بمناسبة اليوم العالمي للمخدرات الذي يوافق 26 يونيو من كل عام، فإن عمود الثقافة الأمنية سيولي موضوع المخدرات الاهتمام من خلال عدة مقالات متتالية؛ وذلك لتنمية الوعي لدى المواطنين والمقيمين بخطورة مشكلة تعاطي المخدرات.تعاطي المخدرات مشكلة عالمية تعاني منها كافة الدول بصور مختلفة، وهي من الموضوعات القليلة التي تجتمع الآراء حول شدة خطورتها، وهي من الأمور المتفق على تأثيرها السلبي على الجميع، فعلى الرغم من اختلاف الأديان والأوطان والملل و العقائد والطوائف والأحزاب إلا أن الجميع يتحد ضد هذه الآفة، بل إن مكافحتها واجب ديني وأخلاقي ووطني، ولا يتوقف الأمر على المكافحة فقط وإنما ينبغي أيضاً الإرشاد عن المعلومات التي تفيد في وقف انتشار المخدرات، وموضوع اليوم سيخاطب أولياء الأمور والأسر المختلفة ليتمكنوا من اكتشاف المشكلة -لا قدر الله- قبل تفاقمها لدى أبنائهم أو إخوانهم أو أخواتهم، فتعاطي المخدر ينتهي غالباً إلى إدمانه و إدمانه يهدد ضحاياه المباشرين وغير المباشرين بأخطار فادحة، فالمخدر يُتلف تدريجياً مداركهم وينتهي بعدد كبير منهم إلى الجنون أو الانتحار أو السجن .هناك دلائل تشير إلى التعاطي، والواقع يقر أن تعاطي المخدرات يحدث أسوأ الأثر في المدمن فتراه عصبي المزاج لا يتحمل الضغط العصبي الناتج من المشاكل الحياتية ، ويميل للابتعاد والانطواء وقد ينهار عاطفياً، ويفقد الإحساس بالمسؤولية الاجتماعية أو العائلية أو الزوجية، كما أكدت جميع الدراسات العلمية أن المتعاطي يتميز بضعف الإرادة والميل إلى اللامبالاة ويبتعد عن الدراسة ويكره العلم والعمل، فضلاً عن أن ولي الأمر يمكن أن يلاحظ تدهور صحة ابنه، وقد يتأخر بعض أولياء الأمور في اكتشاف هذه الأمور الخطيرة وبالتالي يتحول الشخص من متعاطٍ إلى مدمن يصعب علاجه، فالإدمان هو الخراب والدمار ولذا ننبه أولياء الأمور إلى ضرورة ملاحظة وجود آثار تدل على الإدمان وهي ضمور جسم المدمن وشحوب وجهه وتغير في طريقة مشيته وضعف أعصابه، والمدمن يستنفد مصروفه اليومي أو الأسبوعي بشكل سريع أما في مرحلة متأخرة من الإدمان فإن المدمن يلجأ إلى ارتكاب جرائم جنائية يعاقب عليها القانون بعقوبات شديدة دون أدنى إرادة لأن المدمن هدفه هو شراء المخدر سواء حصل على المال بالسرقة أو الاحتيال أو بأية طريقة أخرى .ويمكن لولي الأمر أن يتعرف على بعض العلامات التي تشير إلى درجة الإدمان وتشير أيضاً إلى الفترة الزمنية للتعاطي وهذه الدلائل تتراوح من بسيطة إلى خطيرة وهي احمرار العين باستمرار والتعرق في الجو البارد و سرعة الإحساس بالتعب والإرهاق والابتعاد عن الألعاب الرياضية رغم تعلقه بهذه الألعاب، والسهر ليلاً خارج المنزل ومرافقة المدمنين والإهمال المتزايد في كافة الأنشطة، وإن رأى ولي الأمر ظهور بعض من هذه الدلائل فعليه أن يعرض المدمن على المختصين وأن يسرع ويحسن التصرف فالوقاية خير من العلاج، لنتقي شر المخدرات.