يضطر النظام السوري لشراء البترول والوقود من الثوار بعد أن نجحوا في السيطرة على حقول النفط بالكامل في شرقي البلاد، ونجحوا في تكريرها وتصديرها، وفي مقابل موافقة الثوار على تزويد النظام في النفط فإن القوات التابعة للأسد تسمح لهم بتصديره أيضاً عبر البحر الى وجهات مختلفة.وكشفت جريدة "الغارديان" البريطانية أن النظام السوري يضطر لدفع أكثر من 150 مليون ليرة (حوالي مليوني دولار) شهرياً وذلك مقابل أن لا يقطع المقاتلون إمدادات النفط التي تصل عبر الأنابيب من الحقول الشرقية إلى كل من اللاذقية وبانياس.وبحسب "الغارديان" فإن جبهة النصرة التي أصبحت تسيطر على غالبية حقول النفط في شرقي سوريا أبرمت اتفاقاً مع النظام تتمكن بموجبه من تمرير النفط الخام إلى الساحل ومن ثم تصديره عبر البحر الأبيض المتوسط الى وجهات مختلفة.ويقوم الثوار المتمركزون في مناطق الرقة ودير الزور بتكرير كميات من النفط الخام لاستخراج وقود التدفئة، إضافة إلى الديزل والبنزين المستخدمين في تشغيل السيارات، ومن ثم يقومون بتزويد العديد من المناطق في شمالي سوريا بها، بما في ذلك محافظة حلب، فيما يقومون بتصدير كميات أخرى من الخام براً الى تركيا.وقال أبوالبراء، وهو قيادي في جبهة النصرة، في حديث لجريدة "الغارديان" عبر الهاتف من دير الزور: "أستطيع التأكيد الآن أن كافة حقول النفط السورية أصبحت في أيدي المقاتلين، هناك منشأة نفطية واحدة فقط في الحسكة تسيطر عليها مجموعة كردية، إضافة إلى حقلي نفط على الحدود مع العراق قام الجيش العراقي بتطويقهما ولا نعلم ما الذي يجري فيهما".المعارضة تنجح في اختراق العقوباتومع تواتر هذه المعلومات المتعلقة باستمرار استخراج وتكرير وتصدير النفط في المناطق المحررة، فإن الثوار السوريين يكونون قد نجحوا في اختراق العقوبات الدولية المشددة على بلادهم، بينما فشل النظام في ذلك على الرغم من الدعم الذي يتلقاه من العديد من الدول، وعلى الرغم من أن غالبية ثروات النفط السورية موجودة بالقرب من الحدود مع العراق، حيث ثمة تحالف مع نظام الأسد.ودفع نجاح المقاتلين جريدة "الغارديان" الى القول إن العقوبات الدولية على النظام السوري ساعدت المعارضة بالفعل في السيطرة على الأرض، حيث تأثر النظام فعلاً بحظر استيراد النفط من سوريا، إلا أن المقاتلين لم يتأثروا بذلك.وتقول التقارير إن مجموعات الثوار لم تسيطر على حقول النفط في الرقة وحدها، وإنما أصبحت منذ أيام تسيطر على الحقول في كل من دير الزور والحسكة، فيما تشارك بعض مجموعات الأكراد في ادارة العمل في الحقول الموجودة في المناطق الكردية، وهو الأمر الذي يعني أن الثوار أصبحوا يسيطرون على كامل حقول النفط السورية، ويديرونها بكفاءة عالية.وكانت جريدة "ديلي تلغراف" نشرت تقريراً قالت فيه إن قوات المعارضة السورية تبيع برميل النفط بـ30 دولاراً فقط في الوقت الذي يتجاوز فيه سعر البرميل الواحد في الأسواق العالمية مستويات 95 دولاراً، كما أن لديهم مصافٍ بدائية يقومون من خلالها بتكرير النفط حيث يتم استخراج 30 لتراً من البنزين من كل ستة براميل نفط، اضافة الى نحو ثلاثين لتراً من وقود الطبخ، وأكثر من ذلك بقليل من الديزل المستخدم في تشغيل الآليات الكبيرة.