مرة أخرى يتعرض الإنجليز لفشل جديد في بطولة كأس العالم، حيث خرج رسمياً أمس منتخب "الأسود الثلاثة” من البطولة للمرة الأولى منذ عام 1958، بعد خسارته في أول مباراتين في المجموعة على يد إيطاليا وأوروغواي بنفس النتيجة 2/1.إنجلترا التي لم تتجاوز مرحلة ربع النهائي في المونديال منذ عام 1990، ولم تفز بالبطولة قط سوى مرة واحدة عام 1966، تمتلك فرصة ضئيلة للعبور لدور الـ 16، بالفوز على كوستاريكا وخسارة الأخيرة والأوروغواي أمام إيطاليا.لكن بعيداً عن هذه الحسابات، وحتى لو تأهلت إنجلترا لدور الـ 16، فهي بنسبة كبيرة لن تصل لأبعد من ذلك، وهذا شيء "مشين” للأمة التي اخترعت كرة القدم، ولمنتخب عريق وصاحب اسم مرموق.الأسباب التي أدت إلى ما وصل إليه حال المنتخب الإنجليزي، هي نفسها الأسباب التي تسببت في الفشل في البطولات الكبرى في العقود الماضية، فالاتحاد الإنجليزي ورابطة الأندية هما من يتحملان الجزء الأكبر من المسؤولية عن هذا "الانحدار”، باهتمامهم بالبطولات المحلية وتلميعها حتى لو كان ذلك على حساب المنتخب.1 - روزنامة الكرة الإنجليزية وتحديداً في الدوري الإنجليزي التي لا تعترف بالعطلة الشتوية، وهنا مربط الفرس، فاستمرار اللعب طوال العام وفي 3 مسابقات محلية "شاق” بدنياً، ناهيك عن البطولات الأوروبية، فـ”يقتل” اللاعبين الإنجليزين "بدنياً”، ويجعلهم مرهقين ومجهدين في المحافل الدولية التي تأتي في فصل الصيف دائماً، عكس لاعبي المنتخبات الأخرى الذين يحصلون على راحة شتوية في دورياتهم.2 - التدخل المستمر من الاتحاد الإنجليزي في أمور المنتخب وتفاصيل الفريق، وهو ما ظهر واضحاً في قضية سحب الشارة من جون تيري، واستقال على أثرها المدرب الإيطالي فابيو كابيلو، في حين ادعت تقارير صحافية أن الاتحاد الإنجليزي يتدخل أيضاً في اختيارات المدرب!3 - الاختيارات السيئة للمدرب روي هودجسون الذي يبدو أنه خضع كلياً للاتحاد الإنجليزي في اختياراته، فرغم المطالبات بعودة جون تيري بعد تألقه في الموسم الماضي برفقة تشيلسي، إلا أن هودجسون رفض الأمر وفضل الاستعانة بمدافع إيفرتون جاجيلكا الذي كان "ثغرة” استغلها المنتخب الأوروغوياني بنجاح في هزيمة إنجلترا، الأمر نفسه بالنسبة لآدم جونسون الذي كان في رأيي أحد نجوم الموسم وساهم في "ملحمة” بقاء سندرلاند، ومع ذلك فضل هودجسون عليه أسماء غريبة مثل ويلباك!4 - عدم وجود "ملهم” وعقل مفكر لدى المنتخب الإنجليزي، دعونا ننظر إلى مباراتي إيطاليا وأوروغواي، سنجد أن عناصر الحسم جاءت من نجمي المنتخبين أندريا بيرلو ولويس سواريز. البعض قال إن الملهم هو جيرارد، لكن الأخير منذ نهاية الموسم الماضي يلعب لصالح المنافس، واسألوا "ديمبا با”!5 - الصحافة الإنجليزية الحادة.. وصف البعض الصحافة الإنجليزية بأنها صحافة "هدامة” تنتقد بشكل حاد وتهتم فقط بإثارة المشاكل داخل المنتخب، لدرجة تدفع اللاعبين للهروب من تمثيل المنتخب على غرار جون تيري وريو فرديناند ومايكل كاريك.في الأخير، يجب التأكيد على أن إنجلترا تمتلك كل شيء لتصبح رائعة على المستوى الدولي كما هي على المستوى المحلي، لكن ذلك يتطلب إزالة الأسباب الحقيقية لهذا الفشل، وإلا فسيستمر الوضع كما هو عليه.
بالعربي.. إنجلترا تقتل نفسها بنفسها!
21 يونيو 2014