يشير الأصل اللغوي لكلمة «مبادرة» إلى: المسارعة والسبق إلى اقتراح أمرٍ أو تحقيقه، وهذا ما تنتهجه محافظة العاصمة حيث اتباع أسلوب «المبادرة» والإيجابية في تلمس مشكلات المواطنين والمقيمين وحلها، وذلك انطلاقاً من رؤيتها التي تقوم على التميز في خدمة المواطنين والمقيمين من أجل حياة فضلى وتنمية مستدامة. ولعل أبرز الأمثلة على ذلك كيفية تعاطيها مع مشكلة «البيوت العشوائية» في العاصمة؛ فبعد تكرار حوادث الحريق المؤسفة التي شهدتها المباني التي تقطنها العمالة الوافدة، وتحديداً بعد الحادث المؤسف الذي وقع يوم السبت 12 يناير 2013 وراح ضحيته 13 من قاطني المبنى أصدر مجلس الوزراء الموقر قراراً يقضي بتشكيل فريق عمل ميداني برئاسة المحافظ في كل محافظة، وذلك بهدف (حصر المباني والمساكن التي تشكل خطورة على ساكنيها ومرتاديها).وقد باشرت محافظة العاصمة فوراً بتشكيل فريق العمل برئاسة محافظ العاصمة ضم هيئة الكهرباء والماء، ووزارة الصحة، ووزارة العمل، ووزارة الأشغال، والدفاع المدني، وهيئة تنظيم سوق العمل، وبلدية المنامة، وبدأ الفريق بممارسة عمله ميدانياً في حصر تلك المباني وتقرير أوضاعها، وذلك بإنشاء قاعدة بيانات ضمت عناوين (864) بيتاً عشوائياً، غير أن محافظة العاصمة أخذت على عاتقها دوراً أكثر ريادية يتمثل في «تعديل» أوضاع تلك المباني والمساكن المخالفة وإزالة المخالفات منها وعدم الاقتصار على «حصر المنازل والمباني»، مستفيدة من المداخل القانونية لبعض أعضاء اللجنة مثل الصلاحيات الممنوحة لهيئة شؤون الكهرباء والماء بقطع الكهرباء حال وجود خلل يستدعي الإصلاح العاجل حفاظاً على أرواح وسلامة الساكنين. ومنذ ذلك الوقت استطاعت محافظة العاصمة إزالة مخالفات (328) بيتاً عشوائياً من أصل (864) بيتاً تم رصدها، بعد (488) زيارة عمل قام بها أعضاء فريق العمل خلال (13) شهراً، حيث كان الهاجس الأكثر إلحاحاً على فريق العمل ورئيسه هو تكريس كل الجهود والطاقات من أجل الحفاظ على أرواح الناس وسلامتهم، وضمان عيش ساكني تلك البيوت في أماكن تضمن لهم أمنهم وسلامتهم وصحتهم وكرامتهم إضافةً إلى الحفاظ على الوجه الحضاري لمملكة البحرين التي تعلي من شأن الإنسان وتحفظ حقوقه وكرامته. ومن باب إرجاع الفضل لأهله فإن فريق العمل الذي تشكل من الجهات المعنية برئاسة محافظ محافظة العاصمة مثل نموذجاً رائعاً للتعاون والتنسيق بين الجهات الحكومية المعنية وقام بعمله بمنتهى الجدية وضاعف جهوده ومارس صلاحياته من أجل الحفاظ على أرواح الناس وسلامتهم الأمر الذي كان ولايزال وسيبقى هو هاجس الجميع.