قدم الشيخ د.محمد النابلسي مساء أول أمس أمسيته الثانية ضمن برنامج «السعادة مع الله» والذي أطلقه مشروع البر لسمو الشيخ خليفة بن علي آل خليفة استعداداً لشهر الله الفضيل، بعنوان «يحبهم ويحبونه» بمسجد محمد الزامل وبحضور كثيف من المصلين.ويدأب مشروع البر في إطلاق سلسلة من المحاضرات التوعوية يستضاف من خلالها جمع من المشايخ ورجال الدين ذوي الدراية والمعرفة العميقة والقبول لدى المجتمع وبالأخص الشباب، ليقدموا للمجتمع والعالم رسالات محمدية رفيعة المستوى، تنضوي بثناياها النصائح والإرشادات والتذكيرات التي يحتاجها الناس، بل هم في أمس الحاجة لها. ويستلم الشيخ النابلسي طرف الحديث قائلاً «الله الذي خلقنا، رزقنا وحياتنا وسعادتنا ومن معنا ومن فوقنا، وتحتنا، كلهم بيده، ومع كل هذا ما أراد أن يعبده مكرهاً، فقال جل تعالى ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي»، فأراد أن تكون العلاقة به علاقة حب، فقال «يحبهم ويحبونه»، واللذين آمنوا أشد حباً لله، فأراد الله أن تكون المحبة أصل العلاقة به». ويزيد «للإنسان قلب، وعقل يدرك، وجسم يتحرك، كان لدينا في الجامعة وبكلية من أهم الكليات أستاذ علم نفس يصنف من أقوى الأساتذة بالعالم العربي بهذا المجال، قال ذات يوم مقوله لاتزال تتردد بداخلي «أي إنسان لا يجد حاجة في نفسه لأن يحب أو يحب فليس من بني البشر».ويتابع «الحب شيء لا بد منه، ولكن البطولة أن تختار من تحب، ومن اختار الله فهو الأسعد والأنجح والرابح، أختار الأزلي الأبدي، اختار صاحب الأسماء الحسنى، وحينما تختار جهة غير الله لتمنحها حبك، فأنت أكبر الخاسرين، الله أهل أن تحبه، وتطيعه، وتبذل لأجله الغالي والنفيس». ويكمل الشيخ النابلسي الحديث وسط متابعة الحضور بقوله «بالقرآن آيات كثيرة، يقول تعالى «أنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة»، وهي من أدق الآيات للعبرة والموعظة للإنسان، فإن لم ينفق أو أنفق بكثرة فهو محاسب، فعليه وفقاً لذلك كله أن يكون وسطياً، وإذا أراد المرء أن يحبه الله، فهنالك دلائل على ذلك، أن الله يحب المحسن، والإحسان يمتد لتحسن إلى نفسك، لأنك إذا عرفت نفسك عرفت الله عز وجل، والإحسان يمتد للزوجة وللأولاد، هنالك حب لله يتفرع منه حب الرسول (ص) والقرآن والمساجد والمؤمنين والأعمال الصالحة، وعليه فهنالك أصل، وفروع.