أكد القائد العام لقوة دفاع البحرين المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، أن المخاطر الإقليمية والدولية تحتم على الجميع تقوية الصفوف وزيادة التقارب وتنسيق الجهود والطاقات.وقال القائد العام لدى نيابته عن صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى، لتخريج دورة القيادة والأركان المشتركة السادسة أمس، إن البناء الذاتي وتنويع مصادر المنظومات العسكرية حقق التوازن الاستراتيجي الخليجي.وأضاف «يسعدني في هذا اليوم المبارك وأنا أشاطركم فرحتكم، أن أتوجه بعظيم الشكر والتقدير إلى جلالة الملك المفدى على رعايته لهذا التخريج، وأن أنقل لكم تحياته ومباركته لكم بتخريج الدورة السادسة للقيادة والأركان المشتركة، التي انطلقت منذ سبتمبر 2013 بالكلية الملكية للقيادة والأركان بقوة دفاع البحرين».وأردف «يسرني الترحيب بإخواننا من القوات المسلحة بالدول الشقيقة ممن شاركوا إخوانهم الدورة، وتبادلوا معهم الخبرات والمعرفة انطلاقاً من الانسجام والتكامل بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي يأتي استجابةً لطموحات أصحاب الجلالة والسمو قادة دولنا ومواطني دول المجلس لتحقيق مسيرة التعاون والتنسيق والتكامل في مختلف المجالات للوصول إلى مرحلة الاتحاد».وتابع «إن إتمامكم بنجاح كافة متطلبات درجة الماجستير في العلوم العسكرية الذي تم وضع منهاجه وفق أحدث العلوم العسكرية، ويحاكي الواقع في التحصيل معتمداً على أسلوب التفاضل والتكامل، وزيادة المعارف والمهارات والخبرات العسكرية كماً وكيفاً، ليحقق بذلك أعلى مستويات التأهيل والانفتاح المتزايد في القدرة على اتخاذ القرارات، وتحمل المسؤوليات، واتساع المفاهيم للقائد العسكري، لتكون لديه مقدرةً أكبر على مواجهة الظروف والمستجدات، واتخاذ القرارات المناسبة بكل كفاءةٍ واقتدارٍ عمقاً وثراءً».وقال إن «التخريج جاء تتويجاً لجهود طيبة بذلتموها أثناء تحصيلكم العلمي، وبفضل أفكار عميقة أبديتموها وطرحتموها في بحوثكم المثمرة، فضلاً عن حواراتكم ومناقشاتكم النيرة التي أتيحت لكم لزيادة فرصة تفاعلكم مع البرنامج التدريبي للدورة، وخروجكم بمبادراتٍ وأطروحاتٍ بناءةٍ من شأنها أن تجعل منكم إضافةً متقدمةً لقواتكم المسلحة، وأوطانكم العزيزة، وهنا أتوجه بالشكر إلى هيئة التوجيه بالكلية الذين أسهموا بجهودهم المخلصة، ومساعيهم الخيرة في نجاح الدورة، راجياً من الله أن يوفقهم في تحقيق الأهداف المنشودة».وأضاف القائد العام «نعيش اليوم في عالمٍ يموج بالمخاطر الإقليمية والدولية، ولا يخفى عليكم ما تمر به المنطقة من أزماتٍ وتهديداتٍ من كل حدبٍ وصوبٍ، مما يحتم علينا جميعاً تقوية صفوفنا، وزيادة تقاربنا وتعاوننا، وتنسيق جهودنا وطاقاتنا، لنكون يداً واحدةً، وقوةً متماسكةً قادرةً على مواجهة التحديات والمخاطر، انطلاقاً من الرؤية المشتركة، والمواقف الموحدة تجاه الأوضاع الإقليمية للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، وإرساء علاقات الجوار الطيبة القائمة على أساس الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، ونبذ استخدام القوة أو التهديد بها». وذكر أن «دول مجلس التعاون توثقت أواصر تعاونها باتفاقية الدفاع المشتركة القائمة على مبدأ أن أي اعتداءٍ على دولةٍ من دول الخليج العربي هو اعتداءٌ على كافة الدول، وأن أي خطرٍ يهدد إحداها فإنه يهدد دول المجلس جميعاً، ومن هذا المنطلق سعت دول المجلس من مبدأ البناء الذاتي على التسليح والتصنيع المحلي، وتنويع مصادر المنظومات والتكنولوجيا العسكرية، لتحقيق مبدئي التوازن الاستراتيجي والثبات الأمني، ما فرض واقعاً إيجابياً ملموساً ظهرت نتائجه في تعزيز القوة الدفاعية الذاتية، وأسهم في جعل دول المجلس أكثر حريةٍ على اتخاذ القرار بما يتوافق مع مصالحها وتطلعات شعوبها».ولفت إلى أن «الدفاع عن الوطن أمانةٌ مقدسةٌ، ومسؤوليةٌ عظيمةٌ توارثناها عبر أجيالٍ من الرجال المخلصين، ممن نذروا أنفسهم للدفاع عن وطنهم العزيز، وحفظ أمنه واستقراره، ليعيش الوطن عبر هذه السنين، حراً أبياً شامخاً مرفوع الهامة، وأن حفظ هذه المسؤولية، وعظيم الأمانة في أعناقنا، تتطلب منا جهداً مضاعفاً، ومزيداً من التفاني والبذل والإخلاص بالعمل».من جانبه قال آمر الكلية الملكية للقيادة والأركان اللواء الركن بحري عبدالله سعيد المنصوري «إنه لشرف كبير أن يحظى حفلنا هذا بتخريج دورة القيادة والأركان المشتركة رقم 6، برعاية كريمة من عاهل البلاد المفدى، وضمت نخبة من ضباط قوة دفاع البحرين ووزارة الداخلية والحرس الوطني، وضباط من الدول الشقيقة، عبروا جميعاً عن شرف الالتحاق بهذا الصرح العلمي الشامخ، بعد إعدادهم وتأهيلهم قيادياً من خلال المسافات التخصصية العسكرية والمعرفية والأكاديمية».وتوجه للمشاركين «نشكرهم على تعاونهم ومساهمتهم الفعالة، إذ كانوا خير سفراء لبلادهم، ولا يفوتني أن أشكر الضباط المشاركين من البحرين، وأعضاء هيئة التوجيه، وكل من دعم الكلية في هذه المسيرة».وأضاف «نحن نسير على نهج جلالة الملك المفدى، ورؤيته الاستراتيجية الوطنية، وتأكيده الدائم أن الجيوش الحديثة تقاس وتقيم قدراتها وكفاءتها بمدى امتلاكها القدرات البشرية المؤهلة، باعتبارها ثروة وطنية قادرة على إدارة عمليات التسليح الحديث بكل كفاءة واقتدار على المستويين الإقليمي والدولي».وأردف «إننا نؤكد في هذا المقام وبفضل من الله ومن ثم رؤية جلالته الثاقبة وتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس الوزراء، إننا اليوم نقف على أرض صلبة تمكننا من بذل مزيد من العطاء للوصول إلى تحقيق رؤية جلالته في التميز والتطوير المستمر، ما يمكن هذا الصرح الوطني من أداء دوره التعليمي لبناء قادة أكفاء في شتى المجالات».وواصل «يسرني باسمي وباسم منسوبي الكلية الملكية للقيادة والأركان، أن أرفع أحر التهاني والتبريكات إلى المقام السامي لجلالة الملك المفدى، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس الوزراء، وإلى القائد العام لقوة دفاع البحرين وجميع منسوبي قوة الدفاع بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك، ضارعاً إلى الله سبحانه وتعالى أن يحفظ جلالة الملك وأن يديم نعمة الأمن والأمان على البحرين في ظل قيادته الحكيمة».بعدها ألقى أحد الضباط كلمة نيابة عن زملائه الخريجين قال فيها «أصالة عن نفسي ونيابة عن زملائي الخريجين بدورة القيادة والأركان المشتركة السادسة، نمد قلوبنا قبل أكفنا مرحبين في هذا اللقاء بالقائد العام، في محفل من محافل العلم العسكري والأكاديمي الحديث في هذا الصرح التعليمي الشامخ، أحد منجزاتنا الوطنية الحضارية والتنموية».وأضاف «ارتقت الكلية بفكرنا وزادت من معارفنا العلمية من خلال ما تعلمناه من مهارات القيادة والتخطيط العسكري وإدارة العمليات المشتركة والاستراتيجية العسكرية، حيث اشتملت مناهج الكلية على العديد من العلوم الحديثة والتقنيات المتطورة تم تنفيذها بأساليب متقدمة كما هو متبع في الجيوش العالمية المتطورة».وأردف «إننا نهنأ أنفسنا بقيادة هذه الكلية متمثلة في آمرها ومساعد الآمر رئيس المعلمين وأعضاء هيئة التوجيه، ممن كرسوا وقتهم وجهودهم الصادقة في العمل على النهوض بهذا المحفل العسكري الأكاديمي لإيصال المعارف الحديثة المتميزة، والسعي على تطوير قدراتنا ومهاراتنا المختلفة».وخاطب القائد العام «إن التاريخ أكد على نظرتكم الثاقبة وحكمتكم البالغة في دعمكم لهذا الصرح التعليمي المميز، وأن استمرار توجيهاتكم المباركة في شتى المجالات ليزيدنا إيماناً وقوةً لمواصلة العطاء، معاهدين الله العلي القدير على مواصلة العطاء والتميز والعمل الجاد الهادف إلى رفعة وطننا ومنعة قوة دفاع البحرين».وألقيت كلمة الضباط الخريجين المشاركين في الدورة من الدول الشقيقة ألقاها العقيد فهد محمد الدوسري من القوات المسلحة السعودية استهلها بأبيات شعرية.بحرين يا بنت الخليج وفخــرهيادرةً خطب الجمال رضـــاكيا أرض مملكة الجمال تحيــةأبقاك ربي حـــــرة وحمـــــاكلما حباك الله خيــــر قيــــادةٍعشت وعاش الخير ملء يداكحمد الرجولة بالمحبة صانــكقد شيد التاريخ حيـــن بنــــاكوقال الدوسري «إنه لوسام وشرف وعزة أن أرتقي هذا المنبر لأحييكم أصالة عن نفسي ونيابة عن زملائي الضباط من المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات وسلطنة عمان والأردن، في هذا اليوم الذي نثر فيه البشر أعلامه وأضاءت الدنيا آفاقه، في يوم نودعكم فيه بما حملتمونا من روابط المحبة وبشائر الانتصار فعيدنا وبهجة أنفسنا هو اجتماعنا ومودتنا ونصرتنا». وأضاف أن «العلم هو النور الذي لا تلحقه ظلمة، وفضيلة لا تتبعها رذيلة، فالعالم عليه المعول في بناء الأمم به تبني الأمة مجدها وتبلغ غايتها وترهب أعداءها، وحث الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم على طلب العلم بل عظم مكانته وشرف منزلته، وها نحن نطلب العلم والتعلم بالتحاقنا بدورة القيادة والأركان المشتركة السادسة بالكلية الملكية للقيادة والأركان، ونهلنا منها فيضاً من العلوم والفنون العسكرية والأكاديمية والثقافية الأخرى، ووجدنا روح المبادأة والابتكار والتفكير السليم والتركيز في الناحية التطبيقية واعتماد أسلوب المناقشة والبحث العلمي، ومن خلالها تعلمنا التخطيط العسكري وإدارة العمليات المشتركة بمختلف مكوناتها، وتعد من أرقى مستويات التعليم والتدريب المتبعة في الجيوش العالمية الكبرى، وتمكن القوات المسلحة من الوصول إلى أعلى المستويات وتحقيق الأهداف المنشودة». وتابع «الشكر ترجمان النية ولسان الطوية وشاهد الإخلاص، الشكر يديم النعم فمن شكر قليلاً استحق جزيلاً، الشكر غرساً إذا أودع سمع الكريم أثمر، لذا فإننا نقول تفضلوا رجال البحرين قيادةً وشعباً الشكر والإشادة وخذوا من القلب حبه ووداده، حفظ الله البحرين من كل مكروه وأدام عليكم العزة والرفعة والسؤدد». وسلم القائد العام في ختام الحفل، الشهادات على الخريجين والجوائز التقديرية لأوائل الدورة، والتي شارك فيها ضباط من القوات المسلحة الكويتية والأردنية والإماراتية والسعودية والعمانية. حضر حفل التخريج وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، وزير التربية والتعليم د.ماجد النعيمي، وزير الدولة للشؤون الداخلية اللواء عادل الفاضل، سفراء دول الضباط المشاركين والملحقين العسكريين، مدير ديوان القيادة العامة، مدير أركان الحرس الوطني، رئيس جامعة البحرين، وعدد من كبار ضباط قوة الدفاع.
القائد العام: المخاطر الإقليمية تحتم تقويةَ الصفوف وزيادة التقارب
25 يونيو 2014