قال الكاتب البريطاني «توني دوهايم» إن رفض المعارضة البحرينية لحكومتهم ينم عن كون المطالبة بالديمقراطية ليست أكثر من غطاء سياسي وتلميع صورة مطالب طائفية غير شرعية، مؤكداً أن السلطات البحرينية لديها كامل الحق الشرعي في وقف التدخل الإيراني في بلادهم، وداعياً العالم لكبح هذا التدخل ورفضه، بموقف معلن تجاه التدخلات الإيرانية المتكررة. ولفت دوهايم إلى أن حركات مثل «حق» و»14 فبراير» البحرين تذكرنا بزمن سيطرة الخميني، وتدل على كل شيء إلا الحرية و الديمقراطية، مؤكداً أن المعارض د. سعيد الشهابي ليس ناشطاً حقوقياً ولا ممثلاً حقيقياً للديمقراطية في البحرين، وقد أفسد قضيته ودمرها بتورطه في العمل مع النظام الإيراني وتنفيذ إملاءتها. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته جامعة لندن أمس الأول بعنوان «هل إيران تنتهك حقوق الإنسان؟» بمشاركة عدد من السياسيين الغربيين وأساتذة الجامعات من مختلف دول العالم وعدد من طلاب الجامعات إلى جانب حضور عدد كبير من مراسلي الصحف ووسائل الإعلام المختلفة. وتناول المؤتمر عدة محاور هامة منها انتهاك حقوق الأقليات العرقية كالعرب والبلوش، التدخل الإيراني السافر في البحرين والعراق وسوريا واحتلالها للجزر الإماراتية، إلى جانب عرض بعض النشطاء من العراق وسوريا عبر السكايب تجاربهم من التدخلات الإيرانية في مساعدة أنظمتهم على قمع المعارضين.وقال محرر كتاب «حروب إيران الخاطفة» توني دوهايم إن ما كان يجري في البحرين من تظاهر سلمي، سرعان ما تحول إلى عداء مسلح من جهة المعارضة، كما تحول المشهد إلى ساحة حرب من جانب المعارضة للانقضاض على السلطة في البحرين، واصفاً هذا التحول الخطير بـ «المرحلة السوداء»، التي بذلت جهوداً حثيثة للتغلب عليها، والمضي نحو المرحلة البيضاء بعد عرض حكومة البحرين حواراً وطنياً يجمع أطياف المجتمع. وأرجع دوهايم فشل الحوار وعدم حل الأزمة لوقوف رموز المعارضة في وجهه كل من كان بمقدوره حل الأزمة البحرينية ومنهم د. سعيد الشهابي، حيث وثق دوهايم لتورط الشهابي مع إيران عبر عرض صور له في المركز البريطاني الإيراني بلندن. من جانبه تساءل الكاتب الصحفي بصحيفة «وول ستريت جورنال» ميتشل بليفر، عن حقيقة التدخل الإيراني المباشر في شؤون البحرين ابتداء بالتصريح الأخير لمساعد وزارة الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان الذي هدد فيه البحرين برد عدائي غير متوقع رداً على مداهمة النظام لمنزل أحد المراجع الدينية الذي يعده الراديكاليين مرشداً روحانياً للحراك الشعبي، عارضاً صورة تم تداولها بشكل واسع في الإعلام يقوم بها الهاشمي بتقبيل رأس الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، واصفاً تناقض المبادئ لدى بعض أطراف المعارضة بـ»غير العقلاني. وأكد بليفر أن إيران تستخدم المعارضة البحرينية بزعامة الوفاق كما استخدمت حزب الله اللبناني من أجل مصالحها الشخصية فقط. من ناحيته قال الناشط العراقي ربيع الحافظ ان إيران كانت تعتقد أن سيناريو العراق سيتكرر مرة أخرى في البحرين ومن بعده يتم تطبيقه على باقي دول الخليج، وهو ما يؤكد المطامع الإيرانية في البلدان العربية بتكوين إمبراطوريتها الفارسية، لكن هذا الحلم فشل، ونرى البحرين اليوم أقوى من أمس وشعبها كشف سياسة إيران الخبيثة للسيطرة على بلادهم، ونحن في العراق اليوم نعاني من التدخل الإيراني ودعمه لنظام المالكي، فإيران تريد إعادة إمبراطوريتها وبنائها على دماء العرب.ومن ناحيتها تطرقت الباحثة منى شتحونة من جامعة كوين ماري الى احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث وانتهاكها لحقوق المواطنين الإماراتين على هذه الجزر، وأبرزت شتحونة وثيقة تتضمن تهديداً إيرانياً صريحاً بطرد المواطنين الإماراتيين الذين يسكنونها ما لم يقبلوا بشرعية إيران وسيادتها على بلادهم، واعتبرت شتحونة ذلك إقراراً ضمنياً من الطرف الإيراني باغتصاب الجزر واحتلالها دون حق، ووثقت هذا الاعتبار بوثائق من الأمم المتحدة تتضمن إقراراً دولياً بشرعية المطلب الإماراتي بالسيادة على الجزر ورفض إيران التحكيم الدولي في هذه القضية لعلمها المسبق ببطلان ادعائها بملكية أبو موسى وطنب الصغرى والكبرى.بدوره أشار رئيس مكتب لندن لمنظمة الخليج الدولية لحقوق الإنسان الكاتب الصحفي أمجد طه لانتهاك إيران لحقوق سكان إقليم الأحواز العربي المحتل إيرانياً وتهميش هويتهم العربية بحرمانهم من التغني بحضارتهم العربية في أبسط صورها، وهي تسمية أبنائهم بأسامٍ عربية ومنعهم من التحدث بلغة الإسلام الذي تدعي زوراً نصرته وهذا سلب لأبسط حقوق الإنسان. وأكد طه أن إيران لم تكتف بطمس الهوية العربية بل عمدت إلى تلويث الهواء الأحوازي بتركيز مصانعها في هذا الإقليم بالإضافة الى تجريب مفاعلاتها النووية هناك في منطقة أبو شهر، مبرزاً تقريراً لمنظمة الصحة الدولية تؤكد فيه أن الأحواز تعاني من أعلى نسبة تلوث هواء على الصعيد العالمي وليس الإيراني فقط.يشار إلى أن المؤتمر شهد قيام عدد من المعارضين البحرينيين المقيمين في لندن بالتجمع خارج حرم الجامعة في مظاهرة تدعو لإيقاف المؤتمر والهتاف ضد عقده.