم بفعالية في مسيرة التنمية الشاملة، عاداً المركز من أضخم المشروعات من شأنها أن تحدث نقلة نوعية في طبيعة الخدمات المقدمة للأشخاص المعوقين في ظل المستجدات والاحتياجات من الخدمات، وتنفيذاً لاستراتيجية التشخيص والتقييم والمسح الشامل لكافة فئات الإعاقة المنبثقة بالتعاون بين وزارتي الصحة والتنمية والاجتماعية.واعتبر المركز باكورة التعاون المشترك بين الوزارتين، في تنفيذ استراتيجية التشخيص والتقييم والمسح الشامل لكافة فئات الإعاقة، حيث تم العمل بالتنسيق والتعاون مع وزارة الصحة لتجهيز المبنى بالمعدات الطبية اللازمة والكادر الوظيفي المؤهل.وتقدم الشهابي بالشكر الجزيل لجلالة الملك المفدى والحكومة الرشيدة، وفريق العمل المشكل من ممثلين عن وزارتي الصحة والتنمية الاجتماعية لتذليل جميع العقبات، والتأكد من جميع المستلزمات المطلوبة حسب الخطة الموضوعة لافتتاح المركز وفي الوقت المحدد.حضر افتتاح المركز أبناء المغفور له الوجيه عبدالله بن علي كانو، والمسؤولين بوزارتي التنمية الاجتماعية والصحة والمؤسسات الأهلية والمعنيين بالأشخاص ذوي الإعاقة في البحرين. وكانت البحرين انضمت إلى ركب دول أظهرت التزاماً حقيقياً بتغيير الصورة النمطية تجاه الأشخاص المعوقين من العزل إلى الدمج، ومن الرعاية إلى أعمال الحقوق ومن الاستبعاد إلى الشمول، بعد أن صادقت على الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وتدشين الاستراتيجية الوطنية للمعوقين بهدف اتخاذ خطوات ملموسة تنفيذاً للالتزامات الواردة فيها، ووضع مسار محدد للجهود الموجهة لخدمتهم، لاسيما أن الاستراتيجية انطلقت من رؤية حكومة البحرين للعمل على بناء مجتمع بحريني قائم على التكامل والتماسك والشراكة والعدالة بما يحقق للمملكة موقعاً إقليمياً وعالمياً مميزاً في مجال السياسات الاجتماعية المتكاملة.