قال القائم بأعمال مدير عام الاتصال الخارجي بهيئة شؤون الإعلام الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة إن التغطية الموضوعية والمتوازنة لأوضاع البحرين، غابت عن بعض وسائل الإعلام البريطاني، رغم ما شهدته المملكة من تطورات ومكتسبات ديمقراطية في إطار المشروع الإصلاحي لجلالة الملك، مشيراً إلى أن وسائل الإعلام بمختلف أشكالها بين الجانبين؛ لم تكن على مستوى باقي المجالات الأخرى في دفع علاقات التعاون والشراكة، بل لعبت بعض وسائل الإعلام البريطانية دوراً سلبياً في هذا المجال.وأضاف عبدالله بن أحمد لدى مشاركته في ورشة «العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي والمملكة المتحدة» في لندن، 12 و13 يونيو الجاري، أن أهم ما يميز المشروع الإصلاحي أنه مشروع شامل لكافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ويتسم بالتجديد والتطور والتدرج بما يتناسب مع تطلعات شعب البحرين، كما أن هناك العديد من الإنجازات الحكومية التي تحققت ومازالت في البحرين على صعيد الإصلاح والتنمية دون أن تحظى بالمتابعة الإعلامية البريطانية الكافية.. فيما يتم التركيز على أحداث معينة دون تدقيق أو تأكد من صحتها.وتابع أن وسائل الإعلام البريطانية تناولت العديد من القضايا والأحداث في منطقة الخليج بسلبية، سواء من حيث عدم مراعاة خصوصية المجتمعات الخليجية ودرجة تطورها، فضلاً عن ميل تلك الوسائل إلى التصنيف القبلي والطائفي والعرقي عند التطرق إلى هذه المجتمعات. وواصل عبدالله بن أحمد: بنظرة سريعة على تغطية الصحافة البريطانية لعدد من قضايا المنطقة نجد أن هناك تحيزاً واضحاً، بينما أدى عدم وجود نظام اتصالات فعال ومستدام بين دول الخليج والمملكة المتحدة إلى استمرار تكريس الصور والتصورات النمطية الجماعية والمفاهيم الخاطئة التي من شأنها إلحاق الضرر بمحاولات تطوير التعاون والشراكة. ولفت عبدالله بن أحمد لخطورة عدم المام الجمهور البريطاني للأحداث الجارية في الخليج بسبب التغطية الإعلامية، بما يؤدي إلى الفهم المحدود وعدم الشمول ومن ثم تأثير سلبي في تصورات المواطن البريطاني عن المنطقة وإلى احتمالات ردود فعل سلبية على المستوين الشعبي والبرلماني في ظل الاستناد إلى مصادر ونشطاء غير محايدين في نقل الأخبار والأحداث، ونشر تحقيقات صحفية لمراسلين ليس لديهم إلمام كاف بأحداث المنطقة وطبيعة التفاعلات القائمة وتجاهل الإنجازات التي حققتها بعض دول مجلس التعاون على صعيد التطور الديمقراطي والحريات.وشدد عبدالله بن أحمد على أهمية إيجاد علاقات إعلامية أكثر توازناً بين مجلس التعاون والمملكة المتحدة باعتبار أن وسائل الإعلام هي الأداة الرئيسة القادرة على تعزيز علاقات الجانبين وصولاً إلى شراكة متطورة، داعياً إلى إنشاء إطار مؤسسي يجمع جمعيات الصحافة الخليجية والبريطانية لتحديد سبل التواصل يرفدها جهد أكاديمي لاستكشاف آفاق جديدة لمزيد من الإلمام والفهم لأوضاع وطبيعة منطقة الخليج، فضلاً عن إقامة مزيد من الندوات وورش العمل المشتركة وكذلك برامج تبادل الخبرات الصحفية والإعلامية.ونظم مركز الخليج للأبحاث بالتعاون مع المعهد الملكي للشؤون الدولية «تشاتام هاوس»، ورشة «العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي والمملكة المتحدة»، بهدف مناقشة القضايا الرئيسة بين الجانبين واستكشاف أفضل السبل لخدمة المصالح المشتركة.وتضمنت الورشة 4 جلسات في اليوم الأول، بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين والباحثين، تناولت الأولى العلاقات الخليجية – البريطانية في سياق التحولات الإقليمية جراء عدم الاستقرار في عدد من الدول العربية والتقارب الأمريكي – الإيراني، وركزت على الإجراءات الممكن اتخاذها من كلا الجانبين لتحديد مجالات التعاون وتحسين جوانب سوء الفهم بينهما. وخصصت الجلسة الثانية، للحديث عن التغيير السياسي وأثره على العلاقات بين دول مجلس التعاون والمملكة المتحدة، حيث تحاول دول المجلس التأقلم مع الأوضاع المتغيرة في منطقة الشرق الأوسط وتفادي مناخ التوتر، فيما تسعى بريطانيا للتوافق بين قيمها الرسمية ومصالحها في المنطقة.وسلطت الجلسة الثالثة، الضوء على علاقات الأمن والدفاع بين الجانبين وأولويات كل طرف من أجل بناء علاقات استراتيجية أكثر تقدماً، بينما ركزت الجلسة الرابعة على واقع علاقات دول مجلس التعاون والمملكة المتحدة في بيئة وسائل الإعلام الحديثة. وشهدت فعاليات اليوم الثاني جلستين بعنوان «الاتحاد الأوروبي.. التجربة البريطانية» شملت مناقشة الدروس المستفادة من تلك التجربة، عبر مقارنة بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي، العقبات التي واجهت الاتحاد الأوروبي وصولاً إلى تطوير مؤسساته، تقييم انضمام بريطانيا للاتحاد الأوروبي.