أكد متحدثون في ندوة نظمتها وزارة التربية والتعليم، على هامش الدورة السادسة والعشرين لمجلس حقوق الإنسان المنعقدة حالياً في جنيف بالتعاون مع البعثة الدائمة للبحرين، أن الأحداث الأخيرة سببت انعكاسات سلبية على الساحة المدرسية، من ممارسات غير تربوية أدت إلى تخريب المنشآت التعليمية والتأثير على الطلبة من الناحية النفسية، نتيجة الزج بهم في أتون الصراعات السياسية والطائفية، مشيرين إلى الخسائر الفادحة التي تكبدتها المملكة جراء هذه الاعتداءات المتكررة والمستمرة والتي تمس جوهر الحق في التعليم.وعرض المتحدثون، في ندوة حول واقع التعليم في البحرين وتأثير الأحداث التي شهدتها المملكة في المساس بالحق في التعليم وتحدث فيها مديرة إدارة التخطيط والمعلومات القائم بأعمال الوكيل المساعد للتعليم العام والفني بوزارة التربية والتعليم لطيفة البونوظة، ورئيس المعلومات والمساندة بمكتب وزير التربية والتعليم راوية القصيبي، وأدارتها السكرتير الأول للبعثة الدائمة بدور أحمد، الصورة الحقيقية لواقع التعليم في البحرين والصورة الحقيقية للمدارس والجهود التي تبذلها الدولة في تكريس الحق في التعليم وتوفيره للجميع على قدم المساواة دون تمييز بين فئات المجتمع، في إطار التكافؤ وتنويع الفرص التعليمية لتشمل ذوي الاحتياجات الخاصة والطلبة المتفوقين والعاديين في المدارس الحكومية.وأشاروا إلى الخدمات المساندة التي توفرها الدولة للطلبة ذكوراً وإناثاً، وأبرز ملامح النظام التعليمي في البحرين، وخاصةً إلزاميته في مراحله الأولية ومجانيته حتى نهاية المرحلة الثانوية، الإمكانات المتاحة للمتعلمين بمختلف أعمارهم وجنسياتهم للحصول على المقعد الدراسي بكل يسر وسهولة.وأجاب المنتدون عن الأسئلة التي تم طرحها خلال العرض، وقدموا التوضيحات اللازمة بشأن واقع التعليم في البحرين، حيث ركزت المشاركات والمداخلات على أهمية وجود إستراتيجية على المستويين الوطني والإقليمي لمعالجة مشكلة استهداف المؤسسات التعليمية والاعتداء عليها، وأهمية الشروع في اتخاذ خطط احترازية لمواجهة هذا العنف الموجه للمدارس.جدير بالذكر أن صورة التعليم في التقارير السنوية لمنظمة اليونسكو «التعليم للجميع» تبدو مشرفة، إذ إن البحرين مصنفة ضمن الدول ذات الأداء العالي، وتميزت على صعيد الدول العربية في تحقيق نسبة استيعاب صافية في التعليم الابتدائي تقارب 100%، وكذلك الشأن بالنسبة لتكافؤ الفرص بين الجنسين، وتحقيق أدنى نسبة في الأمية تبلغ «2.46%»، كما تمكنت البحرين من دمج جميع الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة القابلين للتعلم في المدارس الحكومية، إذ إن 67 مدرسة حكومية تعتبر اليوم مدارس لدمج الفئات الخاصة، بمن في ذلك طلبة التوحد والتخلف العقلي البسيط ومتلازمة داون، كما تلتزم الوزارة سنوياً بتخصيص بعثات لخريجي المرحلة الثانوية من ذوي الاحتياجات الخاصة بغض النظر عن معدلاتهم.