بقلم - الشيخ زياد السعدون:بعض الأزواج، وإن كان عصر السيف، قد مضى وانقضى، لكنهم لايزالون يحملون تلك السيوف، التي تجرح وتؤلم الآخر، دونما مراعاة إلى مشاعر الآخر، ولا احترام إلى أحاسيسه، وهذا السيف هو اللسان، وقد تستغرب، عندما تسمع أحدهم يتكلم عن زوجته، ويصفها بأوصاف لاذعة، وعبارات جارحة، هذا أمام الناس هكذا، فكيف إذا كانا لوحدهما، يا ترى ماذا سيقول لها؟! وكما يقال «لسانه يقطر سماً»، وبعضهم وبعضهن، لا تعرف الكلمة الطيبة إلى ألسنتهم طريق، وقد تجد منهم من لا يعرف إلا النقد وتصيد الأخطاء، مثلاً يرى زوجته تقوم بعمله وعملها، هي التي تطبخ، وهي التي تنظف، وهي التي تغسل الملابس، وهي التي تذهب بالأبناء إلى المدرسة، وهي التي تأخذهم إلى الطبيب، وهي التي تجلب احتياجات البيت والأولاد من الألف إلى الياء، ومع هذا كله، لو أنها نسيت أن تجهز له ثوباً طلب منها تجهيزه وكيه، فعندها تقوم الدنيا ولا تقعد، ويبدأ لسانه يقطر سماً زعافاً، ولا يترك كلمةً في قاموس السب والشتم إلا ويتلفظ بها، ولو افترضنا أنها قصرت، أو حتى أساءت، فلو غمست هذه السيئة في بحر حسناتها الكثيرة، لما كان لها أثر، فنقول لمثل هذا، وأمثاله كثر، ألا تتقون الله في أنفسكم، وتذكروا حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي آخر»، ومعنى يفرك -أي يهجر ويترك- وينبغي للزوجين، ألا ينظر أحدهما للآخر نظرة المعصوم من الخطأ والزلل، وأن ينظرا للحسنات كما ينظران للسيئات والزلات، وكلما ابتعد الزوجان عن الكلام الجارح والألفاظ النابية، تقاربت القلوب قبل الأبدان، وتسامح القلب قبل اللسان، فلنحرص على كلمة الشكر والثناء، أشد من حرصنا على كلمة النقد وهدم البناء، وكلما كان اللسان رطباً بذكر الله قلت حدته، وزادت حلاوته.
اللسان أشد من السيف
27 يونيو 2014